صرح سونج ايقوه، سفير الصين لدى مصر، بأن مصر تشهد ثورة عظمى منذ أوائل هذا العام، وتمر حاليا بإصلاحات اقتصادية واجتماعية عميقة، ونأمل كل النجاح للشعب المصرى فى تحقيق التقدم المستمر بعد هذه الثورة، مؤكدا على التزام حكومة بلاده بالتعاون مع مصر ولن تتغير هذه السياسة فى إطار تأييد الصين لإرادة الشعب المصرى. وقال خلال حفل إفطار الليلة الماضية مع الصحفيين والإعلاميين المصريين والصينيين إن فرص التعاون سوف تزداد بعد الثورة، حيث إن تطوير هذه العلاقات هو رغبة مشتركة لدى الجانبين والعمل يدا بيد لايجاد غد أفضل لهما فى المستقبل. وأوضح أن التعاون الاستراتيجى الثنائى بين البلدين حقق نتائج مثمرة فى الفترات الأخيرة تجعل الصداقة المصرية الصينية نموذجًا يحتذى به فى العلاقات بين الدول النامية والتعاون بين الجنوب والجنوب وذكر السفير الصينى سونج أن التبادل التجارى بين البلدين لعام 2010 سجل رقما قياسيا بلغ قدره 7 مليارات دولار وازدادت صادرات مصر الى الصين بشكل سريع ملحوظ بنسبة 112.7% مشيرًا الى أنه على الرغم من الظروف غير العادية التى مرت بها مصر فى النصف الاول لهذا العام فإن حجم التبادل التجارى قد زاد بنسبة 20.5% وأصبحت مصر الشريك التجارى الخامس للصين فى إفريقيا وبلغ حجم الاستثمارات الصينية فى مصر 350 مليون دولار. وأشار سونج أنه على الصعيد الثقافى تم انشاء كليات للغة العربية فى أكثر من 20 جامعة صينية وإنشاء اقسام للغة الصينية فى خمس جامعات مصرية وتأسيس معهدين للكونفشيوس فى مصر بالإضافة إلى التعاون فى مجالات العلوم والتكنولوجيا وتدريب الكوادر الدبلوماسية الصينية فى مصر على قواعد اللغة العربية. وقال إن مصر تمر حاليا بتغيرات كبيرة وستدخل مرحلة جديدة للتنمية، وقد تم فى الفترة الأخيرة بحث تطوير التعاون الاقتصادى بين البلدين ودفع منطقة التجارة الحرة بالسويس خلال لقاء مؤخرا مع رئيس الوزراء عصام شرف، وقد قدمت الصين حكومة وشعبا الدعم والمساعدات لتعزيز التعاون الثنائى بين البلدين فى جميع المجالات للمشاركة فى انعاش الاقتصاد المصرى وتحقيق اصلاحات اجتماعية . وأضاف أن الصين قدمت منحا مجانية تقدر ب60 مليون يوان صينى ( حوالى 10 ملايين دولار) ومنحة إنسانية بمليون دولار لاستيعاب اللاجئين على الحدود بين مصر وليبيا، مشيرا إلى أن الصين حرصت على استمرار التوافد السياحى إلى مصر خلال الفترة الماضية، كما أن الشركات الصينية العاملة فى مصر لم تغادرها خلال فترة التوترات وكانت رائدة فى إعادة الإنتاج مما يؤكد على عمق علاقات التعاون الاستراتيجى بينهما رغم التغيرات والتقلبات التى طرأت على الأوضاع الدولية والمحلية. وأشاد السفير الصينى بدور الإعلام والصحافة المصرية وجهودهما المستمرة فى بناء جسر التواصل والتفاهم والصداقة بين الشعبين.