تزينت قاعة الزمالك للفن بأعمال الفنان الراحل النحات جمال السجينى (1917 – 1977) فى ذكراه المئوية التى كان حريصا على عرضها ابنه الراحل «مجد» الذى يعلم جيدا تاريخ وموهبة والده وقيمته الفنية. وكانت أعماله تتناول فن النحت والتصوير والطرق على المعادن ويقول عنه ابنه إن والده كان يفضل أن يلقى بأعماله فى النيل على أن يقبل بعمل فنى لا يرقى بفكره ومقامه. وعظمة السجينى تظهر واضحة لحبه لمصر إيمانا منه بأن وطنه يستحق كل ما هو أفضل، لذلك كان يبحث دائما عن الكمال فى كل أعماله، ولم يقدم طوال حياته عملا عشوائيا، واليوم يقدم لنا أحفاده «علوية ونور وهنا السجينى» مجموعة من أعماله التى أبهرت الجميع بتميزها الذى لم يسعفه الوقت الطويل فى تنفيذ كل قطعة من أعماله، والذى إذا لم يشعر بالفخر والرضا فى النهاية اعتبرها عملا فنيا غير مكتمل، وقد كانت بعض أعمال الفنان الراحل قد نفذت بخامة الجبس إلا أن ابنه «مجد» قد حولها إلى خامة البرونز حتى أحياها من جديد. وتحدثت عنه أيضا ابنة أخيه الفنانة الرائدة «زينب السجينى» التى خرجت من عباءة الفنان جمال السجينى الذى كان بمثابة الأب الروحى لها فتقول: لم يكن السجينى شخصا عاديا بل كانت مواقفه على مدى حياته تنبع من نفس طموحة صافية مليئة بالحب والخير والمشاعر الدافئة التى أحاط بها كل من اقترب منه، كان فنانا مناضلا صرحى الطابع. والفنان جمال السجينى أبرز فنانى الجيل الثالث الذى تمرد على الأساليب الفنية التقليدية وقدم الرمزية التعبيرية لفن النحت المصرى. ونقدم فى ذكرى 23 يوليو عمله الرائع «ناصر» الذى يبين لنا شموخ هذا الرجل والتفاف الشعب حوله (الفلاح والجندى والصانع) كل منهم ممسك بزهرة إهداء لشخصه. والعمل الثانى الذى نقدمه اليوم هو تمثال بعنوان «مصر المستقبل»، تقترح صفحة «الفن التشكيلى» تكبير هذا العمل ووضعه فى ميدان التحرير رمزا للمستقبل الذى ننشده، والصفحة تنادى أيضا أبناء وأحفاد الفنانين الرواد بأن ينحوا ما قامت به أسرة الراحل السجينى من استخراج الأعمال المجهولة لهؤلاء الفنانين.