أصبحت اهمية تغيير الثقافة المجتمعية والنظرة المغلوطة للحرفيين والمهنيين من اهم الأولويات في المرحلة المقبلة خاصة في ظل التحديات الخطيرة التى يقابلها سوق العمل في مصر .. وذلك لما تمثله هذه الفئة من اهمية قصوى وذراع اساسية فى تنفيذ خطط التنمية المستدامة. وكانت أولى لبنات تصحيح تلك الثغرة فى تطوير مناهج التعليم الفنى والمهنى في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة والفندقة فى اجراء التعديلات الملائمة في القوانين المنظمة للعمل والتعليم ليصبح اكثر توازنا وضمانا لحقوق العمال. وقد نظمت جمعية شباب الأعمال بقاعة الصندوق الاجتماعى للتنمية بأرض المعارض معرض «اشتغل» EXPO لتقديم مقترحات فعالة لسد الفجوة بين الشباب ومتطلبات سوق العمل.. حيث شارك في المؤتمر العديد من الوزراء المختصين وجمع من رجال الاعمال المسئولين.. وكان قد أكد منير فخري عبد النور وزير الصناعة و التجارة الخارجية أهمية تدريب العمالة المصرية لرفع كفاءتها و بالتالي إنتاجيتها، لأن مصر -حسب قوله - في سباق تنافسي مع العديد من الدول و بناء عليه تضع الحكومة التعليم الفني على رأس أولويتها لإعداد جيل من الشباب على قدر من الكفاءة الوظيفية لسوق العمل مؤكداً ان محاربة البطالة وتوفير فرص عمل هو التحدى الأكبر لأى دولة فى الوقت الراهن وان مصر تحتاج سنوياً ما يقرب من مليون فرصة عمل . و دعا وزير الصناعة الشباب إلى تقَدُم الصفوف متسلحا بالعلم و التكنولوجيا ليتحمل مسئوليته في إخراج الاقتصاد المصري من عنق الزجاجة. كما ناشد الشباب البعد عن الوظائف الحكومية والمكتبية حيث يحتاج سوق العمل الى حرفيين ومهنيين خاصة فى القطاع الخاص او السعى الى تأسيس مشروعات صغيرة. و من جانبه قال خالد عبد العزيز وزير الشباب و الرياضة :إن آليات السوق في غير صالح القطاع الخاص حيث إن العمالة المصرية الجديدة تميل إلى العمل في القطاع العام لأنها وجدت ان العاملين به لم يتأثروا بدرجة كبيرة بالهزات التي تعرض لها الاقتصاد في السنوات الماضية. أيضا هناك إقبال على العمل في قطاع الاقتصاد غير الرسمي نتيجة حصول العاملين به على أرباح عالية دون التقيد بضوابط و لوائح الوظيفة في القطاع الخاص علاوة على انه لا يحتاج إلى تدريب أو مؤهلات دراسية. و أوضح وزير الشباب ان هذه مشكلة حقيقية يجب ان يتم مواجهتها بواقعية و من خلال غرس ثقافة العمل في وجدان النشء في الأعمال الدرامية و الخطاب الديني. منظومة معلوماتية و يرى د.محمد يوسف وزير الدولة للتعليم الفني ان حل مشكلات العمالة يكمن في خلق منظومة معلوماتية متكاملة عن ايجابيات و سلبيات سوق العمل و ان يتم التعامل مع مشكلات التعليم الفني المزمنة بحلول جذرية على ان يسير التخطيط مع التطبيق العملي بالتوازي على ارض الواقع. و أضاف ان التعليم الفني في الوقت الحالي أصبح بابا خلفيا لدخول الجامعات و أن 44٪ من خريجي التعليم الفني يعملون في غير مجالات دراستهم . و أضاف أنه سوف يتم وضع سياسات و معايير فنية محددة للحصول على شهادة التعليم الفني للتغلب على نقص العماله الماهرة. و على جانب آخر ناشد الصناعة المصرية بأن تكون جاذبة للعمالة عن طريق توفير مزايا و أجور عالية لترجيح كفتها على كفة القطاع غير الرسمي. وأوضح ان الوزارة تضع الخطط التعليمية للمراكز للتدريب و التأهيل المهنية في الوزارات المختلفة وفى القطاع الخاص و أضاف ان الشراكة مع القطاع الخاص قد تأخذ أشكالا مبتكرة مثل إنشاء فصول للتدريب الفني داخل المصانع و هذه التجربة تمت بالفعل فى 25 مصنعا و يتم السعى الى التوسع فيها. وأضاف يوسف ان تطوير مناهج التعليم الفني يتصدر أولويات الوزارة في الوقت الحالي يلحق ذلك توفير التجهيزات الأزمة للعملية التعليمية جنباً إلى جنب مع تدريب المعلمين. و قال ان التعليم الفني سوف يركز فى المجال الصناعي على تخصصات التشييد و البناء و الخراطة و اللحام و سوف يتم التدريب على اى صناعة تحتاجها الدولة إضافة إلى التعليم الزراعي و الفندقي و أخيرا بعض تخصصات التعليم التجاري. و شخص وزير التعليم الفني مشكلات العمالة فى عدم توفير بيئة عمل صالحة للعامل و عدم ضمان حقوقه فى القطاع غير الرسمى وجود مجالات طاردة للعمالة كالتشييد و البناء و المجال الفندقي نظرا لعدم تقديمهم أجورا مجزية. شهادة دولية و من ناحيته قال المهندس محمد السويدي رئيس اتحاد الصناعات ان مصر تحولت إلى دولة صناعية بسواعد العامل المصري،الا انه يفضل ان يحدث تغيير تدريجي شامل لمنظومة العمالة بحيث يتم ترقية العامل بأسلوب منضبط بعد حصوله على تدريب يرفع من كفاءته المهنية. كما يجب ان يحصل العامل المصري على شهادة معترف بها دوليا في مجاله ليأخذ ما يستحق من دخل بناء على قدراته و بما يرفع من شأن المصنع الذي يعمل به كما يتيح أمامه فرص عمل في الدول الأخرى. مشددا على ضرورة تكريس العامل لجزء من وقته للتدريب المستمر كما يجب على صاحب العمل من جانب آخر ان يعطى من خبرته و ماله لتوفير تلك الفرصة للعاملين لديه. وأوضح ان الصناعة المحلية لا تلجأ إلى الاستعانة بالعمال الأجانب إلا في أضيق الحدود في التخصصات التي لا يوجد بها خبرات مصرية. و أشاد بقيام الدولة بإنشاء وزارة للتعليم الفني و التدريب المهني لأن ذلك سوف يسهم من وجهة نظره في الارتقاء بمستوى العامل المصري و يضعه على خريطة العمل الدولية. مشيرا إلى ان لجوء رجال الصناعة في الوقت الحالي للتدريب ما هي إلا وسيلة من جانبهم لإمداد العامل بالخبرات اللازمة التي لم يحصل عليها بعد تخرجه من منظومة التعليم الفني المتهالكة و بالتالي لا يجب ان نظلم العامل المصري و نحمله فوق طاقته. لافتا إلى ضرورة ان تتحمل الدولة مسئوليتها في وضع مناهج تعليم فني على درجة عالية من الكفاءة, بما يتوافق مع إستراتيجيتها المستقبلية في مجال الصناعة لأنها هي من تمتلك الرؤية الكلية للخريطة الإنتاجية. و في المقابل نفى ان توكل هذه المهمة لرجال الصناعة حتى لا يحدث تكرار في إنشاء معاهد فنية في مجالات بعينها و نقص في أخرى.