محميات مرسي علم.. تصلح ما أفسده البشر وتعيد السائح الإيطالي الي مصر.. - جمهورية التشيك، وبولندا، وألمانيا، وجهات غير تفليدية أنقذت السياحة في مرسي علم - الهدوء، والتأمل، والاسترخاء.. أنشطة جديدة وخدمات مبتكرة تنتظر المستثمر الذكي
"خذوا كنوز الدنيا .. خذوا القارات والمنتجعات.. خذوا بحور العالم وشطآن اليم .. ولكن اتركوا لنا "مرسي علم". .....هذه الكلمات والمعان أنقلها عبر مشاعر ووجدان وعقول خبراء الغوص والسائحين المصريين والأجانب، الذين التقيتهم هناك في "مرسي علم"، لماذا، وكيف، وأين، ومتي..، لايهم..المهم أن مصر، وبالرغم من أمراض داخلية، وأغراض خارجية، طارئة كانت أم مفتعلة، مازالت في عيون هؤلاء وقلوبهم هي "الأجمل"..
الحديث هنا عن صناعة فن تقديم الخدمات وهي "السياحة"، ورياضة هي الأبلغ أثرا، والأعمق تأثيرا في النفوس، رياضة "الغوص".. فإذا قلنا إن شواطئ البحر الأحمر تحمل تميزا عن باقي الشواطئ والبحار في العالم، واذا كانت "شرم الشيخ"، و"الغردقة" هي الأشهر من بين المدن السياحية النابضة علي شواطئه، فإن"مرسي علم" لديها تفردا لاتملكه وجهات أخري، فهي تمتلك الوجهة الهادئة، والمدينة الوادعة، تحفها الطبيعة الخلابة برا وبحرا ..
والمعروف عن السائح الغواص، أنه دائما يبحث عن الجديد، قد يعتاد مناطق غوص ويفضلها عن بقية المناطق، ويبدو أن العديد من السائحين اعتادوا علي مناطق الغوص " Snorkeling" في شرم الشيخ، ورأس محمد، والغردقة، حتي أصبحت وكأنها مناطق "وسط البلد – "Down Town علي مدي العشرون عاما الماضية، ودائما يبحث هذا السائح الفضولي عن الجديد، فقد اكتشف هذا الجديد في مرسي علم، اكتشفها بأنها عالم عذري قدمته له الطبيعة البكر.
يوضح الخبير السياحي عبد المنعم أحمد محمود مدير أحدي الفنادق بمرسي علم، ويكشف بأن السياحة التي شهدت تراجعا حادا في كل مصر منذ ثورة 25 سناير 2011، ظلت في مرسي علم متماسكة، حيث بلغ متوسط الأشغال نحو 55%، موزعه بنسبة 55% أجانب، والباقي 45% مصريين، وذلك في غالبية منشآتها وفنادقها ال 74، علي شاطئ يمتد 45 كيلومترا علي ضفة البحر الاحمرالغربية.
ويشير عبد المنعم إلى أنه من بين أهم أسباب هذا التماسك، هو اعتبارها ضمن المناطق السياحية البكر، موضحا أن نسبة تزيد علي 95% من نطاق مرسي علم، تعد من المناطق البكر الجديدة، وهذا تميز قياسي لشواطئها، حيث أن المناطق الاشهر سياحيا في العالم هي المناطق الخلابة، والتي قلما يصل اليها أحد، مثل جذر المالديف، وجذر الموريا، وهاواي، والحاجز المرجاني الكبير في استراليا، فهي الأغلي، والأشهر، والأكثر استقطابا للسائحين، وجذبا للغواصين، لأن السائح في الماضي، كان يسعي الي الشمس والرمال ومياه البحر، أما سائح اليوم فانه لايكتفي بذلك، بل ظل يبحث حتي اكتشف الفردوس، الذي أبدعه الخالق سبحانه، في أعماق المياه الذي يحوي علي عالم من السكينة والدهشة والإبداع اللامتناهي
ويضيف عبد المنعم أن السائح الذي يقبل على زيارة تلك المناطق، هو السائح غير التقليدي الذي يأتي من وجهات غير تفليدية، مثل جمهورية التشيك، وبولندا، والمانيا، فقد ركزت برامجنا التسويقية علي غير الوجهات والدول التي اعتادت البرامج السياحية التركيز عليها مثل: إيطاليا،وبريطانيا، وروسيا، ولهذا لم تتراجع السياحة لدينا، ويكفي أننا العام الماضي كانت نسبة الإشغال لدينا مابين 69 – 72%، وهي نسبة جيدة بكل المقاييس، في ظل التراجع الملحوظ في غالبية المنتجعات والمناطق السياحية، ونسعي إلي أسواق جديدة مستقبلا مثل الصين، والجمهوريات الروسية، و الموسم لدينا يبدأ من منتصف اغسطس حتي نهاية ابريل، ولاننس أن مرسي علم متخصصة في الغوص، وحصلت شواطئها علي المرتبة الثالثة في الغوص علي مستوي العالم.
ويقترح عبد المنعم، استغلال شواطئ مرسي علم، بجانب الغوص، في التأمل، والاسترخاء، والاستشفاء، وهي صناعات خدمية وسياحية جديدة يبتكرها العالم بعيدا عن السياحة التقليدية، فهي تعد ملازا للمواطن العالمي، الذي يهرب من صخب الوجهات المعتادة، إلي والوجهات البكر الجديدة، فعالم البوم سريع الايقاع، يجعل السائح يسعي الي الهدوء، والتأمل، والاسترخاء - "Meditation and relaxation"، وهي مدارات من الأنشطة والخدمات بامكان المستثمر الذكي من أن يوظف إمكانات مرسي علم ليجعلها مثل جزر "المالديف" جنوب غربي الهند.
ويري علاء الدين حسن، ملك مركب للغوص، أن مرسي علم هي المستقبل للسياحة والرياضة الجديدة. وقد كشفت دراسة علمية حديثة، "أن التأمل لا يساعد فقط على الاسترخاء وإنما أيضاً يبقي على شباب المخ، وأوضحت الدراسة، ونشرتها صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أن التأمل بصورة منتظمة يعمل على بقاء عمر المخ أصغر من العمر الحقيقي بواقع سبعة أعوام ونصف العام، ونقلت عن باحثين، إن التركيز القوي والاسترخاء ربما يساعدان على نمو خلايا جديدة بالمخ".
أما خبير الغوص الإيطالي، اندريا لوزي، فيؤكد أن الغواص الذي يبحث دائما عن الجديد، وجده في محميات مرسي علي المائية والبحرية، وأكد أن مرسي علم تمتلك كنوزا فريدة، مثل جذر ألف ستون، ووادي الجمال البحرية، وحماطة، وبرنيس، وصمداي، التي اكتسبت شهرة عالمية باعتبارها محمية للدلافين حتي اشتهرت ب "بيت الدلافين".
وبثقه يؤكد أوزي، أن شواطئ مرسي علم، ستعيد السائح الإيطالي إلي مصر آجلا أم عاجلا، وبعيدا عن السياسة والاقتصاد والملفات الراهنة والقضايا المعلقة، فان المحميات البحرية والبرية البكر التي تسترخي الطبيعة في رفاهية مطلقة هي غاية مايسعي اليه السا~ح الايطالي. الاسترخاء يشكل الأولوية بالنسبة لك لعدة أيام، خصص بعض الوقت لمعالجة سبا. يمكن إجراء معظم العلاجات في الهواء الطلق، حتى تستمتع بمشهد جزر المالديف الخلاب بينما تسترخي بدلال ورفاهية مطلقة.
وتشكل زرقة المياه وتموج مياهها البطئ، مع تدرج ألوانها في العائلة الفيروزية والشواطئ المعزولة في مرسي علم، قمة الاستمتاع برفاهية الطبيعة، فهي كما تري كما تري السائحة الايطالية فرانشيسكا أندرياو تعد الوجهة المثالية للغواصين وعشاق المنتجعات الهادئة الخلابة، وبإمكان الغواصين المبتدئين والمتقدمين، اكتشاف الحياة البحرية على مدار العام، فدرجة الحرارة معتدلة علي مدار العام، في مياه بإمكانك مشاهدة العديد من الأسماك المدهشة التي تعيش في مياه البحر الأحمر عند مرسي علم وتبلغ حوالي 140 نوعا من الأسماك.
أما أنتونيللا ماربن "ايطاليه" نشير الي انها عندما تبتبعد عم مرسي علم تشعر بالحنين أليها وتغمرها مشاعر "نوستالجيا" وعندما تسافر منها الي ايطاليا، فانها تقول ان بعدي عنها مسألة وقت لأعود مكجددا الي مرسي علم، وتضيف أن من يبحث عن الإجازة العائلية، أو يستمتع بعطلة رومانسية مميزة، لن يجد أفضل من مرسي علم، فهي عالم من العزوبة الحالمة بأحيائها المائية والبرية..
ولأن الواقع لايخلو من مشكلات، فإن المرافق سياحية هناك تفتقد خطوط التليفون الأرضي، المهم لخدمات الإنترنت، ويوضح عبد المنعم محمود، أن فندقه يعتمد علي الشبكة اللاسلكية ""Wirless" والخط الأرضي يبعد حوالي كيلو متر، عند مرسي بريكة، وقدمنا طلبات من 5 سنوات، ولا مجيب، وهذه المشكلة ترفع أسعار خدمات الإنترنت علي السائح الذي لايتستغني عنها.. ايضا خط المياه، فلاتوجد مياة عزبة، ونعتمد علي تحلية مياه البحر التي تبلغ تكلفتها 10 أضعاف من ثمن المياه العادية، فضلا عن أن مدينة بدون تاكسي أو مواصلات عامة، أو سيرفيس، والتاكسي الوحيد في القصير، كما تشكل ندرة أماكن تعبئة اسطوانات الغاز "الاكسجين" الخاصة بالغوص، مشكلة حادة كما يري لوزي، ويقول، إن أقرب محطة للتعبئة توجد في حماطة " Blue Reef وتبعد حوالي 45 كيلومترا من هنا..، ورغم المشكلات فأن مصر نعم مازالت، وستظل هي الأجمل.