مع بداية كل عام جديد يتبارى المحللون فى التنبؤ بمجريات الامور ولكن ما شهده 2014 من أهم الأحداث لم يتنبأ بها أحد على الاطلاق سواء بالنسبة لظهور «داعش»، أزمة اوكرانيا، وباء ايبولا، احتجاجات هونج كونج، المظاهرات الامريكية. الانخفاض الحاد فى أسعار النفط وهكذا ثبت بالتجربة ان الأسواق لديها مفاجآتها الخاصة . مرة أخرى مع حلول عام جديد تطرح التوقعات والتنبؤات بالعام الجديد فى محاولة لتقديم حلول مبكرة لألغاز 2015 وأهمها على سبيل المثال ما يتعلق باتجاه أسعار النفط وتحركات مجلس الاحتياطى الفيدرالى لرفع أسعار الفائدة وما يتبع ذلك من تداعيات على الاقتصاد العالمي.لكن ما هو مؤكد بالأدلة القاطعة أن أهم التحديات التى تحتاج الى حلول سريعة هى تنامى عدم المساواة، العجز الديمقراطى، الافتقار الى الشخصيات القيادية القادرة على تقديم حلول حقيقية للمشاكل الحالية، والمثير فى الامر أن تلك التحديات لا تتعلق بالدول النامية فحسب وانما بالدول الغربية المتقدمة ايضا. على صعيد المفاجآت التى شهدها عام 2014 كان أبرزها: مفاجأة العام انخفاض أسعار النفط 40٪ ففى بداية عام 2014 تنبأت صحيفة فاينانشال تايمز انه بالرغم من وفرة المعروض وثورة الغاز الطبيعى سيبقى سعر برميل خام برنت فوق المائة دولار، وكما كان منذ عام 2011 وذلك بسبب تعافى الاقتصاد الاوروبى علاوة على الاستهلاك الامريكى الكثيف للطاقة. ومع توقعات بنمو الطلب 1.2 مليون برميل يوميا أكد محللون أن تقادم حقول فى العراق وليبيا ونيجريا، بالاضافة الى تحسن علاقات ايران بالغرب وعدم استقرار منطقة الشرق الاوسط، كلها عوامل تعزز ارتفاع الاسعار وليس انخفاضها. لكن الثلث الأخير من العام شهد تراجعات منتظمة فى اسعار الخام وصلت الى مستويات قياسية غير مسبوقة منذ أربع سنوات لتصل الى أقل من 60 دولارا للبرميل مع تبعات ذلك على اقتصاديات الدول المصدرة والمستوردة. فكان من بين الفائزين مصر التى ستوفر فى ميزانيتها بفضل انخفاض فاتورة الواردات النفطية. فى مقابل روسيا أبرز الخاسرين التى يحتضر اقتصادها بسبب العقوبات الغربية الامر الذى يعكس فشلا استراتيجيا غير متوقع للرئيس بوتين. *أزمة العقوبات المتبادلة بين روسيا والغرب على اثر قيام الاولى بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية فى شهر مارس الماضى ودعم المسلحين الانفصاليين فى شرقى أوكرانيا. وهى الازمة التى اثرت على الاقتصاد الاوروبى لكنها قد تطيح بالروسى كذلك لاسيما فى ظل استمرار انخفاض اسعار النفط والهبوط الحاد فى الروبل وهروب رءوس الاموال من البلاد. تباطؤ نمو الاقتصاد الصينى ثانى أكبر اقتصاد فى العالم نمو الاقتصاد الصينى ككل تباطأ فى الربع الثالث من 2014 الى ادنى مستوى له منذ خمس سنوات، مما يمنح الحكومة المزيد من الاسباب للتدخل بمزيد من اجراءات التحفيز لحماية الاقتصاد من المزيد من التباطؤ. وقد توقع البنك المركزى الصينى فى تقرير حديث تباطؤ النمو الاقتصادى فى البلاد الى 7.1٪ العام المقبل مقارنة مع 7.4٪ هذا العام بفعل ضعف القطاع العقارى. يتوقع المحللون أن عام 2015 سيكون عاما حاسما للصين التى تتطلب جهدا كبيرا من أجل مواصلة التحول الاقتصادى للبلاد. مع ذلك، قال بعض المحللين إن قطاعات متنوعة شهدت ظروفا مختلفة. وقال مسئولون إن صناعة الخدمات حققت أكبر مساهمة للاقتصاد الصينى هذا العام. وقال المحللون إن القطاع أصبح أهم محرك للاقتصاد الصيني، متجاوزا الاستثمارات. كما حقق قطاعا التكنولوجيا العالية والتصنيع مساهمات قوية فى عام 2014، بزيادة 12.3 ٪ و11.1 ٪ مقارنة مع العام الماضي. تصويت الاسكتلنديين ضد الاستقلال عن المملكة المتحدة فى خطوة انقذت أوروبا من تداعيات الدومينو فى دول أخرى. التخفيف الجزئى للعقوبات الاقتصادية على ايران بموجب اتفاق أولى بين الدول الغربية وطهران حول الملف النووى الايرانى. قادة مجموعة بريكس للاقتصادات الناشئة يوقعون على اتفاق فى البرازيل لإنشاء بنك بريكس الجديد للتنمية وصندوق لاحتياطيات الطوارئ برأسمال 100 مليار دولار. «ميزورى» أزمة ظاهرها سياسى وباطنها اقتصادى شهدت أنحاء مختلفة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وخصوصاً الجامعات، عشرات التظاهرات التى طالبت بالعدالة للشاب الأسود، مايكل براون، الذى قتل بيد شرطى أبيض فى شهر أغسطس فى مدينة فيرجسون بولاية ميزورى. فبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على مقتل الشاب الأسود تجددت الاحتجاجات بالولاياتالمتحدة ضد عنف الشرطة والعنصرية على خلفية تبرئة الشرطى قاتل براون. وأظهر مقتل الشاب مايكل براون وغيره على يد الشرطة الأمريكية حجم مشكلة عنف الشرطة والتمييز العنصرى ضد السكان السود فى الولاياتالمتحدة، الذين لا يزالون فئة مهمشة فى المجتمع الأمريكى تعانى أكثر من غيرهما من مشاكل الفقر والبطالة وتدنى مستوى التعليم والخدمات الاجتماعية. سنودن فضيحة أخلاقية للولايات المتحدة خلال 2014 تابع الملايين فى انحاء العالم بقية حلقات المسلسل الشهير «تسريبات سنودن» المتعاقد مع وكالة الأمن القومى الأمريكية إدوارد سنودن للكثير من الوثائق السرية للولايات المتحدة، التى تكشف تفاصيل تجسسها على الكثير من زعماء العالم، وهو الامر الذى أثار أزمات دبلوماسية مع العديد من الدول الاوروبية مثل ألمانيا. وفى سبتمبر أعلن مسئولو القضاء والاستخبارات الأمريكيون أن الولاياتالمتحدة مددت العمل ببرنامج وكالة الأمن القومى المثير للجدل لتجميع معلومات حول المكالمات الهاتفية. وكان أوباما بحث إصلاحات على برنامج المراقبة، لكن الكونجرس لم يوافق بعد على اقتراحه الذى يقضى بأن تحتفظ شركات الاتصالات ببيانات الهواتف بدلا من احتفاظ الحكومة بها لمنع إساءة استخدامها. ولكن من ناحية اخرى منح عميل المخابرات الأمريكية السابق إدوارد سنودن جائزة نوبل البديلة غيابيا فى ستوكهولم. تنظيم الإرهاب الدولى «داعش» داعش ليست مشكلة محلية للعراق او سوريا فقط فبجانب سيطرتها على مناطق واسعة فى العراقوسوريا، تشكل خطرا الان على السعودية والاردن ولبنان وتركيا. ويزعم محللون امريكيون ان تراجع الاستخبارات الأمريكية وتسريبات سنودن زادت من خطورة «داعش». انفجار فقاعة العملة الافتراضية «بيتكوين» أسوأ التراجعات فى 2014 كانت من نصيب عملة «بيتكوين» التى تراجعت قيمتها الى 330 دولارا بنهاية العام بعدما وصلت الى أكثر من 800 دولار خلال السنة وهى العملة التى بدأت مشوارها فى عام 2013 بسعر 13 دولارا فقط. والى جانب انتشار ماكينات صرف آلى خاصة بالعملة الإلكترونية الشهيرة تتيح للعملاء إمكانية مقايضة العملة الإلكترونية بالدولار، كان أبرز أخبار «بيتكوين» فى 1014بدأ بقبول شركة مايكروسوفت الدفع باستخدامها للشراء من متاجر ويندوز وويندوز فون وإكس بوكس. وأصبح بإمكان المستخدمين استعمال العملة الافتراضية لإضافة رصيد مالى إلى حسابات مايكروسوفت التى تتيح لهم الإنفاق على تشكيلة واسعة من منتجات الشركة. صفقة العام «فيس بوك» تشترى «واتس آب» أبرمت شركة فيسبوك صفقة للاستحواذ على تطبيق «واتس آب» مقابل 22 مليار دولار، فى زيادة على الاتفاق الأصلى بنحو 3 مليارات دولار، وذلك لارتفاع سعر سهم فيسبوك فى الأشهر الأخيرة. وتعد الصفقة هى الأكبر بالنسبة لفيسبوك حتى الآن، كما تعد أكبر من أى صفقة أبرمتها جوجل أو ميكروسوفت أو آبل. على بابا تحقق أكبر طرح للاكتتاب العام فى التاريخ استطاعت شركة على بابا القابضة للتجارة الإلكترونية الصينية أن تحقق رقما قياسيا يجعل طرح أسهمها للاكتتاب العام الأكبر فى التاريخ حيث تمكنت من جمع 25 مليار دولار بعد أن طرحت جزءا من أسهمها للبيع وكذلك حملة الأسهم السابقون باعوا حصصهم فى هذا الطرح الكبير. وشهد سهم على بابا المدرج فى بورصة نيويورك إقبالاً هائلاً وصل لأكثر من 21.8 مليار دولار ما جعل السهم يختتم جلسة التداول بارتفاع 38٪ فى أول يوم تداول. يذكر أن سهم على بابا طرح للتداول عند 68 دولارا وقد ارتفع ليتجاوز 99 دولارا ليجعل قيمة الشركة لأكثر من 232 مليار دولار ما يجعلها أكبر من فيس بوك 200 مليار وMIB عند 194 مليارا وكوكا كولا 185 مليارا و انتل 173 مليارا. البيزنس والشركات: وفقا لتقييم بيزنس ويك لأداء صناديق الاستثمار خلال عام 2014، يتبين أن أسهم شركات التكنولوجيا الحيوية حققت أفضل أداء بينما كانت شركات استكشاف النفط والغاز الاسوأ. ووفقا لمؤشر داو جونز شركات التكنولوجيا مثل انتل، مايكروسوفت، سيسكو كانت من بين أفضل الشركات أداء ايضا. اثنان من ثمانى أسوأ شركات كانت فيزا وامريكان اكسبريس وكذلك جنرال اليكتريك. ماكدونالدز ووول مارت من بين الاسوأ ايضا، حيث تأثرت سمعة ماكدونالدز بممارسات الموردين فانخفضت مبيعاتها فى الشرق الاوسط وآسيا بنسبة 14.5٪