قال المترجم المصري أحمد حسان إن كل طرق التفكير القديمة، التي اقترحتها أيديولوجيات المذاهب الفكرية الكبري كالماركسية وغيرها لم تعد مجدية في تفسير التحولات الهائلة، التي جرت في العالم منذ نهاية السبعينيات وحتي الآن، بسبب ما أصاب تلك الأفكار من أصولية منعتها من التطور، كما أن العلوم المتخصصة كعلم الاقتصاد والفلسفة وعلم النفس قد فشلت وحدها في تقديم قراءة قادرة علي تفسير تلك الأحداث وإعطاء صورة واضحة لطبيعتها ومن ثم وجد أغلب المتحصصين والمفكرين الجدد الحل في الدراسات الثقافية التي استطاعت جمع شتات تلك الأفكار. وقال حسان في الندوة التي عقدت مساء أمس "الأربعاء" بدار العين للنشر بمناسبة صدور الترجمة العربية لكتاب "مرحبا بك في صحراء الواقع" للفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجيك وقام بترجمته أحمد حسان. وينتمي الكتاب لفئة الدراسات الثقافية وهو عبارة عن خمس مقالات كتبها جيجيك بعد 11 سبتمبر في محاولة لتأمل المشهد بعد تلك الحداث التي أحدثت هزة كبيرة في العالم المعاصر ووجد العالم الغربي بعدها في الإسلام عدوا جديدا ليواجهه. ورأي حسان أن ميزة الدراسات الثقافية هي أنها تجمع التخصصات المتعددة داخل منظور واحد يتيح فرصة أكبر لتكوين فكرة حقيقية عن التحولات الجارية في العالم بعد سقوط حائط برلين والاتحاد السوفيتي والتحولات الكبيرة التي شهدتها الرأسمالية العالمية ولم تفلح العلوم المختلفة في تتبعها وفهمها خاصة أن تلك التحولات قد انعكست علي الثقافة وطريقة فهمنا للعالم وقدمت أشكالا غير معتادة من التعبير والفنون التجارية وهو ما استلزم حقلا فكريا جديدا قادرا علي أن يلم بتلك التخصصات المختلفة، وبتعبير حسان فإن الدراسات الثقافية تعيد جمع أشلاء المجتمع المعاصر في هذا التخصص.