اختتمت بالعاصمة العمانيةمسقط مؤتمر الشراكة العربى الهندى الخامس و الذي استضافته غرفة تجارة وصناعة سلطنة عمان، تحت رعاية صاحب السمو كامل بن فهد بن محمود آل سعيد ، وجاء تحت شعار "شراكة نحو الابتكار والتعاون في تكنولوجيا المعلومات"، بالتعاون مع وزارة الخارجية العمانية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية ووزارة الشؤون الخارجية الهندية والاتحاد العام لغرفة التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية واتحاد رجال الأعمال العرب واتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية ، وتأتي أهمية هذا المؤتمر في كونه أكبر حدث يحمل إمكانات هائلة لتحديد العديد من الفرص في مجال التجارة والاستثمار بين الجانبين من خلال الدعم المقدم من جانب حكومة سلطنة عمان وحكومة الهند وجامعة الدول العربية . وقد شاركت الاكاديمية فى الجلسة الرئيسية للمؤتمر وهى بعنوان التعليم العالى وتطوير المهارات والتى ترأسها سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي أمين عام مجلس التعليم التابع لجلالة السلطان قابوس ، وتحدث خلال هذه الجلسة الدكتور مصطفى رشيد – استشارى التجارة والنقل واللوجستيات بجامعة الدول العربية والمستشار الفنى للأكاديمية - عن أهمية التعاون العربي الهندي في مجال النقل واللوجستيات - الفرص والتحديات مع الاشارة لتجربة الاكاديمية كتجربة رائدة فى اطار جامعة الدول العربية . وقد أكد صاحب السمو كامل بن فهد بن محمود آل سعيد فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إن السلطنة قادرة على أن تؤدي دوراً كبيراً في تطوير الشراكة العربية الهندية، وان السلطنة تساهم دائماً في تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين الدول العربية والهند ، وقد اشار سموه الى إن السلطنة متقدمة في مجالي التكنولوجيا والمعرفة والتعليم، ولها قدرة كبيرة على الاستفادة من هذا الجانب، خصوصاً أن الجيل الجديد بات يعتمد على التكنولوجيا . وقال السفير احمد بن حلى نائب الامين العام للجامعة العربية فى كلمته التى القاها نيابة عن معالى الامين لجامعة الدول العربية أن السلطنة هي الجبهة المتقدمة للدول العربية لبناء الشراكة مع الهند، لاسيما أننا نسعى لهذه الشراكة في المجالات كافة، والسلطنة بموقعها الاستراتيجي وتاريخها وتجربتها التنموية الفريدة والناجحة في استثمار الطاقات، يمكنها أن تؤدي دوراً فاعلاً في هذا المجال ، وان الهند اليوم ضمن مجموعة البريكس وأحد أهم الأقطاب في الاقتصاد الدولي وهي من مجموعة العشرين ونحن نريد الاستفادة من هذا الدور، وقد اكد سعادته أن الدول العربية تحتاج للشراكة مع الهند لكونها من الدول الناجحة في التنمية . وقد أكد د. إم جي أكبر وزير الدولة للشؤون الخارجية في الهند ان المؤتمر يمثل نهضة في الشراكة بين الهند والعالم العربي ، لأن الهند تشهد تنوعاً كبيراً والعالم العربي كذلك، ولدى كل طرف الكثير من الطاقات. والهدف اليوم هو إيجاد التناغم الصحيح بين هذه الطاقات، وأن نرفع التبادل التجاري الذي يقارب 190 بليون دولار إلى نحو ترليون دولار وبفترة زمنية معقولة، ويمكننا أن نحقق ذلك لاسيما في قطاعي المعرفة والتكنولوجيا . وقد أشار د. جواد عناني نائب رئيس وزراء الأردن للشئون الاقتصادية أن مجرد اجتماع الطرفين هو بداية الطريق، واضاف أن هذا المؤتمر مختلف عما سبق ، إذ رأينا جدية في وضع استراتيجية ومد جسور ليس فقط لرفع التبادل التجاري بل التبادل المعرفي بين الهند و الدول العربية لتكون العلاقات على أساس شراكة حقيقية . وقد أشاد د. مصطفى رشيد استشارى التجارة والنقل واللوجستيات بجامعة الدول العربية والمستشار الفنى للاكاديمية باستضافه سلطنة عمان لهذا الحدث الهام جدا ، حيث تعد فرصة لتعزيز الشراكة العربية الهندية في العديد من المجالات من أبرزها الابتكار وتكنولوجيا المعلومات والنقل واللوجستيات والتعليم العالى خاصة وان سلطنة عمان تتمتع بمقومات شديدة الأهمية كمركز إقليمي متطور لخدمة وتعزيز التجارة والتعاون العربي الهندي المشترك لتحقيق المصالح المشتركة والمتبادلة بين الدول العربية والهند . وقد أشار البروفيسور ثامر العانى مدير ادارة العلاقات الاقتصادية بجامعة الدول العربية وممثل جامعة الدول العربية فى اللجنة العليا المشتركة المنظمة للمؤتمر ، ان مؤتمر الشراكة العربي الهندي الخامس اوصى ، بضرورة إنشاء غرفة تجارية عربية هندية مشتركة تكون تحت مظلة جامعة الدول العربية واتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية ، والعمل على تعميق وتنويع روابط الاستثمار الثنائية ، كما اقترح المؤتمر إعداد دراسة مفصلة حول توفير البيانات وفرص الاستثمار لتطوير خطة العمل المشتركة، والعمل على تطوير برامج بناء القدرات في القطاعات الحيوية، خاصة فيما يتعلق بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة العربية، والعمل على تشجيع التعاون في مجالي الابتكار وتكنولوجيا المعلومات وتبادل الخبرات بين الجانبين فيما يتعلق بهذا الشأن.