النيل تصارع من أجل البقاء.. والعربية في مهب الريح: شركات الغزل والنسيج في البورصة المصرية تواجه المصير المجهول

تواجه شركات الغزل والنسيج المقيدة في البورصة المصرية مصيرا غامضا ومجهولا نتيجة الأزمات المتلاحقة التي يتعرض لها القطاع بشكل عام, خاصة في ظل انخفاض معدلات السيولة والمنافسة الشرسة من قبل المنتجات المستوردة وهو ما يمثل صعوبة بالغة حول مدي قدرة هذه الشركات علي مواجهة التزاماتها الخارجية والوفاء بما يتطلبه استمرار نشاطها التجاري, مما قد يعرض بعضها للإفلاس!. ورغم ارتفاع محصول القطن خلال موسم2011-2012, إلي4.2 مليون قنطار في2010-2011, بزيادة56% نتيجة بلوغ المساحة المنزرعة بالقطن525 ألف فدان, فان نشاط الغزل والنسيج لايزال غير مجد للشركات بسبب انخفاض المساحات المزروعة بالقطن بأكثر من75% من المساحات المزروعة في بداية سبعينيات القرن الماضي. وبحسب محللين ماليين فإن صناعة الغزل والنسيج في مصر تعاني من مشاكل عدة تفاقمت حدتها مع اشتداد حدة المنافسة من المنتجات المستوردة وتقادم الالات والمعدات وهو ما كبد الشركات خسائر بالملايين, فضلا عن اتجاه بعض الشركات نحو الاستثمار العقاري وإهمال النشاط الأساسي ويري هشام مشعل, المحلل المالي وخبير أسواق المال, ان أبرز المشكلات التي تعاني منها شركات الغزل والنسيج هي الإغراق بالمنتجات المستوردة من الصين وآسيا بسبب انخفاض أسعارها, اضافة الي تقادم المعدات وانخفاض الرسوم الجمركية, وارتفاع اسعار الخامات وارتفاع نسبة العمالة. أشار مشعل إلي ان اتجاه أغلب الشركات نحو الاستثمار العقاري واهمال النشاط الأساسي فضلا عن عدم وجود أفكار للتطوير واستراتيجيات للنمو كان أحد الاسباب في تدهور صناعة النسيج في مصر, مطالبا الشركات بالسعي للنهوص من كبوتها و إيجاد إجراءات حمائية تتعلق بالمنتجات المستوردة حتي تتمكن من إيجاد اماكن في السوق المحلي. ويتوقع استمرار الشركات المقيدة بالبورصة في تحقيق خسائر خلال الارباع المقبلة نتيجة ضعف المبيعات وتراكم المخزون وعدم القدرة علي خفض تكاليف الإنتاج, وطالب الشركة بضرورة السعي إلي تحسين منتجاتها وتصديرها إلي الدول الخارجية والعمل علي تصريف المخزون. ويشير مشعل إلي أن اتجاه أغلب الشركات نحو الاستثمار العقاري سيؤهلها لتحقيق عوائد جيدة وسيولة مرتفعة من الممكن استخدامها في إعادة الهيكلة والتوسعات حتي تكون قادرة علي منافسة المنتج المستورد. السيد الصيفي رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب لشركة' النيل لحليج الأقطان', إحدي الشركات المقيدة في البورصة, يقول إن موقف السيولة الذي تعاني منه الشركة يمثل صعوبة بالغة, حيث بلغت الأرصدة النقدية مليونا و184 ألفا و959 ألف جنيه, وهو مبلغ ضئيل بالكاد يكفي المرتبات والعمرات المطلوبة لمحالج الشركة لمدة شهر واحد. ونوه الصيفي بأن الشركة تقوم بمخاطبة الدائنين لتأجيل المطالبات ومخاطبة المدينين وخاصة عملاء المحالج لسداد ما عليهم حيث ارتفع رصيد العملاء المدينين وأوراق القبض بحوالي6 ملايين جنيه نتيجة كارثة تسويق الأقطان هذا الموسم, مضيفا ان الشركة خاطبت أيضا البنك العقاري العربي لصرف جزء من مستحقاتها البالغ رصيدها49.9 مليون جنيه للخروج من أزمة السيولة الخانقة وسداد متأخرات عمال المنيا حيث تعاني المحافظة من انعدام الإيرادات نتيجة انعدام زراعة الأقطان لعدة سنوات, وبالتالي توقف نشاط الحليج والأنشطة الصناعية المرتبطة بالبذرة ناهيك عن تخلف تقنياتها. وبحسب رئيس مجلس إدارة' النيل لحليج الأقطان' فقد بلغ عجز رأس المال العامل للشركة50.5 مليون وهو ما يعكس شلل الشركة وصعوبة مواجهة اي التزامات كما يؤثر تأثيرا حادا ومباشرا علي قدرتها للوفاء بمتطلبات استمرار النشاط الجاري وخاصة الأجور ومستلزمات الإنتاج وسداد الديون. أضاف ان رؤية الشركة نحو البدء في النشاط العقاري علي الأراضي غير المستغلة توقفت بعد صدور حكم من محكمة القضاء الإداري لمجلس الدولة يقضي باسترداد الدولة لجميع أصول الشركة, وقد بلغت القيمة الإجمالية للاصول542 مليون جنيه.وحققت شركة' النيل للاقطان' صافي خسارة1.4 مليون جنيه خلال العام المالي المنتهي في30 يونيو الماضي مقارنة بصافي ربح22.168 مليون جنيه خلال العام المالي السابق. اما الشركة' العربية وبولفار للغزل والنسيج' فقد زادت خسائرها في النصف الاول من2012 ب56% لتصل إلي38.7 مليون جنيه بسبب ارتفاع تكاليف الانتاج مقارنة بانخفاض اسعار المبيعات اضافة إلي المنافسة الخارجية وخاصة من اسواق جنوب شرق اسيا. ولم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لشركة' العربية للأقطان' فقد حققت خسائر خلال التسعة أشهر الأولي من عام2011-2012, بلغت10.13 مليون جنيه مقارنة بصافي ربح بلغ73.9 مليون جنيه, ومن المقرر ان تعقد جمعية عامة غير عادية خلال الفترة المقبلة تبحث اضافة نشاط تقسيم وبيع الاراضي والبدء في اجرءات انشاء شركة جديدة للاستثمار العقاري, وذلك بهدف إعادة الهيكلة بعد الخسائر التي تعرضت لها, وذلك بما يساهم في تعظيم حقوق المساهمين والاستفادة من الأصول المملوكة لها البالغة600 ألف متر مربع من الاراضي. ويضم قطاع الغزل والنسيج في البورصة5 شركات وهي' العربية لحليج الأقطان'و'النيل لحليج الأقطان' و'الاسكندرية للغزل والنسيج- سبينالكس' و'النصر للملابس والمنسوجات- كابو' و'العربية وبولفار للغزل والنسيج'*