دعا وزير الخارجية البريطانى وليم هيج الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى إلى العودة إلى طاولة المفاوضات سريعاً، والمضى قدما فى عملية السلام. وحذر هيج فى مقال نشر اليوم الأحد فى صحيفة "صنداى تليجراف" البريطانية من أن الوقت ينفد أمام حل الدولتين، وأن هذا أمر أجمع عليه الجميع في كل النقاشات التي شارك فيها في الأممالمتحدة الأسبوع الماضى. وأشار هيج إلى أن الرأي العام في منطقة الشرق الأوسط، أصبح غير متسامح إزاء تطلعات الفلسطينين المشروعة فى إقامة دولتهم، مدفوعا بحالة الإحباط التى ولدتها فشل الجهود الدولية فى تحقيق تقدم فى عملية السلام منذ توقيع اتفاق أوسلو للسلام. وأضاف هيج أن كل الأطراف مسئولة عن الوضع المتردى والمأزق الحالى الذى تعيشه العملية السلمية، مشدداً فى الوقت ذاته على أن بلاده تشجب أى محاولة لنزع الشرعية عن إسرائيل، وأن أصدقاءإسرائيل ومنهم بريطانيا يجب أن يكونوا قلقين بصورة متزايدة بشأن عزلتها المتنامية في المجتمع الدولي. وأوضح وزير الخارجية البريطانى أن السياسة الاستيطانية التوسعية غير المشروعة، بموجب القانون الدولى التى تنتهجها إسرائيل، لعبت دوراً كبيراً فى الحالة التى وصلت إليها عملية السلام الآن، حيث أفسدت الثقة بين الجانبين وقوضت المبدأ الأساسى الذى تقوم عليه المباحثات "الأرض مقابل السلام". واتهم هيج السلطة الفلسطينية أنها أضاعت عددا من الفرص لتحقيق السلام، وقامت بفرض مزيد من الشروط للعودة للمحادثات مع إسرائيل. وجددهيج موقف بلاده من توجه الفلسطينين إلى الأممالمتحدة للحصول على عضوية كاملة قائلاً: نحن ضد هذا التوجه وقد نصحنا الرئيس أبو مازن بعدم الإقدام على هذه الخطوة، ففي حين أننا نؤيد مبدأ إقامة دولة فلسطينية، فإننا نعلم أن التسوية الصحيحة، يجب أن تتم عن طريق المفاوضات، والتفاوض وحده يمكن أن يخلق دولة فلسطينية قابلة للحياة، ولا يمكن لأي قرار في الأممالمتحدة، أن يكون بديلاً عن الإرادة السياسية اللازمة . وأضاف هيج أن بلاده ستمتنع عن التصويت في حال تم طرح الموضوع علي مجلس الأمن . وطالب هيج الطرفين الجلوس وجها لوجه على مائدة المفاوضات والاتفاق على سلام دائم داعياً الجانبين إلى تحديد خياراتهم وقراراتهم المستقبلية، مشددا فى الوقت ذاته على أن بلاده لا يمكنها أن تفرض حلا معينا على الإسرائيليين والفلسطينيين. وأكد هيج أن تحقيق أهداف السلام فى المنطقة تتطلب شجاعة وقيادة حاسمة من كلا الطرفين لما فيها من تنازلات مؤلمة يجبر عليها الطرفان. واختتم هيج موضحا أن هدف بريطانيا والاتحاد الأوروبى هو إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وأمن تعيش في سلام بجوار إسرائيل، نافياً أن يشكل حق الفلسطينين فى إقامة دولتهم تهديداً لأمن إسرائيل ولكن على العكس، فإن إسرائيل ستكون أكثر أمانا عندما تقوم دولة فلسطينية قابلة للحياة.