المهندس جيناكارلو تشيفاريلى رئيس الغرفة التجارية الايطالية المصرية يعتبر نفسه مصريا حتى النخاع حيث هربت عائلته من جنوبايطاليا عام 1880 إلى مصر ومازالت تعيش بها حتى هذه اللحظة، وقد اجرى «الأهرام الاقتصادى» حوارا معه للوقوف على كيفية جذب القطاع الخاص الايطالى للاستثمار فى مصر فى الفترة المقبلة. بشأن أوضاع الشركات الايطالية العاملة فى مصر أوضح ان عدد تلك الشركات حوالى 103 شركات ومصانع تعمل فى قطاعات الزراعة والتجارة والفنادق والصناعة والبنية التحتية والبترول والغاز والتكنولوجيا والنقل والسياحة والبنوك والإعلام والخدمات والطباعة ومصانع التركيب. مشيرا إلى وجود عدد من المنازعات القضائية بين مستثمرين ايطاليين والحكومة المصرية إلا انه متفائل بان تنتهى جميعها بالتصالح مع الوقت، وان أشهر وأهم تلك المنازعات قضية بنك الاسكندرية سان باولو التى مازالت مستمرة حتى الآن، موضحا ان الشركة الايطالية المالكة لبنك الاسكندرية قد تقدمت بأعلى سعر خلال مناقصة عالمية تتسم بالشفافية وفازت بها لطرحها أعلى سعر بما يدحض اى شبهة للفساد، مشيرا إلى أن قيام تلك الشركة حاليا بالترويج للاستثمار فى مصر لدى الشركات العالمية الكبرى التى تتعامل معها، بغية الحصول على تمويل لمشروعاتها وتوسعاتها الاستثمارية بالسوق المصرية من خلال بنك الإسكندرية سان باولو بمصر. وفيما يخص المجالات التى تحظى باهتمام القطاع الخاص الايطالى فى مصر يوضح ان الاستثمار فى مجال الطاقة يأتى فى المقدمة، لافتا إلى تمتع ايطاليا بخبرات فى هذا المجال خصوصا فى مجالات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والكهرباء وهو ما تحتاج إليه مصر فى المستقبل لسد احتياجاتها المتزايدة من الطاقة، موضحا ان الاستثمارات الإيطالية المصرية فى قطاع البترول بلغت خلال السنوات الماضية نحو 20 مليار يورو، علاوة على إمكانية التعاون فى مجال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، مضيفا انه قد لمس خلال انعقاد الاجتماع السنوى الأخير للغرفة التجارية المصرية الايطالية رغبة جادة لدى عديد من الشركات الايطالية للاستثمار فى مصر نتيجة ان الأوضاع فى ايطاليا ليست جيدة حسب قوله، وان مصر بلد قريب جغرافيا من ايطاليا وتربطهما علاقات تاريخية ممتدة. وأضاف ان الغرفة تنصح المستثمر الايطالى بشدة بالقدوم إلى مصر وانها سوف تشارك فى المؤتمر الاقتصادى القادم المقرر عقده فى مارس المقبل. إلا ان الاستثمارات الايطالية الجادة طويلة الأجل تنتظر صدور قانون الاستثمار الجديد حتى يكون المستثمر على علم بما سيحدث لاستثماراته خلال الخمس سنوات القادمة على الأقل فهو يريد ان يكون على دراية بسعر الاراضى والكهرباء والتشريعات الضرائب لفترة طويلة قادمة. ويضيف ان الاقتصاد المصرى فى غنى عن الأموال الساخنة للاستثمارات الصغيرة Hit and run ويعتقد ان محور قناة السويس الجديدة سوف يجتذب مشروعات هائلة على مستوى القطاع الخاص بمباركة الحكومة الايطالية، ويقول ان الارهاب سوف ينتهى عاجلا أو آجلا كما سوف يتعافى الاقتصاد الأوروبى من الانكماش حيث شهدت اوروبا دورات اقتصادية مماثلة عبر تاريخها. وإلى حين حدوث ذلك يجب الا يظل المصريون فى حالة سكون بل يجب ان يتفاءلوا ويؤمنوا بما يفعلونه وان يكونوا على أتم الاستعداد لتقديم مشروعات اقتصادية وأراض وتشريعات للمستثمر الاجنبى. لانه يجب الوضع فى الاعتبار ان هناك العديد من الدول الجاذبة للاستثمار فى العالم وعلى مصر أن تتفوق عليها جميعا. وعن أهمية وتداعيات زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لايطاليا فى 24 نوفمبر وصف الزيارة بأنها غاية فى الأهمية إذ ان لها دلالات تنبئ بعودة مصر لاحتلال مركزها السابق بخطى ثابتة ضمن أهم دول العالم وظهر ذلك من خلال الاستقبال الرسمى له من قبل رئيس الوزراء ماتتيو إرينسي، ورئيس الدولة جورجو نابوليتانو، وقد اتفق الجانبان على تنفيذ عدد من مشروعات التعاون الثنائى التى ستسهم إيطاليا فى تمويلها بقيمة إجمالية تبلغ 322 مليون يورو فى شكل منح وقروض ميسرة وتشمل تنشيط تفعيل الشريحتين الثانية والثالثة من برنامج مبادلة القروض التى تقدر قيمتها الإجمالية ب200 مليون دولار. أيضا مقابلة السيسى لبابا الفاتيكان فرنسيس الأول لها قيمة كبيرة تنبع من المكانة الروحية للفاتيكان التى تتخطى حدودها لترسل إلى العالم المسيحى فى أنحاء الكرة الأرضية رسائل طمأنة من الرئيس المصرى. علاوة على اجتماعه بكبار الشركات الإيطالية ورجال الأعمال لعرض الرؤى الاقتصادية المصرية للمشروعات القومية المطروحة حاليا. ومن جانبه يعتقد أن زيادة السيسى سوف يترتب عليها زيادة حركة التجارة الحالية بين الدولتين حيث تقدر صادرات مصر إلى ايطاليا من شهر يناير حتى شهر يوليو عام 2014 بحوالى مليون و486 ألف دولار تشتمل على مواد تعدينية وخضراوات وبقوليات والقطن وأسمدة وخامات بلاستيكية ومنتجات كيميائية عضوية وجلد خام. ومن ناحية أخرى بلغت واردات مصر من ايطاليا فى نفس المدة مليونًا و422 ألف دولار تشمل الآلات والمعدات وقطع الغيار ومنتجات بصرية متعلقة بصناعة السينما والجرارات والسيارات والمحركات. وحول إذا ما كان فى وسع ايطاليا بوصفها رئيسا مؤقت للاتحاد الأوروبى ان تخفف من الضغوط الدولية على مصر قال إنها لا تستطيع بمفردها القيام بذلك حيث ان هناك طرفين دوليين آخرين كالولايات المتحدة وتركيا تعملان فى الاتجاه المضاد. لكن بعدما قال المصريون كلمتهم فى 30/6 أدرك الامريكيون انهم خسروا رهانهم على جماعة الإخوان المسلمين التى لا تتمتع باى شعبية فى مصر وليبيا وتونس وسوريا وأعلن أنه شارك فى ثورة 30/6 الشعبية التى أطاحت بالإخوان حيث وصف حكمهم بالفترة المظلمة. وعن تقييمه لأداء الحكومة المصرية فى مجال الاقتصاد يقول: انه يعتقد ان علم اى حكومة فى العالم انها مؤقتة سوف يحد من تفانيها فى العمل. مضيفا انه عند انتخاب البرلمان وتشكيل حكومة برلمانية ذات رؤية وبرنامج عمل محدد حينها يمكن ان يتم الحكم على أدائها بموضوعية بناء على مدى التزامها بتطبيق برنامجها. أما فيما يخص الرئيس السيسى فيقول انه واسرته من اشد المعجبين به ويتقدمون له بالشكر لأنه أعطاهم الأمل فى المستقبل الذى فقدوة خلال حكم الإخوان. مضيفا ان السيسى يقوم بالفعل بالكثير لكن المهمة صعبة والتركة مثقلة بالمشاكل خصوصا فى ظل الزيادة السكانية ويجب الا نتوقع ان يقوم بالمعجزات بمفرده. مؤكدا ان المصريين عليهم العمل بكل جد لزيادة إجمالى الناتج المحلى والنهوض بالصناعة والتصدير وتقدير ثقافة العمل.