حققت البورصة الأمريكية ارتفاعات كبيرة خلال تعاملات الأسبوع الماضي مدفوعة بانتعاشة أسهم النفط التي ارتفعت لوحدها بنسبة تقارب ال 8٪ على خلفية أنباء عن عزم منتجين في أوبك خفض الإنتاج بجانب توقعات بمعاودة الأسعار الارتفاع خلال العام المقبل. وخسر مؤشر داو جونز الصناعي 645 نقطة ليبلغ مستوى 16619.22 نقطة مقابل 15973.84 نقطة خلال الفترة المقارنة ذاتها . وقفز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 81 نقطة ليصل إلى 1945.38 نقطة مقابل 1864.78 نقطة، خلال الفترة المقارنة ذاتها. كما صعد مؤشر ناسداك المجمع ليبلغ مستوى 4570.61 نقطة مقابل 4337.51 نقطة خلال الفترة المقارنة ذاتها مرتفعا بنحو 233 نقطة. وقال الأمين العام لمنظمة أوبك عبد الله البدرى إن منتجي النفط من داخل أوبك وخارجها قد يأخذون «خطوات أخرى» لكبح تخمة المعروض العالمي في حالة نجاح اتفاق أولي بين كبار المنتجين في العالم، مشيرا إلى الاتفاق الذى توصلت إليه السعودية وروسيا ومنتجون آخرون منذ أسبوع. وقال البدرى «الخطوة الأولى تجميد الإنتاج.. قد نأخذ في حالة نجاحها خطوات أخرى في المستقبل»، مجددا التأكيد على استعداده للعمل مع منتجي النفط من داخل أوبك وخارجها لتصريف تخمة المعروض العالمي التي خفضت الأسعار إلى أدنى مستوياتها في أكثر من عشر سنوات. في السياق ذاته، قالت وكالة الطاقة الدولية إن سوق النفط ستبدأ في استعادة توازنها في 2017 مع انخفاض أكبر في الإنتاج الأميركي تحت ضغط هبوط الأسعار، مشيرة إلى توقعات أخرى تفيد أن التعافي سوف يتبعه صعود حاد نتيجة لتناقص المعروض من النفط بسبب تراجع استثمارات المنتجين في هذا القطاع الذين يعانون من هبوط الأسعار في الوقت الحالي. وتوقع خبراء استشاريون لدى الوكالة الدولية للطاقة أن يبلغ المعروض من النفط في الأسواق العالمية 4.1 مليون برميل في اليوم الواحد في الفترة الممتدة من 2015 و 2021، وهو ما يشير إلى تراجع مقارنة بالمعروض العالمي الذى ارتفع إلى 11 مليون برميل يوميا في الفترة من 2009 إلى 2015 . وكان من أهم أخبار السوق إعلان شركة «قطر للبترول» الاتفاق على استحواذ 30٪ من حصة شركة شيفرون الأمريكية في المغرب البالغة 75٪، في امتياز الاستكشاف البحرى في المياه العميقة قبالة سواحل المملكة المغربية. وستحصل «قطر للبترول»، وفق الاتفاق الذى صادقت عليه الحكومة المغربية، على حصة 30٪ من امتياز الاستكشاف بينما ستتقلص حصة شيفرون إلى 45٪ وستبقى حصة المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن المغربي على 25٪ من حقوق الامتياز الواقعة في كل من كاب غير البحرى وكاب كونتان البحرى وكاب واليدية البحرى. وكان من أهم أخبار السوق، إعلان شركة جوجل العالمية استثمار( 39 مليون دولار أمريكي)، في مشروع لتوليد الطاقة بالرياح في بحيرة توركانا، وهو المشروع الذى يتوقع أن يسهم في توليد 310 ميجاوات من الطاقة النظيفة. وستقوم شركة جوجل بالتعاون مع مؤسسة الاستثمارات الخاصة عبر البحار «أوبك»، وهي مؤسسة تمويل حكومية أمريكية، وشركة «فيستاس» بالاستثمار في مشروع بحيرة توركانا لتوليد الكهرباء. وتعاني أمريكا من الركود، حيث تقول مؤسسة «فوسل جروب» إن الاقتصاد الأمريكي يعاني من ركود بنسبة 100٪ من الوقت الحالي حتى عام 2018، كما دعت حكام الولاياتالأمريكية إلي الاستعداد الكامل من أجل مواجهة التحديات الصعبة التي من شأنها تفادى الركود المستقبلي في الاقتصاد، كما أضافت ليس ذلك بسبب انعقاد الدورة الاقتصادية بينما يحدث جراء صدمة مالية في السنوات القادمة وذلك حسب توقعاتها. وقبلها حذرت جانيت يلين، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، من أن الأوضاع المالية في الولاياتالمتحدة أصبحت «أقل دعما» لنمو الاقتصاد، مضيفة: «الظروف الاقتصادية في البلاد أصبحت مؤخرا أقل دعما للنمو، مع تراجع تقييم أسعار الأسهم وارتفاع فوائد الاقتراض واستمرار ارتفاع سعر الدولار». واعترفت رئيسة الفيدرالي بأن بعض الضعف في الاقتصاد العالمي وتراجع النشاط الصناعي الصيني ووفرة مخزونات السلع قد تتسبب في ضغوط على الأسواق، وتأثر الاقتصاد الأمريكي بالتبعية. وتراجع إجمالي الناتج المحلي الأمريكي خلال الربع الرابع من عام 2015 على أساس سنوى بنسبة أقل من المتوقع ليسجل نموا بنسبة 0.7٪، مقارنة بتوقعات 0.8٪، وكانت النسبة المسجلة للربع الذى يسبقه 2٪.