35% من الأسر المصرية تعولها سيدات ---------------- تهدف حاضنات الاعمال الي تهيئة الشركات الناشئة وتدريبها لتكون جاهزة لممارسة انشطتها بما يفيد الاقتصاد, وتعاني الحاضنات او ما يطلق عليها مسرعات الاعمال من غياب الدعم الحكومي والمصرفي وتحتاج في نفس الوقت الي مساندة تشريعية تنظم بيئة الاعمال خاصة ان معظم الشركات الناشئة تعتمد علي حاضنات الاعمال لإيجاد جيل قادر علي التفكير والاستثمار مساير للتطور والتكنولوجي. حول تجربة حاضنات الأعمال والتحديات التي تواجهها كان هذا التحقيق. فيما يخص مناخ وبيئة ريادة الأعمال في مصر يعتقد د. أيمن اسماعيل استاذ ريادة الاعمال بالجامعة الامريكيةبالقاهرة انها في بدايتها حيث ان عدد مسرعات وحاضنات الأعمال في مصر لا يتجاوز في أحسن تقدير الستة. ويشدد علي أهمية ودور مسرعة الأعمال في احتضان الشركات الناشئة لمدة تتراوح بين ثلاثة إلي أربعة أشهر تقدم خلالها للشركات الناشئة دعما ماديا ومساحات مكتبية وبرامج تدريبية, وموجهين ومستشارين متخصصين, لوضع خطة استراتيجية عمل. ثم تتواصل مسرعة الأعمال مع عدد من المستثمرين أملا في الحصول علي تمويل اضافي لتوسيع نطاق أعمال الشركات الناشئة وهو ما يساعدها علي النجاح. أما فيما يخص الدور الحكومي لدعم ريادة الأعمال فيوضح د. أيمن ان ريادة الأعمال لا تمول من خلال البنوك أو الحكومات الا ان الحكومة يمكن ان تساهم من خلال إنشاء صناديق خاصة تدار بشكل مستقل عن طريق شركات مستقلة. الا انه من ناحية أخري ينادي بضرورة تعديل قوانين إنشاء وغلق الشركات الناشئة, مؤكدا أن منظومة التشريعات المصرية تظلم الشركات الناشئة فيما يتعلق بإجراءات إعلان الإفلاس التي قد تصل عقوبتها إلي سجن أصحاب المشروع الناشئ لان القانون يعتبر الإفلاس جريمة مخلة بالشرف. وهو ما يئد ريادة الأعمال في مصر في مهدها نظرا لان الاستثمار في الشركات الناشئة يعد عالي الخطورة حيث ان نسبة الفشل بها تتراوح بين50% إلي80% لذلك علي الحكومة وصاحب الشركة وضع خطة منظمة للفشل مثل خطط النجاح تماما. يري د. أيمن ان بيئة ريادة الأعمال في مصر تحتاج إلي تطوير القوانين المتعلقة بإنشاء الشركات مثل إيجاد برنامج لتشجيع موظفي الشركة علي شراء أسهم عادية نظير خصومات من أجورهم أو نظير ساعات عمل اضافية أو بعد توفير قضائهم لعدد معين من السنين في الشركة. يعتبر رامز محمد المدير التنفيذي لمسرعة الأعمال التمويل من أكبر المشاكل التي تواجه ريادة الأعمال في مصر وهذا بسبب وجود نقص في عدد المستثمرين. بينما علي الصعيد الآخر قد يفتقر رواد الأعمال للخبرة والمعلومات الكافية في مجال إدارة الأعمال مما يؤخر من تطور مشروعاتهم بالإضافة إلي عدم وجود العديد من الموجهين والخبراء علي استعداد للمشاركة بخبرتهم وأفكارهم والعمل مع رواد الأعمال علي تطوير أفكارهم. نماذج من مسرعات الأعمال في مصر من أمثلة مسرعات الأعمال في مصر مسرعة أعمال فينتشر لاب التابعة للجامعة الأمريكية في القاهرة التي أنشئت منذ عام وقامت باحتضان13 شركة ناشئة في مختلف المجالات. يقول د. أيمن اسماعيل ان فينتشر لاب تقدم منحة تقدر بعشرين ألف جنيه للشركات الناشئة التي تحتضنها كما تساعد الجامعة رواد الأعمال في تسويق منتجاتهم بطرق غير مباشرة من خلال شبكة من علاقتها. و يوضح د. أيمن ان مسرعة أعمال فينتشر لاب تمول من قبل ادارة الجامعة الأمريكيةبالقاهرة وتحصل علي تمويل اضافي من رعاة رسميين من الشركات ورجال الأعمال. ويؤكد ان الهدف من إنشاء أعمال فينتشر لاب لم يكن بهدف تحقيق اي مكاسب تجارية بل بغية احتكاك طلبة الجامعة برواد الأعمال في السوق المصري ومساعدتهم علي فهم أفضل لمجال ريادة الأعمال وتطبيق ما درسوه علي ارض الواقع. ومن ناحية أخري يقوم الطلبة بمساعدة رواد الأعمال في وضع الخطط التمويلية ومتابعة تنفيذها معهم وبالتالي فالاستفادة متبادلة بين الطرفين. وأيضا يوجد في مصر مسرعات أعمال قامت بالتوسع إقليميا مثل مسرعة أعمال فلات سيكس لابس التي أنشئت في مصر حديثا ثم افتتحت فروع لها في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. ويري رامز محمد المدير التنفيذي للشركة أن الاستثمار في الشباب والابتكار هو استثمار في المستقبل لذلك تقوم الشركة برعاية رواد الأعمال من مصنعي المنتجات, ومصممي البرمجيات والتطبيقات الذكية, ومقدمي مختلف الحلول التكنولوجية المتنوعة في مختلف القطاعات مثل المالية, الزراعة, الطاقة المتجددة, إعادة التدوير وغيرها. وتتمثل رعاية مسرعة الأعمال في تقديم حافز مالي لكل شركة ناشئة تلتحق بالبرنامج بالإضافة إلي تقديم بعض الخدمات وفي المقابل تحصل مسرعة الأعمال علي نسبة ملكية في الشركات الناشئة. ويوضح رامز محمد ان هناك صندوقا استثماريا يعد الممول الرئيسي لبرنامج الشركة وانهم بصدد الحصول علي تمويلات إضافية من شركات وأشخاص من داخل مصر في المستقبل القريب. يضيف د. أيمن ان تطوير ريادة الأعمال في مصر يبدأ من تطوير مناهج التعليم الحالية التي تزرع في نفوس النشء ان التاجر دائما ما يكون جشعا وكذلك الثقافة المجتمعية التي دائما ما تقرن بين رجل الأعمال والنهب والسرقة ويقترح د. أيمن ان يتم تدريس تجارب لنماذج ناجحة وملهمة مثل طلعت حرب وعثمان احمد عثمان وتشجيع الأجيال القادمة علي المغامرة وعدم الارتكان إلي تقديس الوظيفة الحكومية. ويضيف د. أيمن انه في خلال الأربع سنوات الماضية حدثت طفرة كبيرة في مجال ريادة الأعمال في مصر نظرا لإقبال الشباب علي عمل شيء مختلف. ويؤمن رامز محمد ان مصر مليئة بالعديد من المواهب الفذة وتتميز إقليميا بوجود مستوي عالي الجودة من الأفكار خصوصا في مجال تكنولوجيا المعلومات التي يمكن أن يصل حجم صادرات مصر منها إلي ما يقرب من18 مليار جنيه خلال السنوات القليلة القادمة. ويضيف ان بيئة ريادة الأعمال في مصر قد تطورت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة مع زيادة عدد المشاركين من رواد أعمال, ومستثمرين وصناديق استثمارية وكل منهم لا يزال بإمكانهم تقديم المزيد في المستقبل لتطوير البيئة التحتية والمنظومة بأكملها. شباب رواد الأعمال يعد المهندس اسلام مصطفي من نماذج شباب رواد الأعمال المصريين حيث أقدم علي تأسيس شركة ناشئة تسمي انتجريت. و يقول ان شركته تساعد طلاب هندسة الالكترونيات علي عمل مشروعاتهم من خلال اختراع منتج يسميSheeld وهو بديل لعدد كبير من إكسسوارات الكترونية تتصل بلوحة الكترونية صغيرة تسميArdulno التي تعتبر جهاز كمبيوتر صغيرا يتم برمجته للتحكم في إضاءة المنزل عن طريق الانترنت أو صناعة روبوتات صغيرة أو جعل الشجر في المنزل يخبر صاحب المنزل إذا كان يريد بعض المياه عن طريق حساسات للرطوبة توضع في تربة النبات. ويقول المهندس اسلام انه كان يتمني ان يبيع أول منتج له في مصر لكنه تم الاحتفاء بمنتجه في الخارج. ويقول انه من ضمن الصعوبات التي واجهته عدم وجود مصانع تصنع النماذج الأولية في مصر لذلك أقدم علي التصنيع في الصين. هذا إلي جانب عدم وجود بيئة استثمار حقيقية تساعد رواد الأعمال المبتدئين لعمل مشروعاتهم أو تكبيرها. ولا تخلو بيئة ريادة الأعمال في مصر من إسهامات المرأة المصرية, رشا أبو السعود التي لم تكتف بتأسيس أول شركة ناشئة للتدريب بل قامت بإنشاء موقع الكتروني يسمي' مكتبي' لتوظيف السيدات من المنزل. وتقول رشا أبو السعود انها أنشأت هذا الموقع لانها كامرأة مصرية تقوم بإعالة عائلتها تدرك ان32% من الأسر المصرية تقوم بإعالتها المرأة وانها في نفس الوقت تقابل بعوائق ثقافية ولوجستية مقيدة لخروجها للعمل خصوصا في الصعيد والمناطق النائية. وتضيف انها أرادت استغلال طاقة المرأة المعطلة من خلال إنشاء موقع يعمل كوسيط بين السيدات الراغبات في العمل وبين أصحاب الأعمال. من خلال عملها في المنزل في أعمال كالترجمة, المحاسبة, التسويق, تصميم الجرافيك, تصميم المواقع السوشيال ميديا. وتؤكد انها لا تتقاضي اي رسوم من السيدات وان الموقع يضمن للمرأة الحصول علي حقوقها المادية نظير عملها.