أحدثت ثورة 25 يناير بمصر تغيراً ملحوظاً في خريطة انتقالات اللاعبين الصيفية، فلم يجد سوق اللاعبين المصريين رواجاً وانتعاشاً بالملايين مثلما كانت الحال في السنوات الماضية، حيث اضطرت أندية الوزارات والمؤسسات، ومنها أندية وزارة البترول انبي وبتروجيت وأندية المؤسسة العسكرية: طلائع الجيش والإنتاج الحربي وحرس الحدود، بالإضافة إلى أندية وزارة الداخلية اتحاد الشرطة والداخلية إلى ترشيد نفقاتها بتعليمات عليا حتى لا تتعرض لانتقادات شعبية في ظل مطالبة فئات الشعب المصري بتحقيق العدالة الاجتماعية، بينما الأندية الجماهيرية مثل الإسماعيلي والاتحاد السكندري عانت من أزمات مالية طاحنة بعد الثورة. وقد شهدت بورصة اللاعبين انخفاضاً واضحاً في أسعار الانتقالات خلال هذا الصيف بالمقارنة بالصيف الماضي. وعلى سبيل المثال ضم نادي الأهلي مهاجم نادي إنبي الدولي وليد سليمان في صفقة كلفتة حوالي 8 ملايين جنيه في حين صرف الأهلي في الموسم الماضي حوالي 21 مليون جنيه في صفقة ضم مهاجم المنتخب المصري والاتحاد السكندري السابق محمد ناجي جدو. من جانبه، أكد المهندس ماجد نجاتي رئيس نادي إنبي في تصريح ل"العربية.نت" أن هناك قرارا بالفعل بترشيد الإنفاق الكروي والاعتماد على اللاعبين من قطاع الناشئين، خصوصا أن قطاع الناشئين بالنادي هو الأقوى بين كل الأندية، مشيراً إلى أن ابتعاد أندية الشركات عن سوق الانتقالات الصيفية أدى إلى انخفاض في الأسعار بجانب الأزمة المالية وعدم توافر السيولة المالية الكافية لدى معظم الأندية بسبب الظروف الحالية للبلاد. وأضاف نجاتي أن ناديه نجح في استثمار ما لديه من نجوم داخل النادي وحقق أعلى عائد مالي من مبيعات اللاعبين خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية وبلغت القيمة 35 مليون جنيه من وراء الثنائي جناح أيمن منتخب مصر اللاعب أحمد المحمدي إلى نادي سندرلاند الإنجليزي والمهاجم وليد سليمان الذي انتقل لصفوف النادي الأهلي بالإضافة إلى لاعبين آخرين تم بيعهم لأندية محلية. وأدى انسحاب أندية الشركات من صراع ضم اللاعبين المميزين في الدوري المصري إلى تراجع ملحوظ في أسعار اللاعبين، فقد أصبحت أندية إنبي وبتروجت واتحاد الشرطة والإنتاج الحربي خارج الصراع على اللاعبين عكس ما كان يحدث في السنوات الماضية، مما أكد أن هناك تعليمات بالفعل لترشيد النفقات، حيث لم يضم نادي إنبي سوى المهاجم أحمد بلال في صفقة انتقال حر مقابل 850 ألف جنيه فقط للاعب الذي كان يحصل على مليون جنيه عندما كان يلعب مع سموحة الموسم الماضي، بينما ضم بتروجت المدافع المخضرم إسلام الشاطر مقابل 750 ألف جنيه للموسم الواحد في صفقة انتقال حر أيضاً، بالإضافة إلى عدد من اللاعبين المغمورين دفعة واحدة نظير ثلاثة ملايين جنيه فقط وهو مقابل أقل بكثير جداً من صفقة انضمام لاعب واحد للنادي الأهلي، ليتضح بذلك الفارق ما قبل الثورة وبعدها، بينما نادي اتحاد الشرطة نفسه لم يضم سوى ثلاثة لاعبين فقط من الأسماء المغمورة أيضاً مقارنة بالموسم الماضي حيث أنفق الفريق 20 مليون جنيه على الصفقات الجديدة. وفى الإسماعيلي تأثر النادي كثيراً بالانهيار الإداري من جهة وبالأزمة المالية من جهة أخرى فلم يضم الفريق أي لاعب جديد حتى الآن، ويعد الإسماعيلي هو الفريق الوحيد الذي لم يضف جديداً إلى صفوفه ولم يدعمها حتى بلاعبين من الأقاليم كما هو معتاد. أما الزمالك فقد ضم أحمد حسن كابتن منتخب مصر في صفقة انتقال حر لم تزد في الموسم الواحد للاعب على ثلاثة ملايين و500 ألف جنيه وحسين حمدي الذي لم يكلفه سوي خمسة ملايين جنيه بعدما كان ناديه مصر المقاصة يطلب عشرة ملايين جنيه. وبغرض ترشيد الإنفاق استغلت بعض الأندية وجود شروط جزائية في عقود بعض اللاعبين وقامت بضمهم، فمثلاً انتقل اللاعب أحمد شديد قناوي من المصري إلى الأهلي بمليون و500 ألف جنيه للنادي المصري وبالمثل هاني سعيد من نفس النادي إلى الزمالك نظير نفس المقابل المادي. فيما لجأت الأندية الصغيرة في الدوري المصري مثل المصري وسموحة والجونة إلى استعارة اللاعبين لأنها طريقة غير مكلفة.