أظهرت نتائج أعمال شركات "الغزل والنسيج" ال5 المقيدة في البورصة المصرية خلال النصف الأول من العام المالي الجاري والتي تضم "العربية لحليج الأقطان" و"الإسكندرية للغزل والنسيج" و"النيل" و"النصر للملابس" و"بولفار" تحقيق خسائر بلغت 22 مليون مقارنة بأرباح صافية بلغت 24.9 مليون جنيه خلال الفترة المقارنة من عام 2008-2009 . أجمع خبراء أسواق المال ومحللون ماليون علي أن قطاع الغزل والنسيج في مصر يعاني من مشاكل عدة تفاقمت حدتها في الآونة الأخيرة وهو ما أثر بشكل سلبي علي الأداء المالي للشركات، وأرجع الخبراء الخسائر المحققة إلي ارتفاع نسب العمالة دون توظيف اقتصادي أمثل فضلاً عن اتجاه بعض الشركات نحو الاستثمار العقاري وهو ما أثر علي النشاط الأساسي المتمثل في الغزل والنسيج، بالإضافة إلي ارتفاع التكاليف والمنافسة الشرسة من المنتجات الصينية. وقال أحمد العطيفي، خبير أسواق المال، إن أغلب شركات الغزل والنسيج لديها العديد من المشاكل التي أثرت علي أدائها خلال السنوات الماضية، ولعل أبرزها هو الإغراق التي تعاني منه مثل هذه الشركات من المنتجات المستوردة من الصين وآسيا وانخفاض أسعارها بشكل كبير وهو ما يقابله ارتفاع في تكاليف الطاقة التي تستخدمها هذه الشركات وارتفاع الخامات وبالتالي ارتفاع أسعار المنتجات مقابل أسعار رخيصة مستوردة ذات جودة أفضل. ونوه العطيفي إلي أن اتجاه أغلب الشركات نحو الاستثمار العقاري وإهمال النشاط الأساسي كان أحد الأسباب الرئيسية التي أثرت علي نتائج أعمال الشركات. اتفق معه باسم رمزي، رئيس قسم البحوث بشركة "مترو" لتداول الأوراق المالية، مشيرًا إلي أن أغلب شركات الغزل والنسيج شركات مال عام تعاني من مشاكل متفاقمة منذ عدة سنوات نتيجة ارتفاع مستويات العمالة وعدم وجود أفكار للتطوير واستراتيجيات للنمو خلال السنوات القادمة مرجعا تحقيق أغلب هذه الشركات خسائره نتيجة انخفاض وضعف المبيعات وتراكم المخزون فضلاً عن عدم قدرتهم علي تخفيض تكاليف الإنتاج. ويري رمزي أن اتجاه أغلب هذه الشركات نحو الاستثمار العقاري سوف يؤهلهم لتحقيق عوائد جيدة وسيولة مرتفعة من الممكن استخدامها في إعادة الهيكلة. فيما أكد المهندس محسن الجيلاني، رئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج، إن الاستثمار في مجال صناعة الغزل والنسيج في مصر أصبح غير مجد، في ظل غياب الرقابة وعدم تناسب الدعم الذي تقدمه الدولة للعاملين في هذا المجال، مقارنة بما تقدمه الدول المنافسة كالهند والصين. وقال الجيلاني: "إن حجم المبيعات من الملابس والغزول من المنتجات النسجية المصرية انخفض إلي نحو مليار و344 جنيهًا العام الماضي، بعد أن كان يتجاوز 2 مليار و166 مليون جنيه في عام 2004، في الوقت الذي ازداد فيه حجم الواردات من الأقمشة والغزول لنحو 491 مليون جنيه، بعد أن كان 21 مليون جنيه فقط في عام 2004". وأشار الجيلاني إلي أن عددًا كبيرًا من مصانع الغزل والنسيج في مصر مهددة بالإفلاس لعدم قدرتها علي الدخول في منافسة قوية مع المنتجات التي تستورد من الخارج وتدخل البلاد مهربة من المناطق الحرة أو من المناطق الحرة الخاصة، أو عند دخولها الموانئ بنظام الترانزيت مؤكدًا علي أن صناعة الغزل والنسيج في مصر تعيش أزمة حاليًا.