يدير عمر مندور مدير عام كوكاكولا مصر العالمية في مصر وليبيا والسودان واليمن استثمارات تقدر بنحو140 مليون دولار في هذه البلدان. وتأتي مصرعلي رأسها باستثمارات تربو عن100 مليون دولار سنويا تخطط الشركة لمضاعفتها شريطة استقرار الاوضاع وتوافر بيئة عمل ملائمة. ويكشف مندور في اول حوار له بعد تطبيق الزيادة في اسعار المشروبات الغازية التي قدرها بنحو25 قرشا علي العبوة بما يوازي من6 الي6.50 قرش علي صندوق المشروبات الغذائية عن الاسباب الحقيقية وراء هذه الزيادة التي تعود الي ارتفاع اسعار مدخلات الانتاج التي ارتفعت بعضها بنسبة40 الي50% خلال الفترة الحالية الي جانب زيادة اسعار الطاقة التي تقدر بنحو18% بالاضافة الي ارتفاع اسعار الدولار مقابل الجنيه المصري نافيا ان تكون الزيادة مرتبطة بضريبة المبيعات والزيادة التي لم تنفذ بعد. ويؤكد مندور بحكم موقعه في ادارة استثمارات لشركة كوكاكولا العالمية ان الاستثمار في مصر رغم الظروف التي تمر بها حاليا لايزال يمثل ارضا خصبة ومؤهلا لجذب المزيد من الاستثمارات اعتمادا علي السوق الاستهلاكية الكبيرة التي تمثلها مصر الي جانب ثقل مصر الاستراتيجي بالمنطقة حيث ان الوقت الحالي هو الانسب للشركات القائمة والموجودة بالسوق لتوسيع قواعد اعمالها التي ستتغير بمجرد عودة الاستقرار والنمو مجددا الي الاقتصاد وتعافيه حيث يتوقع ان يكون من الاقتصاديات الرائدة مستقبلا شريطة توافر بيئة عمل ملائمة واستقرار امني وسياسي.. ما الاسباب التي دفعت الشركة لزيادة اسعارالمياه الغازية مؤخرا؟ - الزيادة متوقعة خاصة ان جميع القطاعات الغذائية ارتفعت اسعارها خلال الفترة الحالية حيث زادت اسعار سلة الغذاء بنسبة25% الي جانب ارتفاع اسعار العصائر والالبان والمياه المعدنية بالاضافة الي ارتفاع اسعار مدخلات الانتاج التي شهدت بعضها زيادة بنسبة تتجاوز من40% الي50% الي جانب ارتفاع اسعار الدولار مقابل الجنيه المصري والتي يعتمد عليها اي العملة الصعبة في استيراد المادة الاساسية لصنع المياه الغازية وكذلك ارتفاع اسعار السكر والعبوات واسعار الطاقة التي تخطت نسبة الزيادة فيها18% ولكنني اؤكد علي ان هذه الزيادة لا ترتبط بضريبة المبيعات والزيادة التي تتحدث عنها الحكومة خاصة انها لم تطبق حتي الان وان الدوافع لزيادة الاسعار ترجع الي هذه الاسباب السابق ذكرها. وكم تبلغ قيمة الزيادة المقررة علي المشروعات الغازية؟ - الاسعار ارتفعت بنسبة ضئيلة تبلغ25 قرشا علي العبوة بمعني ان سعر كرتونة المياه الغازية سيرتفع بواقع من6 الي6.50 قرش اضافية. وهل سيتم العدول عن هذه الزيادة بمجرد استقرار سعر صرف الدولار مقابل الجنيه؟ - سعر صرف الدولار مقابل الجنيه ليس المعيار الاساسي لتطبيق الزيادة في سعر المياه الغازية ولكن هناك امور اخري مثل مدخلات الصناعة واسعار الطاقة ولكن اذا حدث تراجع في قيمة الدولار مقابل الجنيه مع ضبط باقي عناصر العملية الانتاجية فاننا سنعيد النظر في هذه الزيادة مرة اخري. وهل سيتقبل المستهلك هذه الزيادة وما تداعياتها علي الشركة؟ - خلال الفترة الماضية لم يكن المستهلك المصري ليتقبل الزيادة في الاسعار ولكن الانفتاح علي الاقتصاديات العالمية التي اصبحنا فيها مثل القرية الصغيرة فان استعداد المستهلك لتقبل هذه الزيادات اصبح طبيعيا لكننا نتوقع ان تحدث ربكة داخل السوق ولكنها لن تدوم طويلا وان لجوء بعض التجار لزيادة الاسعار بنسبة تزيد علي ال25 قرشا فان ذلك ليس من سلطتنا الرقابة عليه او منعه وهنا يأتي دور الاجهزة الرقابية وحماية المستهلك ووزارة التموين وباقي الجهات الحكومية المنوط بها مراقبة الاسعار ونحن لم نقم برفع الاسعار الا بعد ان زادت المدخلات واسعار الدولار رغم اننا لم نقم برفع اسعارنا منذ العام الماضي. وهل تم التنسيق مع منافسيكم قبل اتخاذ هذا القرار؟ - نهائيا لم يحدث ذلك ولا يمكن التنسيق في هذا الشأن ولن يكون هناك اتفاق علي ذلك وتحكمنا نفس المدخلات والتغيير في اسعارها يحملنا تكلفة مثل منافسينا تماما. وكم تبلغ حصتكم السوقية من المشروبات الغازية؟ - حصتنا تبلغ50% من سوق المشروبات الغازية ونحن نخطط دائما لزيادتها وتدعيمها حيث نستهدف رفعها الي55% خلال الثلاث سنوات المقبلة الي جانب رفعها الي65% من السوق في2020 القادم. بحكم توليك موقع مسئولية في شركة عالمية تستثمر في مصر هل تغيرت نظرة المجموعة الام للسوق المصرية عقب الثورة؟ - تغيرت نظرة المجموعة الام الي السوق المصرية بالايجاب فرغم ان عام2011 الذي قامت فيه بعض الشركات بتجميد انشطتها او خفض استثماراتها قمنا نحن بزيادة استثماراتنا سواء في البنية التحتية وخطوط الانتاج والاستثمارات التجارية وعدد السيارات والثلاجات حيث رفعنا استثماراتنا من80 مليون دولار الي100 مليون دولار عقب الثورة بنسبة من20% الي25% فنحن نعتبر مصر من اكبر20 سوقا في العالم وتصل تقاريرمستمرة من الشركة بمصر الي رئيس مجلس ادارتها ليتابع خططنا ورؤيتنا للنمو باستمرار. وكيف تأثرت شركتكم بأحداث الربيع العربي؟ - اذا تحدثنا عن مصر فإنها سوق واعدة ووجود اي شركة عالمية علي ارض مصر مكسب كبير لها حتي مع وجود اضطرابات سياسية حاليا فان مصر ستظل دولة استراتيجية ودورها عالميا لن يتأثر والوقت الحالي مناسب للشركات الموجودة نحو زيادة استثماراتها واذا نظرنا الي ليبيا فإنها سوق كبير ايضا ومؤهل لان ينطلق بمجرد استعادة الهدوء فيها فبمقدورها بناء دولة صناعية وتجارية كبيرة قد تكون من اكبر الاقتصاديات العربية الي جانب اليمن التي تعد هي وشمال السودان من الاسواق تحوي فرصا كبيرة رغم الحظر علي شمال السودان ولكنها جميعا اسواق بكر لم تتشبع بعد و60% من سكانها في مرحلة الشباب والعوامل السياسية والتقلبات امر وارد يجب وضعه في الاعتبار في هذه البلدان واستثماراتنا في هذه البلدان تتجاوز140 مليون دولار. وهل هناك نية لاطلاق منتجات جديدة مستقبلا؟ - الحديث عن اطلاق منتجات جديدة يرتبط فقط بالعصائر والنكهات الجديدة لكن منتجنا كوكاكولا ثابت ولا يتغير ونستهدف الزيادة في هذا السوق الي جانب سوق العصائر والمياه ايضا. وهل تعتمدون علي البنك في تمويل مشروعاتكم؟ - اعتمادنا علي البنوك يكون في اضيق الحدود والتمويل الذاتي هو مصدرنا الاساسي في التمويل ولكننا قد نلجأ في بعض الاحيان الي البنوك للحصول علي تمويلات قصيرة الاجل. وهل تفكرون في طرح كوكاكولا في البورصة المصرية؟ - لا توجد نية لذلك ليس بسبب الاحداث التي تشهدها البورصة ولكننا لسنا بحاجة الي تمويل باعتباره الهدف الرئيسي من وراء طرح اسهم اي شركة بالبورصة. وماذا عن المسئولية الاجتماعية لكوكاكولا؟ - نتبني شراكة مع بنك الطعام لتطوير100 قرية علي مستوي الجمهورية تم ضخ3 ملايين دولار في هذا الاتجاه لخدمة المناطق الفقيرة وتطوير مساكنهم الي جانب دعم المرأة المعيلة التي تقدر بنحو من30 الي40% من الاسر المصرية التي تتولي فيها المرأة مسئولية الانفاق الي جانب توصيل المياه النقية الي100 منزل حتي عام2020 بالتعاون مع جمعيات صناع الحياة بالاضافة الي مساهمة كوكاكولا في القضاء علي الاوبئة والامراض المستوطنة في افريقيا وبناء المدارس التي تعتبرها كوكاكولا من النسيج الاساسي لعملها*