جيهان محمود د. محمد المرسى: لولا وجود مؤيدين لأردوغان لما نجحت مكالمة «سكايب» فى تغيير دفة الأمور
د. هويدا مصطفى: أوباما أول من استخدمها فى الدعاية الانتخابية بوصفها أسرع وسائل الحشد والتأثير
يوما بعد يوم تثبت الأحداث والمواقف القوة الرهيبة للسوشيال ميديا فى تغيير موازين السياسة، فى إشعال ثورات وإجهاض انقلابات، وها هى الأحداث الأخيرة فى تركيا تضيف برهانا جديدا ودليلا دامغا على ما لتلك الوسائل من تأثير سحرى جعل القادة والرؤساء يعملون لها ألف حساب. فها هى خطبة عبر "سكايب" ناشد خلالها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مواطنيه، تقلب الموازين رأسا على عقب وتجهض انقلابا بمجرد نزول الجماهير المؤيدة للرئيس التركى إلى الشوارع غاضبة حانقة. الطريف فى الأمر أن أردوغان نفسه كان عدوا للسوشيال ميديا، حيث أصدرت الحكومة التركية قرارات عديدة لحجب تويتر ويوتيوب ومنع طلبة المدارس من استخدام فيس بوك. خبراء الإعلام المصرى أكدوا أن لتلك الوسائل الحديثة دورا مهما فى نقل الأحداث والآراء إلى الشعوب، وإن كان البعض يرى أن هناك عوامل أخرى تسهم فى هذا الحشد. بداية تقول د. هويدا مصطفى –عميدة المعهد الدولى للإعلام بأكاديمية الشروق- إن وسائل التواصل الاجتماعى الحديثة جميعها، يستخدمها الشباب لِمَا لها من قدرة على الحشد، وهذا ما وجدناه فى الانتخابات الأمريكية عندما استخدم "أوباما" ولأول مرة وسائل التواصل الاجتماعي، للدعاية الانتخابية. وقد شاهدنا كيف لجأ الشباب المصرى فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، إلى استخدام الفيس بوك لحشد جموع الشعب المصري. وقد أثبت الفيس بوك أن له أهمية عظمى، بغض النظر عن تقييمنا له وبعض التحفظات عليها، لكنه وسيلة سريعة، تصل إلى الجمهور بشكل مباشر، وهذا ما شاهدناه فى محاولة الانقلاب العسكرى التركى الأخير، فقد استطاع "أردوغان" التأثير على الشباب والمواطنين للنزول فى الشوارع ومقاومة الانقلاب وإفشاله، برغم أن الرئيس التركى نفسه كانت له تحفظات على السوشيال ميديا، وكان يسعى للتضييق عليها. وتؤكد د. هويدا مصطفى أنه نظرا لأن وسائل التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا قادرة على حشد الرأى العام، فقد أصبح الجميع يعمل لها ألف حساب، وهناك قرارات أُتخِذَت بشأن قضايا وموضوعات بعد تداولها على صفحات الفيس بوك، التى تعد وسيلة ضغط على أصحاب القرار، وصارت تفرض وجودها على المشهد السياسى فى دول عديدة. وترى أن المؤسسة العسكرية فى مصر لها وضع خاص جدًا، لهذا لم يكن الغرب يستوعب تأييد الجيش المصرى للشعب، سواء فى ثورة 25 يناير أو 30 يونيو، لأنهم لم يدركوا أن الجيش لديه خصوصية عند المصريين، فهو الذى يحمى البلاد ويشعر الشعب بالأمان والطمأنينة . ولذا نجحت البيانات التى أصدرها المجلس العسكرى إبان ثورة 25 يناير عبر وسائل الاتصال المختلفة، فى بث الطمأنينة فى نفوس الشعب المصري. فيما أقر د.محمد المرسى –رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون كلية الإعلام جامعة القاهرة- أن تلك الوسائل لها تأثير كبير فى وقت الأزمات، لكن لا تستطيع بمفردها التأثير، بمعنى آخر: لو لم يكن لأردوغان محبين ومؤيدين، لكان هذا الاتصال الذى أجراه الرئيس التركى عبر السكايب بلا جدوى. ويؤكد د. المرسى أن أجهزة الإعلام مؤثرة جدًا، لكن لو لم تكن هناك عوامل أخرى مؤثرة وموجودة؛ لضعف تأثير السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي، مثال: منع التدخين، فلو لم يكن هناك وسائل أخرى للتأثير على المدخن، لكان تأثير السوشيال ميديا أقل. الحال نفسه بالنسبة للسياسة. ففى ثورة 25 يناير لو لم يكن لدى الشعب المصرى الرغبة فى التغيير، لما كانت هناك استجابة للدعوات على الفيس بوك ولخلت الميادين من المتظاهرين . وتعلل د. منى مجدى – مدرس بقسم الإذاعة والتليفزيون كلية الإعلام- جامعة القاهرة- سبب تأثير السوشيال ميديا ووسائل الاتصال الاجتماعى بأنها أصبحت لها مكانة لا تستطيع منافستها أى وسيلة أخرى شئنا أم أبينا، سواء من جهة الجمهور أو الأكاديميين أو الإعلاميين، أو العاملين فى وسائل الإعلام التقليدية، فكل يوم يثبت أن السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعى بشكل خاص، لها قدرة على مواكبة الأحداث، سواء كان هذا فى السياسة أم التكافل الاجتماعي، ويومًا بعد يوم تثبت قدرتها على أنها اللاعب الجديد، وهى الرهان الرابح فى كل المراحل المقبلة والحقيقة أن استخدام الرئيس التركى "أردوغان" لها تم بسرعة فنجح فى تغيير موقف الانقلاب العسكرى لصالحه . فيما يقول د. عمرو ربيع هاشم -الخبير بمركز الدراسات الإستراتيجية فى مؤسسة الأهرام-: لقد ازداد اللجوء إلى تلك الوسائل لأنها الأكثر رواجًا بين الشباب، ولم يعد أحد يلجأ إلى التليفزيون والإذاعة إلا نادرًا، بل أضحى الموبايل والفيس بوك هم البديلان، حيث سرعة الانتشار والتواصل والتأثير.