اختتم في العاصمة المغربية الرباط "المنتدى العربي – الأفريقي" والذي نظمته المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة (عضو مجموعة البنك الإسلامي للتنمية) ، والوزارة المكلفة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي والتجارة الخارجية، يومي 22 و23 فبراير الجاري، بمناسبة إطلاق برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية، الذي يهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية وتطوير قطاع الأعمال و النهوض بالتعاون الاقتصادي بين المنطقتيْن. وأكّدَ المشاركون، في البيان الختامي للمنتدى، أنّ النجاح الكبير الذي حققه المنتدى والمواضيع الجوهرية التي نوقشت فيه والمشاركة المكثفة من أعلى مستوى، سواء من قبل الجهات الحكومية أو مؤسسات دعم التجارة والقطاع الخاص، كلها عناصر تُعدّ واعدة وضمانة لنجاح انطلاق برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية وبلوغ أهدافه.
وقدّم المشاركون في منتدى جسور التجارة العربية الإفريقية جملة من التوصيات، يهمّ الشقّ الأوّل منها تعزيز وتطوير مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري العربي الإفريقي بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، حيث أكدوا على ضرورة تطوير وتعزيز التبادل التجاري باعتباره محركا أساسيا للتنمية الاقتصادية المستدامة ودعامة لخلق فرص العمل في المنطقتين العربية والإفريقية.
ولإنجاح هذا البرنامج ، دعا المشاركون في المنتدى إلى دعم جهود الدول الأعضاء الإفريقية والعربية لوضع البرامج والآليات التنفيذية للشراكة الاقتصادية والتجارية على المستويين الثنائي والإقليمي، وكذلك دعم القدرات والاحتياجات التنظيمية المتطلبة لهذه الدول في هذه المجالات.
وكان رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، بندر بن محمد حمزة حجار قال في الكلمة الافتتاحية للمنتدى : إنّ البنك قام بتصميم برنامج لتبادل المعرفة والخبرات، يعمل بموجبه على تسهيل نقل التجارب بين الدول الأعضاء في مختلف القطاعات، مُبرزا أنّ البرنامج "حقق نجاحات باهرةً في ظرف وجيز من إطلاقه".
من بين التوصيات التي تضمّنها البيان الختامي للمنتدى تقوية الاستفادة من الفرص المتاحة وغير المستغلة في المجال التجاري في المنطقتين العربية والإفريقية، وتطوير شراكات اقتصادية وتجارية مثمرة، والعمل على إقامة وتحقيق مشاريع شراكة مهيكلة قابلة للتمويل من قبل المؤسسات الشريكة في البرنامج، والتأكيد على أهمية دعم البنيات الأساسية واللوجستيكية المتعلقة بالتجارة البينية بين دول المنطقتين، وكذلك دعم اقتصاد المعرفة.
من جانبه، قال هاني سالم سنبل، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة في كلمته بالجلسة الافتتاحية، إن ما شاهدناه خلال السنين القريبة الماضية وما لمسناه من رغبة لقادة الدول الأفريقية والعربية ومن خلال القمم والمؤتمرات الوزارية التي عقدت وما عقبها من اجتماعات لجان تعاون دائمة اقتصادية وغيرها ليؤكد الاهتمام الكبير بضرورة العمل على تعميق هذه العلاقات والدفع بعجلة التعاون الاقتصادي والوصول بهذا التعاون إلى المستويات المنشودة.
وأضاف سنبل أن كل القمم العربية- الإفريقية التي عُقدت حتى الآن دعت وأكدت على ضرورة زيادة التجارة والاستثمار بين العالمين العربي والإفريقي.
وزاد قائلا "وقد شددت هذه القمم على أن يكون تركيز المنتدى الاقتصادي العربي- الإفريقي المصاحب للقمم العربية الإفريقية، على تعزيز التعاون وبناء القدرات كأساس لتشجيع التجارة والاستثمار بين الإقليمين"، مبرزاً أن الإعلانات الصادرة عن القمم الإفريقية -العربية أكدت على التزامها منفردة ومجتمعة على تعزيز التكامل الاقتصادي في إفريقيا متطلعة في النهاية إلى قيام السوق العربية - الإفريقية المشتركة.
وأوضح سنبل أن حجم التبادل التجاري بين العالمين العربي والإفريقي لا يرقى إلى مستوى طموحات وتطلعات بلدان الإقليمين، مؤكداً انه وفقا لإحصائيات المركز الإسلامي لتنمية التجارة بلغت حصة التجارة البينية العربية الإفريقية 2.1% عام 2015.
وفي هذا الإطار، بلغ حجم دعم البنك الإسلامي للتنمية لبرامج التنمية ومشاريع البنية التحتية في إفريقيا، وفق المعطيات التي قدمها رئيس البنك، 43.3 مليارات دولار، شملت تمويلات لمشاريع في مختلف القطاعات، في حين بلغ حجمُ تمويل التجارة الممنوحة للدول العربية والإفريقية الأعضاء 14.7 مليارات دولار أمريكي منذ إحداث المؤسسة سنة 2008.
ودعا المشاركون في المنتدى إلى تنويع وتطوير مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري بين المنطقتين العربية والإفريقية، خاصة في القطاعات التي تحتوي على إمكانات وفرص كبيرة وغير مُستغلة، مثل القطاعات الحديثة الرائدة، لا سيما النظم الإيكولوجية والصناعية المرتبطة بالسيارات والكيماويات، إلى جانب قطاعات الآلات والمعدات الكهربائية والمواد الزراعية مثل الأسمدة والصناعات الغذائية والنسيج.
كانَ المشاركون في منتدى إطلاق برنامج جسور للتجارة العربية الإفريقية قد استعرضوا العوائق التي تحول دون تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المنطقتيْن.
في هذا الإطار، دعوا في البيان الختامي للمنتدى إلى تشجيع وتفضيل مشاريع الشراكة بين القطاعين الخاص والقطاع العام، لتنفيذ برامج البنية التحتية واللوجيستية الوطنية والإقليمية لتسهيل التجارة تراعي خصوصية واحتياجات دول المنطقتين. تجدر الإشارة إلى أنّ "برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية" سيتمدُّ لثلاث سنوات، وستواكبه لجنة خاصّة لتقييم نتائجه ورصد آفاقه. وفي هذا الإطار، دعا المشاركون في المنتدى المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة لوضع آليات مواتية لمواكبة وتتبع تنفيذ البرنامج، كما دعوها إلى عقد اجتماع دوري للجهات المانحة والشريكة للبرنامج من أجل دراسة سيره وتوجهات المراحل اللاحقة، صُمم من أجل تعزيز الشراكات التجارية والاستثمارية بين الدول العربية والإفريقي.
وأولت المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارةITFC هذا البرنامج اهْتماماً خاصاً لإيمان المؤسسة بما سيحققه من خلق فرص تجارية واستثمارية بين الدول العربية والإفريقية ويَعمل على دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه الدول. وقامت المؤسسة بالتعاون مع مَجْموعة التنسيق العربية المعنية بتمويل وضمان التجارة بتصميم برنامج جسور التجارة العربية الإفريقية وستعمل مع شركائها على تنفيذ هذا البرنامج.