عماد أنور تطبيق نظام الاحتراف مبكرا، ورغبة الأندية في تدعيم صفوفها مع بداية كل موسم، إضافة إلى الجماهيرية العريضة التي يحظى بها الدوري السعودي للمحترفين (دوري عبد اللطيف جميل)، جعلته وجهة احترافية مرغوبة ومهمة، لدى العديد من اللاعبين العرب والأجانب. وكما كان الدوري السعودي السبق في خطوات رياضية احترافية، تقرر مؤخرا خصخصة أندية الدوري الممتاز، وتحويلها إلى شركات، وذلك وفقا لما نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس). ويهدف القرار الذي اتخذه مجلس الشئون الاقتصادية والتنمية، إلى إعادة تطوير وهيكلة القطاع الرياضي بما يخدم التنافسية، وتقديم كافة القروض والتسهيلات للأندية الرياضية، إضافة لإنشاء صندوق تحت مسمى "صندوق تنمية الرياضة"، تودع فيه محصلة بيع الأندية لدعم الألعاب الرياضية والاستثمار فيها. وبعيدا عن هذه الخطوة، يعد الدوري السعودي أحد أهم الدوريات العربية، التي توفر مناخا يساعد المحترفين على التألق والنجاح، كما وأنه على مدار أكثر من 50 كان الواجهة المفضلة للعديد من نجوم الكرة، وساهمت نسبة الحضور الجماهيري الكبيرة بالملاعب السعودية، في نجاح بعض اللاعبين المحترفين، خاصة العرب، لعدم شعورهم بالغربة. وخلال الموسمين الماضيين، كان الدوري السعودي سببا في تألق العديد من اللاعبين العرب، آخرهم المصري، محمود عبد المنعم، الشهير ب (كهرباء)، والمحترف في صفوف اتحاد جدة، فاللاعب الذي يحتل المركز الثالث في ترتيب الهدافين (6 أهداف)، بعد مرور 8 جولات، كان على مشارف أزمة حقيقية مع إدارة ناديه السابق الزمالك، جعلته يبحث عن مخرج، فذهب إلى اتحاد جدة على سبيل الإعارة وكتب له النجاح، للدرجة التي جعلت إدارة الاتحاد تفكر في شرائه نهائيا. وبدأ قرار السماح للاعبين الأجانب بالمشاركة مع الفرق المحلية، مع انطلاقة كأس الملك في أواخر الخمسينيات، وكان السماح بتواجد 5 أجانب بكل فريق، ثم ألغي هذا النظام عام 1961، حتى عاد مرة أخرى عام 1977، بمعدل 3 لكل فريق، وألغي هذا النظام مرة أخرى عام 1981، ليعود مجددا عام 1993 بشكل أقوى وأكثر احترافية حينما استقطبت الأندية أبرز المحترفين في منتخباتها. شيفو يتألق مع الأهلي ورغم تعدد اللاعبين المصريين الذين خاضوا تجربة الاحتراف في الدوري السعودي، منهم، لاعب الزمالك السابق، أشرف قاسم، الذي احترف في صفوف الهلال، ونجمي الأهلي محمد بركات وعماد متعب، يبق محمد عبد الشافي، الظهير الأيسر لفريق أهلي جدة، هو صاحب النجاح الأكبر، وانتقل عبد الشافي (شيفو) إلى أهلي جدة قادما من الزمالك عام 2014، وحقق مع الفريق لقب كأس ولي العهد السعودي، والدوري، وكأس خادم الحرمين الشريفين، وكأس السوبر السعودي الموسم الماضي. وباتت الكرة السعودية تحقق الإشباع لأي لاعب محترف، حيث العائد المادي الجيد، وقوة المنافسة التي تحافظ على حالة اللاعب البدنية والفنية، وذلك بسبب تطبيق نظام احترافي يجذب الأجانب قبل العرب، ويذكر أن أسطورة الكرة البرازيلية ريفالينو، خاض تجربة احترافية مع فريق الهلال، بعد عودته من كأس العالم 1970 بالمكسيك. وبخلاف اللاعبين المصريين، يواصل النجم السوري، عمر السومة تألقه مع الأهلي، ويعد أحد أبرز اللاعبين العرب الذين تألقوا في الملاعب السعودية، وقد نجح في الاستحواذ على لقب الهداف الموسم الماضي والموسم قبل الماضي، ب 33 و31 هدفا على التوالي. بهجا وذياب الأبرز لكن حينما نتذكر العلامات العربية المضيئة في تاريخ الأندية السعودية، لا يمكن تجاهل النجم المغربي أحمد بهجا، الذي حقق مع اتحاد جدة 7 بطولات، وكان أول حضور لبهجا بالدوري السعودي عن طريق الهلال عام 1994 بعد أن لفت إليه الأنظار مع منتخب بلاده بكأس العالم (أمريكا 1994)، ولعل البطولة الأهم في تاريخ بهجا مع الاتحاد هي كأس الأمم الآسيوية عام 1999، للمرة الأولى في تاريخ النادي وسجل اللاعب هدفين من أصل ثلاثة في المباراة النهائية أمام سويغنام الكوري. كما يعتبر التونسي طارق ذياب إحدى العلامات البارزة بالملاعب السعودية أيضا، فاللاعب الذي شغل منصب وزير الرياضة التونسي سابقا، ساهم في حصول أهلي جدة على بطولة كأس الملك خالد عام 1976، تحت قيادة المدرب البرازيلي الشهير ديدي، واختير أفضل لاعب في الموسم. وعلى مستوى المحترفين الأجانب، سيطرت مدرسة أمريكا اللاتينية على تاريخ المشاهير بالدوري السعودي، وكما تألق النجم البرازيلي، ريفالينو في السبعينيات، تألق مواطنه تشيكو مع اتحاد جدة، وتزامن احترافه مع تواجد الهداف البرازيلي جيلرمي، موسم (2003 – 2004).