بالنسبة لمنتجي النفط الصخري الأمريكي فإن سعر 40 دولارا هو المعادل الحالي لسعر 70 دولارا من قبل. فمنذ أقل من عام كانت شركات النفط الصخري الرئيسية تقول إنها تحتاج النفط فوق 60 دولارا للبرميل حتى تنتج المزيد والآن يقول البعض إنهم سيقبلون بأقل من ذلك بكثير عند البت فيما إذا كانوا سيزيدون الإنتاج بعد أسوأ انهيار لسعر النفط في جيل. وتسلط تصريحاتهم الأخيرة الضوء على المتانة الجدية بالملاحظة التي يتمتع بها القطاع لكنها توجه أيضا رسالة تحذير للمنافسين والتجار تقول إن تراجع إنتاج النفط الأمريكي الذي سيسهم في انحسار تخمة المعروض العالمي وتعافي الأسعار قد يكون قصير الأمد مقارنة بما قد يتوقعه البعض. وقال جون هارت المدير المالي لكونتيننتال ريسورسز التي يقودها ملياردير التنقيب هارولد هام الأسبوع الماضي إن الشركة مستعدة لزيادة الإنفاق الرأسمالي إذا وصل سعر الخام الأمريكي لما بين أوائل ومتوسط نطاق الأربعين دولارا بما يتيح لها زيادة إنتاج 2017 أكثر من 10٪. ورغم الحذر الذي يشوب التعليقات فإنها تعد تذكيرا بأن الهبوط الكبير في التكلفة والزيادة السريعة في الكفاءة حولا النفط الصخري الأمريكي - الذي نظر إليه المنافسون بداية على أنه قطاع هامشي مرتفع التكلفة - إلى لاعب رئيسي وشوكة في جانب كبار منتجي أوبك . ويسهم هبوط عدد منصات الحفر حاليا في تهدئة تراجع أسعار النفط من خلال خفض الإنتاج لكنه قد يحد أيضا من أي صعود بالتحول سريعا إلى زيادة الإنتاج فور بدء الأسعار في التعافي من المستويات الحالية التي فوق 30 دولارا بقليل . وبدأ بعض المنتجين التحوط في إنتاج المستقبل حيث يجري تداول أسعار النفط لعام 2017 بالقرب من 45 دولارا للبرميل وهو ما قد يحد من أي خفض للإنتاج في المستقبل. من ناحية اخري, اذا كان أسوأ انهيار لأسعار النفط منذ الثمانينيات سجل نهاية عدد كبير من منتجي النفط الصخري الا انه عجل أيضا بخفض تكلفة التكسير الهيدروليكي وتحسين التقنيات التي مازالت قيد التطوير. ورغم تحذير ديلويت للمحاسبة والاستشارات من أن ثلث منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة ربما يواجهون الإفلاس فإن كبار المنتجين يقولون إن طموحهم يتجاوز مجرد التفوق على منافسيهم المحليين. وتتوقع أباتشي كورب أن يتراجع إنتاجها نحو 11 ٪ هذا العام لكنها قالت إنها قد تتمكن من العودة إلى مستويات إنتاجها في أمريكا الشمالية عام 2015 إذا بلغ سعر برميل النفط 45 دولارا في المتوسط هذا العام. ويستطيع منتجو النفط الصخري التحرك سريعا لأسباب من بينها العدد الكبير من الآبار التي حفرت بالفعل ولا تنتظر سوى عمليات التكسير حتى يتدفق النفط منها. وبلغ عدد تلك الآبار 945 بئرا في نورث داكوتا - أول منطقة شهدت طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة - في ديسمبر مقارنة مع 585 بئرا في منتصف 2014 حينما بلغت الأسعار ذروتها بحسب أحدث بيانات متاحة من إدارة الموارد المعدنية. وتنمو تلك الأرقام مع استمرار شركات مثل وايتنج في الحفر لكنها تتوقف عند مرحلة التكسير. ويحذر البعض من أن التكسير في الآبار غير المستكملة ربما يتيح زيادة الإمدادات على الأمد القصير فقط حيث تتطلب الزيادة المستدامة حفر آبار جديدة بتكلفة أعلى ومن ثم مستويات أعلى للأسعار. ومازال الغموض يكتنف مستقبل أسعار النفط وما إذا كانت الأسعار ستصل إلى 40 دولارا للبرميل في وقت قريب أم لا. ويتوقع مورجان ستانلي متوسط أسعار عند الحد الأدنى لنطاق 30 إلى 40 دولارا للبرميل للعام الحالي بأكمله.في حين يتوقع مدير شركة “إيني” الإيطالية للطاقة كلوديو ديسكاليزي عودة سعر النفط إلى مستوى يتراوح بين 80 و90 دولارا للبرميل خلال ثلاث سنوات.