انطلقت فاعليات ملتقى «بناة مصر» الأسبوع الماضى لتضع يديها على المشاكل التى تواجه المقاولين بعد اتجاه الدولة نحو المشروعات السكنية التى تعتمد على البناء بالدرجة الأولى ويعد هذا الملتقى أول وأضخم تجمع يضم ممثلين من كل القطاعات الاقتصادية ، ومجتمع الاعمال ومسئولى الدولة ، لدعم التوجه الحكومى لجذب الاستثمارات فى تنفيذ كبرى مشروعات التنمية الاقتصادية المتكاملة،والمتمثلة فى محور قناة السويس الجديدة، فضلاً عن مشروعات الإسكان المليونية والخطة القومية للطرق التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى والتى تتمثل فى 14 طريقا جديدا ، على أن يكون تقليدا سنويا يتم بشكل دورى لرصد التحديات ووضع خطط للمستقبل ، شهدت فعاليات المؤتمر الذى استمريومين العديد من المناقشات التى وضعها المقاولين المصريين أمام مسئولى الحكومة مطالبين بأن يكون المستقبل فى قطاع المقاولات تحكمه عدة أمور منها الثقة بين الحكومة والمقاولين وتوحيد العقود بينهما لتنمية القطاع العام، كذلك التدريب للعاملين فى قطاع المقاولات والذى شدد عليه رئيس مجلس الوزراء باعتباره بداية حقيقية للاستخدام الأمثل للطاقات البشرية . وقد شهد الملتقى مناقشة التحديات التى تواجه قطاع التشيد فى مصر حيث أجمع المقاولون على أن أبرز التحديات التى تواجه المقاولين تتمثل فى غياب الدعم الحكومى خلال الثلاث سنوات السابقة إلى جانب ارتفاع أسعار الطاقة إضافة إلى المستحقات المتأخرة للمقاولين ومناقشة كيفية مواجهة نقص العمالة المؤهلة والمدربة. وأجمع المقاولون على ضرورة ربط المناهج التعليمية باحتياجات سوق العمل بالإضافة إلى ضرورة أن يتجه القطاع الخاص لتدعيم التحرك الحكومى لمواجهة أزمة ندرة العمالة الفنية المدربة، وهنا أشار المهندس حسن عبدالعزيز، رئيس الاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء الى أن هناك مجموعة من التحديات التى تواجه قطاع التشييد ومواد البناء، أبرزها مُتعلق بالجوانب التشريعية والتى تتطلب سرعة من قبل الجهات المختصة للبت بشأنها لتفادى وجود أية عقبات أمام مستثمرى القطاع ، وأضاف أن أبرز التحديات التشريعية تتمثل فى العقد المتوازن والذى من المقرر عرضه على المجلس البرلمانى القادم، بما يُسهم فى تقليل القضايا القائمة بين المقاولين وجهات الإسناد للمشروعات لتفادى الخسائر المشتركة للدولة والمستثمرين ، وأشار إلى أن التحديث الثانى على صعيد التشريعات يتمثل فى قانون المناقصات والمزايدات والذى من المقرر الانتهاء منه خلال الفترة المقبلة بهدف حماية حقوق شركات المقاولات ، كاشفًا عن موافقة رئيس مجلس الوزراء على المقترحات المُقدمة من قبل الاتحاد ل7 بنود بالقانون ، وأكد أن الاتحاد يلعب دوراً رئيسياً فى حماية حقوق المقاولين بمصر، ومراعاتهم من كل الجوانب وخاصة فيما يخص مواجهة التحديات التشريعية والفنية المواجهة لهم خلال فترة التقلبات الاقتصادية الراهنة ، وأوضح أن هذه المقترحات الخاصة بقانون المناقصات جاءت عبر عقد جلسات مشتركة مع وزارتى المالية والإسكان والمجتمعات العمرانية، متوقعًا الحصول على اعتماد مجلس الدولة للفتوى والتشريع هذا القانون خلال الأيام القليلة القادمة. وقال عبدالعزيز إن قطاع التشييد والبناء شهد عدة عقبات خلال ال3 سنوات السابقة نتيجة للتقلبات الاقتصادية والسياسية التى شهدها السوق المصرى حينئذ، موضحاً أن أبرز تلك العقبات تضمنت فرض رسوم من وزارة القوى العاملة على شركات المقاولات، بجانب الضرائب الصادرة من وزارة المالية، ونسعى خلال الفترة الراهنة لدراسة ذلك والتوصل إلى حلول مشتركة موضحا، أن فرض حظر التجول وارتفاع أسعار البنزين ساهم فى تحديات عديدة للقطاع خلال الأونة السابقة، وقد تقرر تشكيل لجنة منذ 4 أشهر لدراسة تزايد أسعار المواد البترولية وتأثيرها على شركات الطرق، وسبل التغلب على ذلك ، وأكد على أن قطاع المقاولات شهد تخارج العديد من الشركات خلال السنوات السابقة نتيجة لمديونياتها، مشيراً إلى أهمية دور القطاع المصرفى فى استعادة القطاع لنشاطها باعتباره السند الرئيسى لشركة المقاولات، سواء بتمويلها أو تمويل المشروعات لتوفير أعمال جديدة لها وتقليل نسبة البطالة بمصر. أضاف المهندس درويش حسنين، الرئيس التنفيذى للشركة السعودية المصرية وعضو مجلس إدارة اتحاد المقاولين، أن المقاولين يعانون من عقبات عديدة تواجههم أثناء عمليات توقيع العقود مع الحكومة ، مطالبًا بتوحيد العقود المبرمة بين شركات المقاولات والحكومة على غرار ما يتم تطبيقه فى دول الخليج ومختلف دول العالم وأكد حسنين أن تغير أسعار المواد بصورة سريعة مقارنة بتوقيت توقيع العقود تتسبب فى خسائر الشركات ، مطالبا بضرورة تعويض الشركات ودفع فروق الأسعار وأشار إلى ان تعميم العقود الدولية ستساعد المقاول فى الحصول على حقوقه بصورة كاملة ، مضيفا ان الحكومة مطالبة بإقرار هذا العقد دون انتظار مجلس النواب المقبل ، نظرا للأضرار البالغة على المقاول بشكل خاص وقطاع المقاولات بشكل عام ، وأشار الى ضروة تضمين المناقصات لجميع شروط المشروعات عند طرحها بحيث لا يتحمل المقاولين أى مصروفات إضافية تعوق عمليات التنفيذ ، إلى جانب ضرورة توفير البنود المالية فى الموازنة حتى لا تمثل عائقا آخر نحو إنجاز تلك المشروعات قال كريم سامى سعد، رئيس مجلس إدارة شركة سامكريت - مصر، أن أكبر تحد يواجه قطاع المقاولين والتشييد هو عدم تناسب مهارات الخريجين بالمدارس والمعاهد الفنية وكليات . وقال إنه على الرغم من حالة الحراك الموجودة داخل القطاع العقارى مدعومة بالمشروعات القومية التى تنفذها الدولة حاليا ، إلا أن مشكلة نقص العمالة المدربة مازالت تؤرق المطورين العقاريين « ، لافتا إلى ضرورة الربط بين المناهج الدراسية واحتياجات سوق العمل، وأشار إلى وجود 3 محاور رئيسية لحل تلك الأزمة تتمثل فى تطوير برامج التدريب الفنى لتتواكب مع نظيرتها العالمية ، وكذلك إعادة تأهيل الشريحة العمالية الحالية وذلك على الأمد القصير ، بالإضافة إلى تطوير المناهج التعليمية ، لافتا إلى أن السوق العقارى لا يزال يفتقد لمهنة الملاحظ. من جهه أخرى أشار المهندس محسن صلاح ، رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب ، إلى أن مشاركة شركات المقاولات المصرية فى تنفيذ المشروعات القومية التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال الفترة الحالية ، يتطلب من قطاع المقاولات إعادة هيكلة أوضاعه داخل السوق المحلى،وأشار إلى تولى شركته تنفيذ أعمال حفر أنفاق قناة السويس الجديدة والتى تربط بين مدن الاسماعلية وبورسعيد والسويس بعدد 6 أنفاق وذلك بالتحالف مع شركة أوراسكوم ، لافتا إلى أن تنفيذ مشروعات الأنفاق الجديدة تتطلب من «المقاولون العرب» دراسات خاصة وأفكارا جديدة للتنفيذ تحتم وجود كفاءة عالية لدى العمالة المنفذة والمهندسين القائمين على تصميم المشروع وأضاف أن ضخامة حجم الأعمال القائمة بالعديد من المشروعات القومية وفى مقدمتها مشروع حفر قناة السويس الجديدة ، ومشروع الطرق إلى جانب مشروعات الاسكان الاجتماعى تتطلب جميعها إعادة هيكلة القطاع وتدريب العمالة بمهنة التشييد بما يتلاءم مع طبيعة الأعمال الجديدة. وأرجع رئيس شركة المقارلين العرب نجاح شركات المقاولات المصرية فى الاستحواذ على حجم هائل من الأعمال داخل العديد من الدول العربية فى ظل الكفاءة المتميزة لدى بعض الشركات المصرية ، وهو ما جعل الحكومة تعيد تفعيل منظومة التعاون والتكامل مع الأسواق العربية من خلال دعوة شركات المقاولات العربية والشركات الاستثمارية للتواجد بالسوق المحلية ، ومشاركة المقاول المصرى فى أعمال التنمية المستهدفة ، إلى جانب ضخ استثماراتهم بالسوق خلال الفترة الحالية. وقال المهندس محمود حجازى ، رئيس الشركة القابضة للتشييد والتعمير، إن تأخر مستحقات المقاولين وتأخر المشروعات التى يتم تنفيذها يجعل القطاع المصرفى يعزف عن المشاركة فى مشروعات مشتركة مع اتحاد مقاولى التشييد والبناء، وأضاف ، أن القطاع المصرفى لديه استعداد للدخول فى عمليات تمويل خلال المرحلة المقبلة، ولكن شرطه التوصل إلى حلول سريعة لكل إشكاليات القطاع، مؤكدًا أن هناك إشكالية لدى الجهاز المصرفى فى عملية متابعة أعمال المقاولين،وأشار حجازى إلى ضرورة التعاقد مع مكاتب استشارية لمتابع أعمال المقاولين والمشاريع، لافتًا إلى أهمية تنفيذ العقد المتوازن بأسرع شكل وأن تكون المبادرة من اتحاد مقاولى التشييد لسرعة تنفيذ العقد.. وعلى صعيد عمليات إسناد المشروعات، قال المهندس أحمدعفيفي، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة طلعت مصطفى إن إسناد تنفيذ المشروعات لشركات المقاولات بنظام المزايدات والمناقصات يحتاج لثورة تشريعية لتفادى الاعتماد الكامل على نظام الإسناد المباشر، مؤكدًا فى الوقت ذاته أهمية هذا النظام فى أوقات خاصة بمشروعات معينة ، وأضاف أن إسناد المشروعات القومية أخيرا بالأمر المباشر جاءت مناسبة لطبيعة المشروعات حيث إن شركات المقاولات مارست عملها عبر زيارة مواقع العمل مباشرة بمجرد إسناد المهام للشركات، وهو ما نتج عنه إعادة تحريك لكل الأنشطة والصناعات المرتبطة بقطاع المقاولات،وأكد أن الدولة يجب أن يتوافر لديها الإصرار لدعم قطاع المقاولات ومساندة الشركات للنهوض من عثرتها، مشيرا إلى أن أكتاف شركات المقاولات لم تعد تتحمل المزيد من الأعمال خاصة فى ظل وضعها الحالى،لافتا إلى أن أبرز مشكلات القطاع حاليا مشكلة العمالة غير المؤهلة والتى تعانى نقصا فى الكفاءة،وهى المشكلات التى يعانى منها القطاع منذ سنوات طويلة، وأوضح أن هناك العديد من الفرص أمام شركات المقاولات داخل مصر أو فى منطقة إفريقيا التى لا تزال تحتاج لتلك الشركات لتنميتها، كما يمكن تصدير العمالة لتلك الدول ولكن العمالة المؤهلة والمدربة.