لم تنقطع المساعى الإيرانية لتعزيز حضورها الاقتصادى فى القارة الإفريقية ضمن القوى الإقليمية والدولية، وذلك من خلال الحفاظ على تدفق مستدام ومتزايد للاستثمارات فى عدد من الدول الإفريقية وتأسيس علاقات وطيدة للشراكة والتعاون الاقتصادى مع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص وقطاعات الأعمال فى تلك الدول على الرغم من تعثر الاقتصاد الإيرانى على إثر ارتفاع سقف العقوبات وانخفاض الأسعار العالمية للنفط قُبيل نهاية عام. 2014 وترتكز الطموحات الإيرانية فى القارة الإفريقية على محورين هامين، هما: النشاط الدبلوماسى لتتنصل من عزلتها التى تفرضها عليها العقوبات الدولية، والمجال الاقتصادى الذى يعد هو المنفذ الأضمن لها تحصل منه على اليورانيوم لتمويل برنامجها النووى، وهو ما أكده لإيلان بيرمان، من موقع Real Clear World المتخصص مجال الطاقة النووية، فإن مخزون اليورانيوم الذى تمتلكه إيران أصبح قديماً، حيث كانت الجمهورية الإسلامية قد حصلت عليه من جنوب إفريقيا فى السبعينيات، ومعظمه من المنضّب، وإن جمهورية إيران ركزت جهودها فى إفريقيا، التى بها عدة دول منتجة لليورانيوم، بما فى ذلك زيمبابوى والسنغالونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.. ووفق بعض التحليلات الإستراتيجية فإن إيران تسعى لبناء 16 مفاعلا نوويا، وذلك لاستخدامها فى أغراض الطاقة، وخلال 10 سنوات إذا تمكنت من استكمال مخططها للمفاعلات النووية، فإن إنتاجها المحلى من اليورانيوم سينتهي، وهو ما جعلها تتوجه نحو النيجر، رابع منتج لليورانيوم على مستوى العالم، كما تسعى أيضا لامتلاك علاقات جيدة مع الدول الإفريقية صاحبة احتياطيات النفط، مثل توجو، وغينيا، وإفريقيا الوسطى والكونجو الديمقراطية، وأوغندا وزيمبابوى. وتعتبر إيران من الدول المصدرة للنفط لبعض دول القارة، فقد بلغ حجم صادراتها النفطية إلى إفريقيا جنوب الصحراء سنة 2010 ما قيمته 3,60 مليار دولار، لكن العلاقات الاقتصادية الإفريقية الإيرانية تشمل مجالات أخرى وهى كلها مرتبطة ارتباطا وثيقا بمشروعها النووى بأشكال مختلفة، وبالتالى فهى تتطلع للحصول على اليورانيوم الذى تعد القارة من أكبر منتجيه، إذ تسهم بحصة 20٪ تقريبا من الإنتاج العالمي. النفط مقابل اليورانيوم! إن سعى طهران للتواجد فى القارة الإفريقية جاء من خلال سياسة النفط مقابل اليورانيوم، فمنذ اكتشافه فى غينيا عام 2007 توطدت علاقات طهران بها، حتى إن التبادل التجارى بين البلدين فى العام 2010 زاد بنسبة 140٪، ومن جهة ثانية إضافة إلى الدخول فى العديد من المشروعات الاقتصادية مع الدول الإفريقية، مثل فتح فروع لشركة «خودرو» الإيرانية لإنتاج السيارات بتكلفة تقدر ب 80 مليون دولار، حيث تعتبر أكبر شركة إيرانية فى صناعة السيارات، وستشارك هذه الشركة بنسبة 60 ٪ فى إنتاج السيارات فى السنغال، وتكثيف الاستثمار فى قطاعات الزراعة أو تطوير التعاون فى مجالات المياه والصحة والهندسة والطرق، وتحاول طهران توظيف خبراتها فى المجال النووى لكسب الأفارقة إلى صفها فى البرنامج النووى، وذلك من خلال إقامة مشروعات فى مجال الطاقة الكهربائية مع بعض دول مثل نيجيرياوالسنغال وسيراليون، وبنين، ومالي، لنقل خبراتها فى هذا المجال. وفى مجال الطاقة وعد المجلس الوطنى الإيرانى لتكرير النفط وشركة التوزيع بتوسيع مصفاة النفط فى السنغال من 1.2 مليون طن سنويا إلى 3 ملايين طن، ويتضمن الاتفاق مشاركة إيران بحصة 34٪ فى المصفاة، وتوفير النفط الإيرانى الخام للسنغال، وتتطلع إيران إلى احتياطى النيجر من اليورانيوم، إضافة إلى ذلك وقعت إيران العديد من الاتفاقات التجارية والصناعية، وإطلاق المشروعات الاستثمارية مع دول عديدة مثل: كينيا وإريتريا وأوغندا وغيرها، فقد بلغ حجم التبادل التجارى بين إيرانوكينيا نحو 100 مليون دولار سنويّا، وتتطلع البلدان إلى رفع هذا المستوى إلى مليار دولار سنويّا، طبقاً لبيانات وزارة التجارة الإيرانية. ولتجسيد تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين إيرانوأوغندا تم التوقيع على أربع اتفاقيات، كما تم إصدار بيان سياسى مشترك يؤكد تعزيز هذا التعاون، وتم تدشين مصنع لتجميع الجرارات، وتنمية الثروة السمكية، وتخصيص بعض الأراضى لمؤسسات إيرانية بهدف إيجاد منطقة زراعية نموذجية، كما تم التوقيع على مذكرات تفاهم حول برامج إذاعية وتليفزيونية. ومن ناحية أخرى تعمل إيران على توظيف دبلوماسية النفط لكسب ود دول المنطقة، وتجسد كينيا نموذجاً لمحاولة إيران استمالة بعض الدول الأقل احتمالاً للتحالف مع إيران، ووقعت معها صفقة لبيعها أربعة ملايين برميل من النفط الخام سنويّا، وفى أوغندا التى اكتشف فيها النفط مؤخراً، ودخلت شركة (الغاز الإيرانية الوطنية) مجال البحث عن بترول السودان واستكشافه وإنتاجه، فوفقاً لتقديرات إدارة معلومات الطاقة فى الولاياتالمتحدة تبلغ احتياطيات النفط المؤكدة فى السودان فى يناير 2011 نحو 5 مليارات برميل، ويبلغ إنتاجه منه 470 ألف برميل يوميّا، وذلك عقب انسحاب شركة (شيفرون) الأمريكية بسبب الرفض الغربى والكنسى المتمثل فى جماعات التنصير الأمريكية النشطة فى جنوب السودان. ///// 9 مليارات جنيه صادراتنا والقابضة المعدنية.. فى المقدمة سجل اجمالى صادرات شركات قطاع الاعمال العام الى الاسواق الافريقية نحو 9 مليارات جنيه عن العام المالى 2013/2012، تصدرت الشركة القابضة للصناعات المعدنية قائمة الشركات المصدرة للاسواق الافريقية باجمالى صادرات قيمتها 5.46 مليار جنيه. وتعد شركة النصر للاستيراد والتصدير من اهم الشركات المصدرة لدول افريقيا والشركة يوجد لديها 17 فرعا وبلغ اجمالى صادراتها عن العام المالى 2014/2013 نحو 891 مليون جنيه والشركة بدأت نشاطها فى عام 1958 حيث بدأت فى تصدير المنتجات المصرية التى تحتاجها دول افريقيا من منسوجات وحديد واسمنت وماكينات زراعية واغذية مقابل استيراد الشاى والاخشاب والمواد الخام من الدول الافريقية وللشركة عدة فروع فى دول افريقية منها نيجيريا وساحل العاج والسنغال والكاميرون وتوجو والكونغووكينيا واوغندا، وعلى مستوى الشركات المعدنية حتى عام 2013 فقد بلغ اجمالى صادراتها 700 مليون دولار منها صادرات شركة الحديد والصلب الى السوق السودانى بنحو 3.7 مليون دولار وبلغ اجمالى صادرات مصر للالومنيوم 1721 طنا بقيمة 4.06 مليون دولار وبلغ حجم صادرات النصر لمواسير الصلب 660 طنا قيمتها 693 الف دولار الى السوق السودانى وغينيا الاستوائية وبلغ اجمالى صادرات الشركة المصرية للسبائك الحديدية الى جنوب افريقيا 506 أطنان بقيمة 658 الف دولار، وسجلت صادرات شركة الخزف والصينى الى السنغال وساحل العاج وافريقيا الوسطى والسودان 986 طنا بقيمة اجمالية 400 الف دولار وسجلت شركة النصر لصناعة الكوك صادرات الى السودان وجيبوتى وتنزانيا بنحو 1300 طن بمبلغ 1.5 مليون دولار وعلى مستوى شaركات المقاولات والتشييد يقول المهندس محمود حجازى رئيس الشركة القابضة للتشييد والبناء ان التعاقدات المتاحة هى المؤشر الوحيد على استمرارية شركات المقاولات فى اداء نشاطها وعدم تأثرها بانخفاض التعاقدات داخل البلاد نظرا للظروف التى تمر بها البلاد وعدم وجود اعتمادات اضافية لذلك وقد بلغ اجمالى تعاقدات الشركة عن العام المالى السباق بنحو 1.9 مليار جنيه شملت دول السودان وليبيا 642 مليون جنيه تعاقدات بعد انتهاء العام المالى 2014/2013 ويبلغ اجمالى صادرات الشركات التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية نحو 776.2 مليون جنيه وتعد من اهم الاسواق كينيا ومدغشقر وغانا واثيوبيا والكاميرون والصومال وجيبوتى وزيمبابوى والسنغال ومن ابرز المنتجات المصدرة الى هذه الدول المولاس وعلف البنجر والكحول والمسلى الصناعى وزيوت الطعام والصابون والارز والعطور. كما بلغ اجمالى صادرات الشركة القابضة الكيماوية 635 مليون جنيه ومن اهم الشركات المصدرة شركة كيما ومن اهم الاسواق الافريقية المستوردة نيجيريا والسودان وكينيا وتقوم بتصديرها سماد الامونيا والنترات وبلغ اجمالى صادرات الشركة الشرقية للدخان 75 مليون جنيه للسوق الليبى والسوق السودانى.