يدخل اعتصام عمال أسمنت طرة شهره الثانى رغم رفع المستثمر الإيطالى قيمة الأرباح من 6 أشهر إلى 11 شهرا مع اشتراطه عودة مدير المصنع لممارسة مهام عمله قبل صرف الأرباح وعودة المصنع للعمل، إلا أن العمال يرفضون عودة مدير المصنع، ومازالت المفاوضات جارية.. وقال رأفت سلامة القيادى العمالى بشركة أسمنت طرة أنه لا توجد شركة أسمنت تخسر، مضيفا أن إدارة الشركة هى التى تفتعل الخسائر حتى تتنصل من دفع الأرباح وتقوم بإغلاق المصنع. معللا ذلك بأن الشركة الإيطالية «إيطالى شمنت» تمتلك مجموعة أسمنت السويس التى تضم أسمنت حلوان وأسمنت السويس وأسمنت طرة وتبلغ نسبة المستثمر الإيطالى فى أسمنت طرة 66٪ وال 34٪ الباقية ملك للشركة القابضة ومساهمين ومن ثم يحمل مستلزمات الإنتاج للمصانع الأخرى على أسمنت طرة بدلا من تحميلها على المصانع الثلاثة والأكثر أنه يوجه مستلزمات إلى أسمنت حلوان لأنه يملكها بالكامل بدليل أنه حقق مكاسب فى السويس وحلوان 900 مليون جنيه عن العام الماضى. مضيفا أن الخسارة فى أسمنت طرة بلغت 14 مليون جنيه، وهذه أول مرة نتجرع فيها مرارة الخسارة منذ عام1927 . ويسترجع سلامة الماضى وبالتحديد عام 2005 عندما اشترى المستثمر الإيطالى الشركة، مشيرا إلى أنه منذ ذلك الحين يوجد اتجاه ممنهج لغلق أسمنت طرة وخسارتها، رغم أنه حقق بنفس العمال مكاسب مليارًا و107 ملايين جنيه فى أول ستة أشهر، تقريبا نصف الثمن الذى اشترى به الشركة من الحكومة، موضحا أنه كان يوجد وقت شراء الشركة من القطاع العام 4 أفران تعمل والآن لا يوجد إلا فرن واحد فقط وتم إيقاف باقى الأفران من الإدارة تباعًا فى 2008 وفى 2010 وفى 2013 بحجة عدم وجود غاز ومازوت فى حين أن مصانعنا فى السويس وحلوان تعمل بكامل طاقتها. ويضيف: كنا ننتج 8 أنواع أصبحنا ننتج نوعا واحدا، فقد أغلق المستثمر مصنع إنتاج الجير وباعه خردة وكذلك مصنع إنتاج الأكياس (الشكائر) الذى أغلقه وسرح عماله، وأصبحنا نشترى الأكياس من شركة السويس للأكياس بنحو 45 مليون جنيه فى العام. منوها بأن الميزانية كان بها بند شراء قطع غيار بمبلغ 165 مليون جنيه، بينما فى أيام القطاع العام كانت توجد 4 أفران تعمل ومصنع للجير ومصنع للأكياس كانت قطع الغيار 70 مليونًا فقط، الآن قطع غيار فرن واحد 165 مليون جنيه وهذا يعنى أنه يحمل قطع الغيار التى يرسلها إلى المصانع الأخرى وخاصة أسمنت حلوان على أسمنت طرة مدعما ذلك بقوله: يوجد فى الميزانية 51 مليون جنيه تكلفة الغاز فى حين أنه لا يوجد فرن يعمل بالغاز حاليا. ويضيف أن المسئول أغلق المصنع وفصل الكهرباء عن الفرن فصلا عشوائيا كى يفسد الفرن، ولكن العمال تداركوا الأمر، كما أنه رفع بصمة الحضور والانصراف ومنع السيارات إحضار العمال إلى المصنع . وأصدر منشورابإجازة إجبارية للشركة ويهددننا بالجلوس فى البيت بدون مرتب. ويجمل مطالب العمال فى ثلاثة مطالب: تشغيل المصنع بكامل طاقته، ثم الأرباح كاملة لا تقل عن أرباح العام الماضى 18 شهرا، ثالثا رحيل الإدارة الفنية للشركة، لأن الإدارة التى تجعل مصنعا يكسب مليارًا و107 ملايين خاسرًا تستحق التغيير على حد قوله. وعن آخر التطورات يشير إلى أن العمال فى القطامية انضموا إلى زملائهم المعتصمين فى طرة، وأن العضو المنتدب رفع قيمة الأرباح إلى 11 شهرا بناء على الاتفاق بينه وبين جبالى المراغى رئيس اتحاد العمال إلا أن المستثمر اشترط عودة مدير المصنع لممارسة مهام عمله قبل صرف المكافأة وعودة المصنع للعمل وهو ما نرفضه، ومازالت المفاوضات جارية ونحن مستمرون فى الاعتصام لحين إشعار آخر. ويتفق معه عبد المنعم الجمل رئيس النقابة العامة للبناء والأخشاب الذى يرى أن قضية أسمنت طرة ليست قضية عمال وفلوس بل إنها قضية اقتصاد وطنى فالدولة من خلال الشركة القابضة للصناعات المعدنية والمساهمون يمتلكون 34٪ بينما حصة المستثمر 66 ٪ الذى يعمل على خسارة طرة لمصلحة الشركتين الأخريين من جانب، ومن الجانب الآخر طمعا فى إيقاف النشاط وتحويل الأرض إلى منطقة سكنية بمليارات الجنيهات فهى تطل على النيل، ومن السهل عليه أن يأخذ تراخيص فى مكان آخر. ويضيف أن الإدارة تدفع130 مليون جنيه لخبراء أجانب لا يؤدون أى خدمات لأسمنت طرة وإنما لأسمنت حلوان والسويس، كما أنها تشترى الكلينكر من أسمنت السويس وتبيعه لأسمنت طرة من خلال شركة وسيطة أغلى 30 ٪ بالإضافة إلى أنها تحاول تقليل حصص الأسمنت رغبة فى رفع السعر متذرعة بالبيئة، مشيرا إلى وجود شبهة تواطؤ فتم إغلاق الفرن الموجود فى طرة بحجة الكتلة السكنية بينما سمح لفرن مثيل له بالعمل فى حلوان وكأنها مؤامرة ضد أسمنت طرة، لذلك نعد مذكرة للنائب العام لفتح تحقيق موسع فيما آل إليه مصير الشركة فنحن نتهم الإدارة ومسئولين آخرين يتبنون وجهة نظرها، مشيرا إلى أن الإدارة أعطت أوامر بإيقاف الفرن بطريقة تدمره فقامت بقطع الكهرباء من المركز الرئيسى بالقطامية وأغلقت صوامع بها، مشيرا إلى أن الشركة بها أرباح مجنبة أكثر من 260 مليون واحتياطيات مليار و600 مليون جنيه وقادرة على العمل والإنتاج، مضيفا نحن مع تشجيع الاستثمار ولكن ليس على حساب مصالح الوطن والعمال. ومن جانبه يوضح أحمد الفاوى أمين صندوق مساعد الاتحاد العام لنقابات عمال مصر أن الاتحاد يسعى للتوفيق بين الطرفين لحل المشكلة فى ظل الاتهامات المتبادلة بينهما فالإدارة ترى أن الشركة تكبدت خسائر 14 مليون جنيه وأنه طبقا للقانون يحق للعمال صرف 10 ٪ من صافى الربح، وأن المستثمر قرر صرف 8 أشهر رغم الخسارة ثم رفعها إلى 11 شهرا. كما أن الإدارة ترى أنه توجد مشاكل فى المازوت وتفجير المحجر، بينما يرى العمال أن الخسائر وهمية وأن المستثمر هو الذى يخسر الشركة، ومن جانبنا نحاول التوفيق بين الطرفين ولكن المشكلة أن كليهما متشددان.