47 دولة أوربية توقع شراكة مع صناع الانترن

2 مليار مستخدم ل "فيسبوك" شهريا و5.5 مليار عملية بحث على جوجل يوميا

عقد المجلس الأوروبى والذى يضم 47 دولة أوربية فى مقره الدائم باستراسبورج لمنافشة كيفية حماية حقوق الأنسان من خطر الأرهاب.
قال ثوربيون ياجلاند سكرتير عام المجلس الأوربى أن شركات الأنترنت حققت نفوذا غير مسبوق على عالمنا المحسوس فى شكل رقمى، ولنتمكن من فهم هذا النفوذ بطريقة إحصائية فإن شركة آبل قد باعت أكثر من 41 مليون آى فون فى الربع الثالث من عام 2017، وكذلك إستخدم أكثر من 2 مليار شخص شهريا الفيسبوك وتطبيقاته، كما تتم أكثر من 5.5 مليار عملية بحث عن أمور مختلفة فى جوجل كل يوم، بالإضافة إلى مليار كمبيوتر شخصى تعتمد على برامج شركة ميكروسوفت بحصة تمثل 36% من السوق العالمى، وصارت شركات الاتصالات الأوربية تقدم خدمات الانترنت حول العالم أما باقى الشركات المذكورة فقد صارت تقدم وتحمى السلامة والخصوصية وغيرها.

وفى هذا الإطار تم توقيع خطابات شراكة بين المجلس وعمالقة صناعة الانترنت ممثلين فى ثمانى شركات رائدة فى مجال التكنولوجيا هم آبل ، دويتشه تليكوم، الفيسبوك، جوجل، مايكروسوفت، كسبرسكاى لاب، أورانج وتليفونيكا، وستة جمعيات هم رابطة صناعة الكمبيوتر والاتصالات ( تسيا)، ديجيتال يوروب، والتحالف الأوروبى للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الرقمية، ورابطة مشغلى شبكات الاتصالات الأوربية (إتنو)، GSMAومبادرة الشبكة العالمية لأصحاب المصلحة المتعددين GMIليكون علامة العصر الرقمى الجديد.
وأضاف ياجلاند أن هذا النفوذ الغير مسبوق يأتى مصحوبا بمسئوليات غير محدودة. ففى دول أوربا (والعالم كله) هناك نقاش مستمر عن حدود التدخل الحكومى المسموح بها، لوضع حدود قانونية لهذا الفضاء الإليكترونى، وبالفعل قامت دول مثل ألمانيا والولايات المتحدة بخطوات عملية فى هذا الاتجاه، ومن ناحية أخرى فالشركات تقدم مفاهيمها الخاصة وأخلاقياتها من خلال مؤسساتها.
إن الاهتمام المشترك بين الشعوب بمبادرة المجلس الأوربى للتنسيق بين الديموقراطية وحقوق الانسان ودور القانون يعطى دلالات هامة، مما يستلزم قيام حوار بين جميع الأطراف المعنية، ولكنه أيضا يتطلب تحركا ثابتا وواضحا، فمعا يجب أن نتخذ خطوات لمنع اساءة استخدام الانترنت وبصفة خاصة وسائل التواصل الاجتماعى بواسطة الارهابيين لمنع التطرف والأصولية.
ويجب أن نواجه الشكوك وحل التناقضات بين الأطر التشريعية المختلفة عبر الحدود لأجل مواجهة جرائم الإنترنت، كما يجب أن نطور التعاون المباشر بين مؤسسات فرض القانون من ناحية ومقدمى خدمات الانترنت من ناحية أخرى، وبصفة خاصة بخصوص إمكانيات التوصل إلى أدلة إليكترونية.
ومن الضرورى أيضا الوصول إلى توازن بين حرية التعبير وحماية البيانات الشخصية وبين تطويق وتضييق الخناق على الكراهية والتخويف والتحريض على العنف.
كما يجب أن نحسن من قدراتنا على حماية الأطفال من جرائم الجنس وإيقاف عمليات التحرش المختلفة بما فيها نشر الصور على سبيل الانتقام وعمليات الملاحقة والتحرش الجنسى، والتى تصيب النساء بطريقة غير مناسبة.
أن التحديات التى يطرحها الانترنت على عملية التطور الديمقراطى قد صارت واضحة بشكل متزايد، وصار التواصل الاجتماعى وكمية المعلومات المتاحة تغيران بصورة جذرية فى قواعد اللعبة الديمقراطية، ونحن فى المنتدى ندرس هذا الأمر بصفة مستمرة.
صار هناك حجما هائلا من الدلائل على زيادة التوتر بين دور الانترنت فى تقوية الأنشطة الشعبوية وكمية المعلومات الهائلة والتلاعب ونشر الأخبار الكاذبة لتشويه الحقائق بطريقة لا تخضع لمعايير أخلاقية ولا بمقاييس احترافية.
أن الديمقراطية الإلكترونية لا يجب أن تكون ديمقراطية هشة، وفى السنوات القادمة يجب أن نتغلب على الانقسامات الاليكترونية وأن نؤكد على وصول المعلومات للجميع بما فيها أكثر مجموعاتنا ضعفا وحيث لا نترك أحدا ورائنا، وبتبادل خطابات اليوم بيننا وبين تلك الشركات يعنى قبولنا وتقسيم المسئولية بيننا لتوصيل تلك الرؤية ومواجهة التحديات أمامنا بما فيها الاحتياج للتعليم ومحو الأمية لمكافحة الأخبار الكاذبة، والقوالب النمطية وخطاب الكراهية على الانترنت. أن أفضل الطرق لمجابهة تلك التحديات هى أن تعمل حكوماتنا معا عن قرب بمشاركة المجتمع المدنى والقطاع الخاص فى هذا الشأن.

وعلى هامش التوقيع وأثناء الاحتفال بهذه الشراكة قال توماس Thomas Myrup Kristensenالمدير الإدارى للشئون الأوربية ورئيس مكتب بروكسل، عن فيسبوك. أنهم يرحبون بالتعاون مع المجلس الأوربى فى خطواته الرائده للحفاظ على حقوق الانسان والديمقراطية وكذلك سيادة القانون على الانترنت.

وأشار Marco Pancini ، مدير السياسات العامة فى جوجل، إلى سعادته بأن تكون الشركة جزءا من هذا المنتدى الهام وعن اهتمامها بالاستمرار فى الحوار المتفتح والأمين الذى نحتاجه لتأمين شبكة منفتحة وحرة تحترم خصوصية مستخدميها، وتساعدهم فى الوصول بحرية للمعلومات، وفى نفس الوقت تكون قادرة على مواجهة الأنتهاكات التى قد تهدد تلك الحرية.
وردا على التساؤل حول حماية الانترنت من القرصنة وغزوه، قال Anton Shingarevنائب الرئيس للعلاقات العامة لشركة كسبرسكاى لاب، بأن الأنترنت هو دولة فريدة لها حدود ندخل فيها جميعا كل يوم. نقرأ فيها الأخبار، ونطلع على أخبار التواصل الاجتماعى ونخطط لأجازاتنا، ونتسوق ونقوم بمعاملاتنا البنكية أون لاين ونترك فيها آثار العمليات الرقمية الهائلة كل يوم. وأكد على أن هذا الفضاء الفريد يقع تحت تهديدات خطيرة اليوم.. تهديدات مجرمون فضائيون يحاولون انتهاك ذلك الفضاء وغزوه، وإرهابيون يستخدمونه لتجنيد الجيوش، وحكومات منشغلة بمحاولات تقنينه. يسعدنا أن نشارك مع المجلس الاوربى فى جعل الانترنت آمنة بحيث نستطيع جميعا الاستمتاع بحياتنا الرقمية.
أما Afke Schaartرئيسة GSMA Europe فقالت أن تطور صناعة المحمول مرتبطة بتطور فى خدمات الانترنت المسموح بها ووحداتها ، وهكذا فإن قرارات إدارة وتقتنين واستخدام الانترنت تؤثر فى مقدمى خدمات المحمول وعملاءهم، نحن نعتقد أنه لا توجد مبادرة فردية أو تحرك فردى، وإنما يجب السماح للمجموعات المختلفة صاحبة المصالح المختلفة بأن تشارك فى وضع هذا النظام. ولهذا فنحن نرحب بتأسيس المجلس الأوروبى لمنصة لتسهيل التعاون بين الحكومات وشركات ومؤسسات الانترنت الكبرى بخصوص حقوق الانسان وسيادة القانون أون لاين. ويسعدنا أن نؤكد على التزامنا بتقوية الحوار واستكشاف طرق لاحترام حقوق الانسان والحريات الأساسية لمستخدمى الانترنت.
وقالتJudith Lichtenberg المدير التنفيذى ل GNl، أن المجلس الأوربى بصياغته لتلك الشراكة يستثمر فى الحوار بين الدول والشركات والمجتمع المدنى لمخاطبة تحديات عالم من الحقوق الرقمية التى تواجهها كل البلاد.
أن مشاركة GNIبحلفائها وشركاتها وأكاديمياتها ومستثمريها ومؤسساتها المدنية سوف تحتضن محادثات عريضة وعميقة ومستمرة عن حقوق الانسان فى العصر الرقمى.
وبسؤال للأهرام الإقتصادى عن سر تغيب تويتر عن هذا الإتفاق، أجاب المكتب الفنى بأنه قد تمت توجيه الدعوة لهم للحضور، ولم يستجيبوا فى هذا الإجتماع، وإن كان حضورهم وارد فيما بعد، فالمشروع قائم ومستمر.