أطلقت دار نشر "كانونجيت" صباح اليوم "الخميس" مذكرات "جوليان آسانج"، مؤسس موقع ويكيليكس الشهير في بريطانيا، دون موافقة آسانج الذي حاول الانسحاب من الصفقة التي بلغت قيمتها 930 ألف جنيه إسترليني دون جدوي. وتعتمد النسخة التي أطلقها الناشر بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية على مسودة لمخطوط أولي من 70 ألف كلمة كتبه آسانج بمساعدة الروائي "أندرو أوهاجين" الذي طلب رفع اسمه من على الكتاب، وقدمه للناشر في مارس الماضي، وقد أطلق الناشر المذكرات في سرية تامة ليحول دون استصدار آسانج لأمر قضائي بمنع النشر. واتهم آسانج في تصريح لوكالة "أسوشيتدبرس" الناشر بالتربح من وراء مخطوط غير مكتمل ولا صحيح، وأضاف أن الأحداث المحيطة بالنشر غير المصرح به للمذكرات لا علاقة لها بحرية الحصول على المعلومات، ولكنها عن الانتهازية والنفاق للحصول على المال. وكان آسانج قد وقع على الصفقة المليونية في مارس، واعتبر أن كتابه سيصبح واحدة من الوثائق الجامعة لجيلنا، ولكنه عدل عن رأيه بعد أن انتهي من المسودة الأولية التي حصلت عليها منه دار النشر، خوفاً من أن تصبح المذكرات معيناً للمدعي العام الأمريكي لتوجيه اتهامات جديدة له، والسعي وراء تسليمه للولايات المتحدة بتهمة التجسس لنشره آلاف البرقيات السرية لوزارة الخارجية الأمريكية فيما عرف ب"كابل جيت" وانسحب من الصفقة في يوليو. ودخل مع الناشر في صراع حول الدفعة التي حصل عليها آسانج مقدماً وتبلغ 500 ألف جنيه استرليني ولم يعدها آسانج حتى الآن، بعد أن أنفقها على الدعاوي القضائية المرفوعة ضده، وأعطاه الناشر مهلة شهرين انتهت أمس ليعمل على المسودة، ولكن آسانج لم يستجب إذ كان يأمل في استصدار أمر قضائي بإيقاف النشر. وتقول مصادر مقربة منه إنه كان يعلم بخطط الناشر. ولكن من ناحية أخري فإن وضع آسانج المالي السييء قد يتحسن بنشر المذكرات بعد أن أكدت دار النشر أنها سوف تدفع لآسانج أرباح البيع في حال غطت المبيعات مبلغ ال 500 ألف جنيه استرليني الذي حصل عليهم آسانج كدفعة أولي، وربما تنقذ تلك الأموال موقف آسانج مع تزايد نفقاته المالية بسبب الدعاوي القضائية المرفوعة ضده والحصار المالي المفروض عليه والذي يهدد استمرار عمليات ويكيليكس. ويذكر أن الكتاب لن ينشر في الولاياتالمتحدة، حيث فسخت دار النشر التي كانت ستوزع الكتاب هناك عقد تسويق الكتاب لعدم اكتمال المسودة.