وحالة الرعب التي تسيطر على رجال الأعمال الإسرائيليين المتعاملين مع العرب.. ثلاثة ملفات كانت من أهم الموضوعات التى اهتمت بها الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم. البداية مع التقرير الذي أثاره داني بيرنر في صحيفة إسرائيل اليوم، حيث قال تحت عنوان "الأراضي في الجولان بالمجان فقط تعالوا": إن وزارة الإسكان بالتعاون مع المجلس الإقليمي في هضبة الجولان تعرض ابتداء من اليوم 140 قطعة أرض جديدة للبيع للشباب، ويفضل أن يكون هؤلاء من الإسرائيليين صغار السن. وكشف بيرنر أن هناك حالة من القلق الشديد التي تسيطر على بعض من المسئولين في الحكومة أو هضبة الجولان الخائفين من إمكانية استعادة سوريا للهضبة حالة التوصل لاتفاق سلام بينها وبين إسرائيل، الأمر الذي دفع بالمجلس الإقليمي في الجولان إلى انتهاج سياسة لتهويد الهضبة وتسكين العشرات من العائلات الإسرائيلية بها. وأوضح أنه وابتداء من عام 2001 وحتى اليوم استوعبت الهضبة ألفا و250 عائلة جديدة، وفي السنتين الأخيرتين كان هناك اهتمام بتوفير المرافق بهذه المسا كن، الأمر الذي استوجب توسيع جهاز التعليم والبنى التحتية ، والآن يستعدون في المجلس الإقليمي لاستيعاب عائلات جديدة أخرى. وأشار بيرنر إلى أن غالبية القاطنين لهذه الأراضي من المتشددين اليهود، موضحًا في الوقت ذاته أن المجلس الإقليمي للهضبة ومعه العديد من الجماعات الداعمة للاستيطان لا يجدون أفضل من اليهود المتشددين للسكن في الهضبة للحفاظ عليها من أي محاولة لانتزاعها وحتى ينتزعون سندًا قانونيًا دوليًا للبقاء في هذه الأرض مهما كان حجم التحركات السياسية لإبرام السلام مع سوريا، ولتبقى هذه الأرض يهودية وبحوزة الإسرائيليين للأبد. ومن الجولان إلى الموضوع الأبرز في الصحافة الإسرائيلية والذي اهتمت به الكثير من الملاحق الاقتصادية والمتعلق بالفتوى الدينية التي أطلقها منذ أيام الزعيم الروحي لحركة شاس عوفاديا يوسف الذي نادى بحرمانية تأجير العقارات للعرب أو الإسلاميين بصورة خاصة ، زاعما أن التعامل التجاري اليهودي مع العرب بصورة عامة والإسلاميين بصورة خاصة هو من المحرمات التي يجب التصدي لها. وقال إيلي اشكنازي المحرر والخبير الاقتصادي في صحيفة هاآرتس: إن هذه الفتوى الدينية التي أطلقها يوسف تمثل خطورة بالغة على الاقتصاد الإسرائيلي، خاصة وأن الكثير من النشطاء اليهود وبالتعاون مع بعض من الحركات المتطرفة والمتشددة قاموا أخيرا بإرسال تهديدات إلى العديد من الإسرائيليين ممن يتعاملون اقتصاديا مع العرب محذرين إياهم من استمرار التعاون الاقتصادي معهم. والأخطر من هذا أن المتشددين أرسلوا العشرات من التهديدات للملاك وأصحاب العقارات من الإسرائيليين يطالبونهم فيها بطرد العرب من المستأجرين لهذه العقارات، زاعمين أن عقود الإيجار الموقعة مع العرب تعتبر لاغية وغير قانونية خاصة مع الفتوى الدينية التي أطلقها يوسف، حيث ينص أحد البنود في القانون الإسرائيلي على أن أي معارضة دينية للاتفاقيات السياسية أو الاقتصادية التي يوقعها الإسرائيليون تبطل فورا هذه الاتفاقيات، إلا أن وزارة العدل والقائمين على تنفيذ القوانين بإسرائيل لا يطبقون في الغالب هذا القانون الذي يؤثر بصورة سلبية على التعاون العربي اليهودي ، غير أن الكثير من الحاخامات وعدد من رجال الدين باتوا يطالبون الآن بتطبيق هذا القانون في أقرب وقت. من هذا الموضوع إلى ما كتبه المحلل السياسي الأمني لصحيفة معاريف اري شيت، والذي أشار إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ترأس جلسة يعقدها للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية اليوم لمتابعة النقاش حول مشروع إنشاء جدار عازل على امتداد الحدود المصرية، وهي الجلسة التي تنعقد تزامنا مع الزيارة التي سيقوم بها مدير المخابرات اللواء عمر سليمان إلى تل أبيب غدا الخمي ، وأشار شيت إلى أن كبار القادة الأمنيين في إسرائيل سيطلعون سليمان بالتأكيد على أخر التطورات في قضية الجدار وكيفية التعامل بين مصر وإسرائيل حدوديا مع بناء هذا الجدار ، والأهم من هذا ضرورة تنسيق الجهود المشتركة بين الطرفين المصري والإسرائيلي من أجل تأمين بناء هذا الجدار والحفاظ عليه لتأمين الحدود الإسرائيلية التي يتدفق عليها المتسللين من إفريقيا وبالتحديد من أبناء السودان. وفي الوقت نفسه، حظيت التصريحات التي أدلى بها رئيس المخابرات العامة يوفال ديسكن إلى المحررة الأمنية بصحيفة يديعوت أحرونوت ارئيلا رينجل هوفمان، بالكثير من الاهتمام من جانب الصحف الإسرائيلية، حيث طالب ديسكن بضرورة عقد ما أسماه بمؤتمر دولي للارهاب تشارك فيه الكثير من الدول وكبار قادة ورؤساء الأجهزة الأمنية عبر العالم بجانب البعض من ممثلي شركات التكنولوجيا العالمية من أجل التصدي لما أسماه بالإرهاب الإلكتروني المعادي لإسرائيل، وهو الإرهاب الذي لا يمكن وبأي حال من الأحوال الصمت عليه خاصة وأن تأثيره السلبي على الأمن الإسرائيلي يفوق أي تصور. وخص ديسكن بالحوار موقع جوجل إيرث زاعما أنه بات يمثل خطرا كبيرا على إسرائيل ربما أكبر من الخطر الذي تمثله القنابل النووية الإيرانية أو صواريخ القسام التي تصيب الكثير من المناطق الإسرائيلية وتنطلق من غزة. وطالب ديسكن شركة جوجل بالتوقف عن تقديم هذه الخدمة التي تؤثر سلبيا على الأمن الإسرائيلي. كما حظيت نتائج الانتخابات الأمريكية باهتمام خاص في مختلف وسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت في تقرير لها أن هناك حالة من الرضا التي تعم بعض من الدوائر السياسية عقب انتصار الجمهوريين في هذه الانتخابات خاصة مع وجود ما أسمته الصحيفة بالانحيار السياسي الديمقراطي للفلسطينيين والعرب، وهو الانحياز الذي بلغ مداه خلال العامين الأولين من فترة حكم أوباما الذي وصفته الصحيفة بالداعم لإقامة الدولة الفلسطينية والمعادي للاستيطان، الأمر الذي يجعل من نتيجة الانتخابات الحالية ضمانا لأمن إسرائيل وتأكيد من غالبية الشعب الأمريكي على تقديرهم لإسرائيل وتعهدهم بالحفاظ على أمنها ورفضهم لسياسات أوباما. ورغم أن الصحيفة أشارت إلى أن تصويت الأمريكيين لصالح الجمهوريين يأتي للسياسات الداخلية الخاطئة التي انتهجها أوباما إلا أن جزءا من غضب الأمريكيين على سياسات أوباما يأتي لما وصفته الصحيفة بتحامله غير المبرر على إسرائيل.