أشاد وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب بعراقة المؤسسات المصرية خاصة الجيش، والقضاء الذي يقوم بمحاكمة تاريخية للرئيس السابق حسنى مبارك، فيما طالب بتسليم القذافي إلى المحكمة الجنائية الدولية لإنصاف الذين عذبوا وقتلوا في المعتقلات والسجون. وفي حديثه الأسبوعي الذي تنشره له غدا الثلاثاء صحيفة "الأنباء" الصادرة عن حزبه، أكد جنبلاط أن هذه المحاسبة تؤكد عراقة المؤسسات المصرية خصوصا الجيش ووزارة الخارجية وكل مرافق الدولة المصرية، لا سيما أن مفهوم الدولة في مصر تمتد جذوره وعراقتهإالى آلاف السنين. ولفت جنبلاط الذي قام مؤخرا بزيارة خاصة إلى مصر إلى أنه لا يمكن لأي زائر لمصر ألا يلحظ الشعور العالي عند المصريين بالوطنية والقومية بحيث تستحق هذه البلاد بالفعل لقب "مصر أم الدنيا". ونوه بدرجة التسييس العالية عند الشعب المصري الذي يميز بوضوح بين المستثمرين المنتجين الذين يخلقون فرص عمل وبين المستثمرين الذين يبنون "منتجعات رأسمالية" فاقعة. واعتبر أن التحديات الإنمائية الهائلة لا سيما مع تنامي العشوائيات على حساب الأرض والزراعة لا تحل إلا بالتكامل السياسي والاقتصادي والزراعي والمائي مع ليبيا والسودان، الأمر الذي لم يحدث خلال أربعين عاما حيث حكمت ليبيا قيادة غير مسئولة هدرت الإمكانيات والأموال والخيرات بدلا من أن تؤسس للتكامل مع مصر. وأشار جنبلاط إلى أنه لم يكن فى السابق غياب سياسات تكاملية مع السودان الذي من الممكن أن يكون الخزان الزراعي للعالم العربي ودول العالم الثالث بدل تأجير أراضيه الشاسعة إلى شركات من دول أجنبية ثرية تستغله لأغراضها الاستهلاكية عوض أن تستفيد منه مصر والدول العربية. وحيا العروبة المتأصلة في الشعب المصري ولا سيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مؤكدا أن فلسطين موجودة في مصر والتي رغم إبعادها وعلاقاتها مع إفريقيا فإنها تبقى في قلب المشرق، وشدد على أن المصلحة الوطنية المصرية فوق كل اعتبار وليس مصلحة حركات وتيارات قد تعرض أمنها للخطر ودائما على حساب دولة مصر.