شكا الأمين العام للجامعه العرببة من عدم الالتزام بدفع الحصص ، داعيا الي ضرورة المضي في تطوير الجامعه ،وحث علي عدم الربط بين التطوير والالتزام المالي قبلها.ولفت في كلمته بالجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة إلي ما اعتبرها حالة القلق التي تعتري المواطن العربي الغيور على مصير أمته. ولفت أبو الغيط الي أن قلق "المواطن "قلق مشروع في ظل ما تشهده المنطقة من اضطرابات مُزلزلة، وتغيرات متسارعة تقتلع حتى ثوابت الجغرافيا والديموغرافيا.. وقال إن المواطن العربي،في كل دولنا من المُحيط إلى الخليج، يستشعر جراح إخوانه الذين يعيشون في مناطق الأزمات.. رهائن للخوف والذعر، وعرضة للقتل والتشريد ...إن القلب العربي ما زال حياً نابضاً.. وليس هناك من ملجأ للعرب سوى العرب.. ومن علامات صحة الكيان العربي، في وسط هذه العتمة، أن من نزحوا وأُخرجوا من ديارهم بالملايين وجدوا الملاذ الآمن والاستضافة الكريمة لدى إخوانهم في الدول العربية، التي فتحت أبوابها بكرم ومحبة يعكسان مشاعر عروبية صادقة... ويتعين علينا جميعاً أن نُقدم كل دعم ممكن، وكل مساعدة ضرورية لهذه الدول التي ينوء كاهلها بأعباء استضافة مئات الآلاف من اللاجئين، وفي مقدمتها الأردن التي تستضيف قمتنا، ولبنان التي تحملت فوق طاقتها .. ومضي يقول :لا يصحُ أن يبقى النظام العربي بعيداً عن التعامل مع أكبر أزمة تشهدها المنطقة في تاريخها الحديث، وأعنى بذلك المأساة السورية.. لا يصح أن تُرَحل هذه الأزمة الخطيرة إلى الأطراف الدولية والإقليمية يديرونها كيف شاءوا ويتحكمون بخيوطها وفق مصالحهم.. على النظام العربي – الذي تُعبر عنه جامعتكم هذه- أن يجد السبيل للتدخل الناجع من أجل إيقاف نزيف الدم في سوريا وإنهاء الحرب والتوصل إلى تسوية للأزمة على أساس بيان جنيف1 والقرار 2254، وبما يحفظ لسوريا وحدتها وتكاملها الإقليمي، ويضمن للشعب السوري تحقيق تطلعاته المشروعة... وقال: أناشد مجلسكم الموقر العمل بكل سبيل ممكن من أجل تفعيل الحضور العربي الجماعي في الأزمات الكبرى، سواء في سوريا أو في البؤر الأخرى للصراعات في اليمن وليبيا... فهذه الأزمات جميعاً تُشكل تهديدات خطيرة للأمن القومي العربي، بصورة لم نعهدها منذ احتلال إسرائيل للأراضي العربية في عام 1967.. ولا قِبل لدولنا بمواجهة هذه التحديات الأمنية والعسكرية فُرادى، خاصة وأنها تُمثل حزمة مُركبة ومتداخلة من المُشكلات السياسية الداخلية، والتدخلات الإقليمية في الشئون العربية.. وهذه كلها تهديدات عابرة للحدود تواجه دولنا كافة، وتهدد الكيان العربي في مجموعه كما تضرب الأساس الذي يقوم عليه وهو الدولة الوطنية المُستقلة ذات السيادة... ولن يكون مُمكناً مُجابهة هذه التهديدات إلا بالعمل الجماعي والجهد المُشترك المتضافر... وتابع قوله :لا ينبغي أن تُنسينا هذه الأزماتُ الضاغطة قضيتنا المركزية.القضية الفلسطينية.. إن الإجماع الدولي حول حل الدولتين واضحٌ وراسخٌ ..وقد رسمت المبادرة العربية للسلام الطريق إلى إنفاذ هذا الحل... والعرب على استعداد كامل للتعامل مع أي جهد دولي مخلص من أجل إنهاء الصراع وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدسالشرقية. وناشد المجلس تمكين هذه المؤسسة"الجامعه" الحاضنة للعمل العربي المُشترك، مشددا علي إن عملية إصلاح وتطوير الجامعة يتعين أن تسير قُدماً بلا تلكؤ أو إبطاء، إلا أن هذه العملية المنشودة لا ينبغي لها أن تُعطل مسيرة الجامعة، أو أن تقود إلى تكبيل أنشطتها في مختلف مسارات العمل المُشترك، خاصة في هذه اللحظة الضاغطة التي نحتاج فيها لتعميق العمل العربي لا تقليصه، ولتعزيز الحضور العربي لا اضعافه... كما نبه الي إن الجامعة العربية تستمد قوتها وحضورها من رغبتكم الجماعية في العمل المُشترك .. وما نحتاجه حقاً هو تمكين الجامعة، من حيث التمويل والاسناد السياسي والدعم المعنوي، لكي تكون أكثر استعداداً للتفاعل مع الأزمات العربية الضاغطة، وأفضل تأهيلاً للاشتباك معها والانخراط بجدية في محاولات تسويتها.. ولن تكون هذه الجامعةُ قادرة على أن تلبي تطلعاتكم، أو أن ترتقي لمستوى طموح المواطن العربي، بينما موازنتها السنوية في العامين الماضيين تُعاني نقصاً خطيراً سبق أن كتبتُ إليكم بشأنه وأثق أنكم مطلعون على حجمه وتداعياته..، مؤكدا إن الجامعة العربية هي مرآة للتضامن، وعنوان لوحدة العرب، داعيا الي أن" نحرص جميعاً على أن يكون حضورها ونشاطها تجسيداً لهذا التضامن وتعبيراً عن هذه الوحدة"لافتا الي إن القضايا الضاغطة والمصيرية التي تشغل بال الرأي العام العربي متعددة ومتشعبة، وجدول أعمال المجلس حافلٌ بالكثير منها.. وأتمنى التوفيق والسداد لنقاشاتكم لما فيه خير أمتنا ورقي شعوبنا..