في أهم مؤتمر في العالم وسط اجواء من القلق والترقب في أوروبا - بسبب مقابلة مع ترامب انتقد فيها بشدة الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو- انطلقت فعاليات مؤتمر ميونيخ للأمن الذي يعد أهم مؤتمر في العالم ، بحسب تصنيف جامعة بنسلفانيا الامريكية يشارك في المؤتمر أكثر من 500 شخص من انحاء العالم ، بينهم 16 رئيس دولة و15 رئيس وزراء و30 وزير دفاع و59 ممثلا لمنظمات دولية .المؤتمر فرصة فريدة لتبادل وجهات النظر الامنية ولرسم الخطوط الحمراء. وهيمنتهذا العام السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي الجديد ترامب على موضوعات الدورة 53 لمؤتمر ميونيخ للأمن الذيافتتحت فعالياته وزيرة الدفاع الألمانية ونظيرها الأمريكي يوم 17 فبراير وعلي مدي ثلاثة ايام. الموضوعات المحورية للمؤتمر هي حالة تنامي انعدام الأمن بعد انتخاب دونالد ترامب .كما تناولت المحادثات مستقبل العلاقات الأطلسية وأزمة أوكرانيا والعلاقات بين الغرب وروسيا.كما أن الوضع الأمني في منطقة المحيط الهادئ بآسيا موضوعا مهما. وشملت الأجندة قضايا الأرهاب والحرب والسلام في منطقة الشرق الأوسط. مؤتمر ميونيخ للأمن انطلق في عام 1963 كمنصة لقاء بين عسكريين، وكان يسمي آنذاك "اللقاء الدولي لعلوم الدفاع". ثم تم تغيره لاحقا الي "المؤتمر الدولي لعلوم الدفاع"، ثم أصبح اسمه "مؤتمر ميونيخ للأمن". وخلال أكثر من خمسين دورة تم مناقشة قضايا خاصة بحلف الآطلسي الي قضايا أكثر شمولية في العالم.ويقدم المؤتمر نفسه كهيئة مستقلة الا ان الشركة المنظمة للمؤتمر واسمها "مؤسسة ميونيخ للأمن" تحصل علي تمويلات حكومية ضخمة. وبحسب بيانات توافرت للحكومة الالمانية حصلت المؤسسة علي نصف مليون يورو بالاضافة الي نحو 700 الف يورو مصاريف تجهيزات يقدمها الجيش الاتحادي الالماني. وكل سنة ،تخرج مظاهرات ضد المؤتمر ، ضد التسليح والاستعدادات الحربية. وقد أكد مايك بنس نائب الرئيس الامريكي على التزام الولاياتالمتحدة الثابت تجاه حلف شمال الاطلسي. بنس شدد في خطابه امام النخبة السياسية والعسكرية العالمية على القيم المشتركة التي تربط بين الولاياتالمتحدة اوروبا.ودعا الي بذل المزيد من الجهود في الانفاق العسكري والوفاء بالتزاماتهم المادية قائلا “يستدعي الدفاع الاوروبي التزامنا بقدر التزامكم … وعود المشاركة في الاعباء لم يتم الايفاء بها منذ فترة طويلة جدا.”من جهتها دعت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل إلى المزيد من التعاون مع روسيا خاصة في مسألة محاربة الارهاباما بشأن الانفاق العسكري قالت ان المانيا تبذل “كل شيء ممكن” للوفاء بهدف لحلف شمال الأطلسي يقضي بإنفاق 2 %من الناتج الاقتصادي على الدفاع بحلول عام 2024 وتتزايد المخاوف الاوروبية من تراجع الرئيس دونالد ترامب عن دور القيادة التقليدي للولايات المتحدة، في وقت تواجه القارة مساعي روسيا لتعزيز نفوذها وتحديات عدم الاستقرار في الشرق الاوسط وهجمات المتطرفين ، دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي الدول في جميع أنحاء العالم إلى التمسك بالتعاون واتخاذ القرارات الصحيحة ولفت وانغ إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ دعا في خطابين رئيسيين ألقاهما في سويسرا الشهر الماضي إلى بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للجميع وتحقيق تنمية مشتركة ومربحة للجميع. وأشار وانغ إلى أن السلام والتنمية ما يزالان من المواضيع الرئيسية في عالم اليوم وقال "نحن بحاجة إلى مواصلة الالتزام بالتعددية، والتي تمثل مسارا فعالا للسلام والتنمية وتسوية القضايا العالمية". وأفاد أن التعددية ليست شيئا عفا عليه الزمن، بل يجب المضي بها قدما، مشيرا إلى أن هناك حاجة إلى تعزيز التعاون بين الدول الكبرى وتابع وانغ أنه ينبغي تحسين الحوكمة العالمية حتى يمكن حل أوجه الاختلال في التنمية العالمية وتحقيق النمو المستدام للاقتصاد العالمي. وأضاف أن الصين تشارك بنشاط في الحوكمة العالمية لافتا الي أن العالم بحاجة إلى دفع جميع أنواع التعاون الإقليمي بقوة كونه أثبت مدى فعاليته في تعزيز التنمية العالمية.