د.حسين أباظة: زيادة الدعم الدولى لمصر بعد الانتخابات د. ماجدة شلبى: تساهم فى تحقيق التنمية المستدامة
أكد خبراء اقتصاد وتخطيط أن الاستثمارات المحلية والأجنبية ستشهد طفرة فى أعقاب إتمام عملية الانتخابات الرئاسية مشيرين إلى أن المشاركة الفاعلة تدعم خطط الدولة لتحسين مناخ الأعمال ومحاربة الفساد وحفز معدلات النمو. أكد د. حسين أباظة -مستشار وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى- أهمية الانتخابات للاستقرار السياسى الذى يعتبر شيئا أساسيا لأى تنمية اقتصادية, ولكى يستطيع أى بلد فى العالم أن يقوم بأى تنمية لا بد من توافر استقرار سياسى وأمنى، فالمستثمر المحلى يبحث عن الأمن والاستقرار قبل قرار استثمار أمواله ويصبح الأمر أكثر صعوبة إذا كان الاستثمار خارجيا، لذلك فمن المتوقع ان تعقب الانتخابات زيادة فى الاستثمارات على أساس أن بعض الفئات الخارجية كانت متخوفة من عدم حدوث دعم شعبى للانتخابات وما له من تأثير على الاستثمار وهو ما لم يحدث، حيث أظهرت عملية الانتخابات فى الخارج دعما مصريا كبيرا من خلال التصويت، ما أظهر دعما كبيرا للقيادة الحالية، لذلك فمن المتوقع ان تزيد الاستثمارات المحلية والاجنبية وان يزيد الدعم الدولى من الدول والهيئات المانحة للتمويل وذلك يرجع لزيادة الثقة فى النظام القائم وكل ذلك يسير فى إطار تحقيق رؤية مصر 2030. وأوضحت د. ماجدة شلبى -أستاذ الاقتصاد بالقسم الفرنسى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية- أنه من الضرورى ان يشارك الجميع فى التصويت فى الانتخابات وذلك من أجل صياغة رؤية اقتصادية وتحقيق منظومة إصلاحية وتحقيق التطلعات المتزايدة نحو مستقبل افضل الذى يعتبر هدفا أساسيا لاستراتيجية مصر الكبرى بان تصبح مصر من الدول المتقدمة بحلول 2030 من أجل خلق مجتمع حديث ومتطور. وقالت: من المتوقع ان يتم استكمال الاصلاح الاقتصادى من خلال إجراء الاصلاحات الخاصة ببيئة الاعمال وتخفيض تكلفة المعاملات ومحاربة الفساد وتشجيع النمو كثيف العمالة والتدريب ودعم المهارات ومحاربة الفقر ودعم القدرة التنافسية للصادرات التنافسية وتقديم الحوافز اللازمة لتقديم معايير الجودة العالمية والنهوض بالقدرة التنافسية للدولة فى الاسواق المحلية والدولية ودعم قاطرات النمو المتمثلة فى التنمية الصناعية والزراعية والسياحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وأضافت أن الفترة القادمة ستشهد مزيدا من الارتقاء بمستويات المشاركة السياسية ومستويات عالية من الكفاءة الادارية وتفعيل مبادئ الحوكمة والاهتمام بالبعد الاجتماعى للتنمية، من خلال تحسين خدمات الصحة والتعليم وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية، الذى يرتبط بتطوير البيئة المؤسسية التى تحدث فيها التنمية من خلال تفعيل الشفافية والمساءلة وسيادة القانون وتعميق مفهوم المشاركة بين مختلف الفاعلين من أجل محاربة الفساد وتحقيق الإدارة الرشيدة فى منظومة التنمية، ومن شأن الاستقرار السياسى أن يساعد فى تحقيق التنمية المستدامة التى تعتبر مطلبا للعدالة بين الأجيال والالتزام الذى يليه الجيل الحالى للأجيال التالية. وقالت د. أمينة غانم -مستشار وزير المالية الأسبق- إن انتخابات المصريين فى الخارج قد أظهرت اهتماما كبيرا من قبل المصريين وهو ما يعطى مؤشرا كبيرا لاهتمام المواطن المصرى فى الفترة الاخيرة بالانتخابات ووعيه لطبيعة المرحلة, كما انه اعطى مؤشرا لمصداقية الانتخابات وبخاصة أن المواطن المصرى المقيم بالخارج يكون تصويته نابعا من قناعة تامة دون تأثير فالذى يتابع من الخارج الانتخابات المصرية سيدرك ان المواطن المصرى يقول كلمته فى الصناديق. وأشارت د. أمينة الى اهمية الانتخابات فى استكمال سياسات الاصلاح الاقتصادى فى مصر ما تعطى مؤشرا ان المواطن ما زال راضيا عن الاداء والاصلاحات التى تمت. وأوضحت أنه من الضرورى أن يشعر المستثمر الاجنبى باستقرار الأوضاع السياسية وعدم حدوث اى تغيرات على القوانين والسياسات الاقتصادية المتبعة لذلك فمن المتوقع ان تزيد الاستثمارات فى الفترة القادمة خاصة بعد الاصلاحات التى تمت خلال السنوات الأربع الماضية من تحرير سعر الصرف والتعامل مع اسعار الطاقة ومشروع قناة السويس والعاصمة الادارية الجديدة اضافة الى مشروعات البنية الاساسية فبعض هذه الاصلاحات اعطى نتيجة ايجابية فورية كبرنامج تكافل وكرامة واغلب هذه الاصلاحات لن يتم ظهور آثارها الا بعد فترة خاصة مشروعات البنية الاساسية، ومثالا على ذلك عندما تولى اوباما رئاسة الولاياتالمتحدةالامريكية كانت ظروف بلاده صعبة جدا من ازمة مالية عالمية وخروج من حرب العراق فكان امام خيارين اما ان يقوم بمعالجة عجز الموازنة الذى تفاقم بشدة خلالها أو أن يقوم بزيادة الاستثمارات التى من شأنها ان تقوم بزيادة الدين العام فى سبيل ان يقوم بالاستثمار فى المستقبل وكانت أغلب استثماراته فى التعليم والبنية الاساسية فصحيح انه قام بزيادة الدين المحلى وزاد معدل التضخم ولكن بعد عدة سنوات ساهمت هذه الاستثمارات فى نمو الاقتصاد الامريكى فالبعض حاليا يتحدث عن الاقتصاد الامريكى وينسب الفضل لترامب الرئيس الحالى ولكن من يدرك "اقتصاد" يعلم ان ترامب يجنى ثمار سياسات اوباما الاقتصادية، لذلك فمن المتوقع الا يشعر المواطن بقيمة الاصلاحات التى تمت حاليا نظرا لانها اصلاحات جذرية طويلة الاجل. ومن المتوقع ان تكون الفترة القادمة افضل بالنسبة للمصريين على الساحة الاقتصادية خاصة أن بعض المؤشرات قد أظهرت ذلك وبخاصة معدل التضخم الذى بدأ فى الانخفاض وما تبعه من قيام البنك المركزى من خفض معدل الفائدة وزيادة حصيلة الصادرات.