صدر ل"بحبح فكرى الحباظي"، معلم الدراسات الاجتماعية بإدارة قنا التعليمية كتابا بعنوان (شهداء قنا – بطولات وتضحيات) على نفقته الخاصة، وهى سيرة ل 89 بطلاً وشهيدًا من أبناء محافظة قنا، شاملاً أبناء مدينة الأقصر على اعتبار أنهم حين استشهادهم كانوا تابعين لمحافظة قنا، والذين ضحوا بأرواحهم فداءً لهذا الوطن. وقد بذل المؤلف جهدًا كبيرًا فى البحث عن منازل الشهداء، والعودة بالذاكرة إلى تفاصيل أيام مر عليها ما يقرب من نصف قرن، وتدوين رسائلهم وكتاباتهم وما تركوه من ذكريات، مشيرا إلى أن كتابه إهداء لشهداء ثورة 25 يناير بجميع محافظات مصر وإهداء لكل شهيد يسقط فداء لحماية الوطن الغالى فى المستقبل والحاضر القريب أيضًا. قال المؤلف، كان لقائي بأسر الشهداء صعبًا للغاية، فرغم مرور السنوات الطويلة على استشهادهم إلا أن دموعهم انسابت على وجناتهم. يذكر أن من بين الشهداء الذين ذكرهم المؤلف الشهيد سيد زكريا ابن قرية البغدادى بمحافظة الأقصر، الذى كان بطلاً من أبطال حرب أكتوبر، واستطاع أن يحفر اسمه بجدارة فى سجل الشرف والبطولة، حيث أقدم على عمل بطولى فوق العادة حين قتل 22 جنديًا إسرائيليا، وعندما نفذت ذخيرته تسلل جندى إسرائيلي خلفه وأفرغ فى جسده الطاهر خزانة كاملة من الرصاصات ليستشهد على الفور. ثم أخذ الجندى الإسرائيلي متعلقاته الشخصية واحتفظ بها 22 عامًا ثم أرسلها أخيرًا إلى القنصل الإسرائيلى فى بون وأرسل معها تقريرًا عن بطولة الجندى المصرى سيد زكريا ونقل القنصل الإسرائيلى متعلقات الجندى المصرى إلى القنصل المصرى فى برلين، ويوجد بالمتحف الحربى بالقلعة ركن خاص بمتعلقات الشهيد سيد زكريا. يقول المؤلف، عندما تقابلت مع محمد زكريا أخو الشهيد انسابت الدموع من عينيه وهو يتحدث عن شقيقه وقال آخر رسالة للشهيد سيد قال فيها : "إذا أصبحت شهيدًا فى هذه المعركة فلا تحزنوا علىَّ لأننى سأكون فى منزلة عند الله لا يصل إليها أحد إلا الأنبياء، وهذا مرادى من الله وما أتمناه طوال حياتى وأرجو منك ألا تزعل إذا حصل لى أى شيء، إن الشهادة شرف كبير وأدعو الله أن يرزقنى الشهادة، وفى نهاية الرسالة قال البطل الشهيد احتفظ بها يا أخى ربما تكون الرسالة الأخيرة" والرسالة موجودة بالمتحف الحربى من ضمن متعلقات الشهيد.