عبد الرحيم رجب التواضع؛ عظَّمه رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، فقال: "ما تواضع أحدٌ لله إلَّا رفعه الله"، وقال: "إنَّ الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحدٌ على أحد، ولا يبغي أحدٌ على أحدٍ"، وقال: "مَن ترك اللِّباس تواضعًا للَّه، وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق حتى يخيِّره مِن أيِّ حُلل الإيمان شاء يلبسها". ووصفه ابن المبارك؛ فقال: "رأس التَّواضُع أن تضع نفسك عند من هو دونك في نعمة الدنيا حتى تُعلِمه أن ليس لك بدنياك عليه فضل، وأن ترفع نفسك عمَّن هو فوقك في نعمة الدنيا، حتى تُعلِمه أنَّه ليس له بدنياه عليك فضل". فالتواضع خُلقٌ حثَّنا الإسلام عليه حثًّا ورغَّبنا فيه ابتغاء مرضات الله -تعالى-، فمن تواضع لله جازاه الله الرِّفعة، فيجب على المسلمين أن يتواضع كلٌّ منهم للآخر، ولا يترفَّع بعضهم على بعض، وكان الرجل من السَّلف الصالح يجعل من هو أصغر منه مثل ابنه، ومن هو أكبر مثل أبيه، ومن هو مثله مثل أخيه، فينظر إلى ما هو أكبر منه نظرة إكرام وإجلال، وإلى من هو دونه نظرة إشفاق ورحمة، وإلى من هو مثله نظرة مساواة، فلا يبغي أحدٌ على أحد. كيف أكون متواضعًا؟ · تقوى الله؛ فهي الوقاية من كل ما يغضب الله. · تطهير القلب من العجب والغرور والحقد والحسد. · التفكر في أصل خلق الإنسان وأنه لا شيء يذكر، وكما قال ابن حبَّان: "وكيف لا يتواضع مَن خُلِق من نطفة مَذِرَة، وآخره يعود إلى جيفة قذرة، وهو بينهما يحمل العذرة؟!". · عامل الناس بما تُحبُّ أن يعاملوك به. · معرفة الإنسان لحجمه الحقيقي؛ قال -عزّ وجل-: "وَلاَ تَمشِ فِي الأَرضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخرِقَ الأَرضَ وَلَن تَبلُغَ الجِبَالَ طُولًا". ثمرات التواضع.. · رفعة الله للمتواضعين، وحُبّ الناس لهم. · المتواضعون ينقادون للحق ويخضعون له. · التواضع يُؤلِّف القلوب، ويجعل أصحابه في أرفع مكانة · المتواضعون أعزاء؛ لأنهم تواضعوا طاعة لله وامتثالًا لأوامره. · التواضع؛ يُورِث الأُلفَة، ويُزِيل الشحناء بين الناس ويرفع الحقد بينهم.