أعلن الدكتور هانى الشرقاوى رئيس المجموعة المصرية للاستثمار بالصين عن خطة لجلب 350 ألف سائح صينى وكذلك عن عرض لتسهيل نقلهم، وذلك فى إطار حملة "المليون سائح صينى لمصر" التى أطلقها العام الماضى، وقد كانت لتصريحاته ردود فعل متباينة. قال الشرقاوى: أعددت حملة لتسيير رحلات تعريفية بالطيران التشارتر من شنغهاى ومن هانزو إلى القاهرة،مع حملة أخرى لجذب مليون سائح هندى سأطلقها خلال زيارتى إلى نيودلهى فى شهر سبتمبر القادم، مع إعداد برنامج زيارات لكل من غانا ونيجيريا فى ديسمبر المقبل، وأخيرا فى النصف الأول من عام 2018 سأتجه إلى زيارة بعض دول أمريكا الجنوبية وأوربا لجلب أعداد سياحية إلى مصر. وأكد على أن لديه حل لمشكلة إيجاد طائرات لنقل السائحين من خلال عرض مقدم من شركة طيران صينية لشراء 20 طائرة، تبلغ تكلفة الطائرة الواحدة مليون و800 ألف دولار بإجمالى 36 مليون دولار، على أن يتم سداد 10% من التكلفة مقدما والباقى يقسط على 20 عاما، واقترح أن تدرس وزارة السياحة أو وزارة الطيران هذا المقترح لتكوين اسطول من الطائرات. كما ترجم الدكتور هانى الشرقاوى كلمة وانج بنجين رئيس اتحاد الغرف التجارية الصينية الذى وعد بجلب أعضاء الغرفة البالغ عددهم 350ألف عضو إلى مصر. توجهت " الأهرام الاقتصادى" إلى الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء لمعرفة المؤشرات السياحية ، واتضح أن نسبة الزيادة 136% فى الخمسة شهور الأولى من عام 2017 مقابل نفس الفترة من عام 2016، وأن إجمالى عدد السائحين الوافدين من الصين إلى مصر فى الفترة من يناير وحتى مايو 2017 قد بلغ 147 ألف سائح تقريبا مقسمة كالتالى: عن شهر مايو 17760، ابريل 25825، مارس 35068، فبراير 33683، يناير 34662 سائح صينى، بإجمالى عدد الليالى السياحية 836 ألف و503 ليلة. فى مقابل إجمالى عدد السائحين الوافدين فى الفترة من يناير وحتى مايو 2016 قد بلغ 62189 مقسمة كالتالى: عن شهر مايو 12390، ابريل 15187، مارس 16977، فبراير 17635، يناير 12396 سائح صينى، بإجمالى عدد الليالى السياحية 382478 سائح.بإجمالى عدد الليالى السياحية 382 ألف و478 ليلة. أما فى عام 2016 فقد بلغ العدد الإجمالى 179 ألف و459 صينى مقابل 115 ألف و158 سائح صينى فى عام 2015 ثم توجهت " الاهرام الاقتصادى" إلى الخبير السياحى سامح سعد للاستفسار عن مسألة جلب 350 ألف سائح صينى، وعن العرض المقدم لشراء 20 طائرة بإجمالى 36 مليون دولار، وعن موافقات السلامة الأمنية من منظمة الطيران الدولية الإيكاو. قال سامح سعد أن عدد الصينيين الذين زاروا مصر فى عام 2015 حوالى 115 ألف صينى، يشمل التجار والسائحين للزيارة والقادمين للعمل وغيرها، وفى عام 2016 بلغ عددهم حوالى 179 ألف بما فيهم رجال الأعمال والحاصلين على فيزا مؤقته وغيرها، وتتوقع إحدى شركات السياحة الخاصة أن تزداد الأعداد هذا العام، بسبب تعاقدها مع شركة طيران خاص على تسيير 3 رحلات أسبوعيا بداية من أول أكتوبر القادم، ليصل العدد الإجمالى 225 ألف وافد صينى عن طريق جميع شركات السياحة والطيران والعاملين فى القطاع السياحى. ونحن نقدر جهود الدكتور فى جلب 350 ألف سائح صينى، إلا انه ستواجهه عقبات أولها الطيران. فهو سيحتاج إلى طاقة حركة ناقلة بالطيران تعادل مرة ونصف طاقة رحلات الطيران الحالية التى من المتوقع أن تجلب حوالى 225 ألف صينى. أوضح سعد أنه لجلب 350 ألف صينى يحتاج الدكتور إلى عدد 4 طائرات من الحجم الكبير ذات الممرين لتنقل حوالى 1000 شخص يوميا طوال السنة، علما بأن ثمن الطائرة الواحدة من هذا النوع الذى يستطيع الطيران حوالى 14 ساعة متصلة من الصين إلى القاهرة، يبلغ 150 مليون دولار. لذلك أعتقد أنه يحتاج إلى مراجعة الأرقام، خصوصا فى العرض الصينى بأن تكلفة أنتاج الطائرة تبلغ مليون و800 ألف دولار، وهو أمر لا يوافق عليه أى شخص يعمل فى مجال الطائرات، وأشك فى هذا الرقم لأنه يعادل إيجار طائرة فى الشهر. واستطرد سعد قائلا أن تكلفة إيجار ساعة الطيران التجارى فى المساقات الطويلة مثل الصين تتراوح بين 10 – 12 ألف دولار، وبضرب هذا الرقم فى عدد ساعات الطيران التى تتراوح بين 25 – 26 ساعة تقريبا، تصبح قيمة إيجار الرحلة الواحدة من شركة طيران تشارتر يتراوح بين 250 ألف دولار – 312 ألف دولار، وبالتالى فإن إيجار 7 طائرات يساوى سعر امتلاك الطائرة الصينية بقيمة 1.8 مليون دولار، وهو أمر غير منطقى. وردا على التساؤل عن ضرورة الحصول على موافقات سلطة الطيران المدنى المصرى ومنظمة الطيران الدولى الإيكاو؟ قال سعد أنه لكى تطير أى طائرة ركاب لابد أن تُختبر عالميا من الإيكاو للتأكد من أنها تخضع للمقاييس الدولية للطيران، وللتأكد من أمنها وسلامتها. ومن المعروف أن شركات التأمين العالمية لا تؤمن على الطائرة إلا بعد إجازتها للطيران من الإيكاو، التى تقوم أيضا بتنظيم عمليات الملاحة بين الدول وعمليات عبور الحدود وتسهيلها ومنع المخالفات وهي التي تعرف وتضع أنظمة التحقيق في الحوادث الجوية، ولكن ربما القوانين الصينية المحلية تحصل على بعض الاستثناءات للطيران الداخلى، وإن كان لا يسمح لها بالخروج خارج البلد، لأن الطائرات فى المجال الدولى تستخدم مستوى عالى من التكنولوجيا، غير متاح لمثل هذه الطائرة، التى لم أجد لها تصريحا على الموقع الرسمى لمنظمة الإيكاو للطيران. وأضاف سعد أنه عندما تخرج أعدادا سياحية من بلد ما. يجب أن تكون عن طريق شركات سياحة وتحصل على موافقات رسمية، حتى يتم استقبالهم من شركة سياحة فى مصر، وهو ما لم يشر إليه الدكتور فى أحاديثه، لأن سيتم تحويل نقود ومعاملات مالية لابد أن تمر من خلال قنوات رسمية سياحيا وفى إطار قانونى. وردا على التساؤل عن وعد رئيس اتحاد الغرف التجارية الصينية بجلب 350 ألف صينى هم أعضاء الغرفة قال: كل مقاطعة فى الصين لها اتحاد غرف، فمن الصعب أن نعمم شئ على دولة يبلغ تعداد سكانها مليار و200 مليون نسمة. والأمر الثانى أنها غرف تجارية وليست سياحية، وبالرغم من أن التعامل معها تجاريا يتم عن طريق شركات ووسطاء تجاريين، فإنها مازالت تفتقر إلى الخبرة السياحية. وأبدى سامح سعد دهشته من وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة التى تسمح بإقامة كل هذه الدعاية باسم مصر بدون أن تتحقق من إمكانيات الشركة التى ستأتى بكل هذه الأرقام، وبأن لديهم طيران. ويرى أنه كان من الممكن أن يناقش هذا الموضوع لو أن شركات السياحة هى التى ستجلب السائحين، ولكننا نتحدث مع شخص متميز فى عمله الأصلى، ولكنه يفتقر إلى الخبرة فى السياحة وصناعتها، وأبدى سعد اعتراضه على محاولة إلغاء دور شركات السياحة المتخصصة فى الصين ومصر لأن السياحة صناعة بها تفاصيل كثيرة، ومع احترامى الشديد لا أحد يستطيع أن يأتى من خارج هذه الصناعة ويقول أنه سيحقق هذه الأرقام، وأنها ستتحقق بدون مشاكل ستسئ إلى سمعة مصر. هذا الموضوع سلاح ذو حدين، فإذا لم يُحسن هؤلاء غير المتخصصين التصرف فى التعامل مع تلك الأسواق، فيمكن أن يكون رد الفعل سلبى جدا على سمعة مصر، خصوصا أننا لم نسمع عن أن لديهم أى سنوات خبرة فى السياحة ليتكلموا عن تحقيق هذه الأرقام. وأتحدى بلسان شركات السياحة أن يأتى غير المتخصص حتى ب 300 شخص خلال شهر، وليس 1000. بحثت " الاهرام الاقتصادى" على الانترنت عن شركات تقوم بتصنيع الطائرات فى الصين، وطائرة ركاب بمستوى عالى من التكنولوجيا، وجاءت النتائج كالتالى: أن هناك عدد من الشركات الصينية تعمل على تصنيع الطائرات ولكن معظمها طائرات عسكرية وهم:كوماك ، شركة تشانجي لصناعات الطائرات، شركة شيآن لصناعة الطائرات، شركة صناعة الطيران الصينية، شركة طائرات شنيانغ، شركة هاربين لصناعة الطائرات، مجموعة تشنغدو لصناعة الطائرات، مجموعة هونغدو لصناعة الطيران، مصنع شنغهاي لصناعة الطائرات. بالإضافة إلى أن الصين فى عام 2015 كشفت عن عرض لطائرة ركاب جديدة من طرازC919، تحتوي على 168 مقعدا ويمكنها التحليق لحوالي 3444 ميلا دون توقف، (فى حين أن المسافة بين القاهرة وشنغهاى تساوى 5188 ميل) وقالت مؤسسة الصين لصناعة الطائرات التجارية أنها تقوم حاليا بعمل رحلات تجريبية لتطويرها، على أن تدخل الطائرة C919الخدمة التجارية عام 2019، وأنها قدرت التوقعات على الطلب الصينى على الطائرات المدنية بحوالى 5580 طائرة تقدر قيمتها بحوالى 780 مليار دولار أثناء العرض عام 2015، أى بتكلفة الطائرة الواحدة 139 مليون و784 ألف و946 دولار أمريكى، مما يتعذر معه مقارنته مع تكلفة الطائرة التى ذكرها الدكتور والتى تبلغ مليون و800 ألف دولار أمريكى.