هانى بدر الدين - منذ شهور، تقوم حكومة حركة حماس فى غزة بإجراء تطوير كبير لمعبر رفح الحدودى مع مصر، ومن المتوقع أن يتم افتتاحه خلال الأسابيع المقبلة، وسط سؤال يطرح نفسه بقوة وهو: من يفتتحه من الجانب المصرى؟ وهل سيكون د.محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة لرئاسة الجمهورية؟! التطوير تم بتمويل من برنامج دول مجلس التعاون لإعادة إعمار غزة من خلال البنك الإسلامى للتنمية وتنفيذ مؤسسة الإغاثة الإسلامية عبر العالم، بمبلغ قدره (مليون وستون ألف دولار أمريكى). مشروع تطوير معبر رفح من الجانب الفلسطينى تضمن الحفاظ على ما هو قائم من خلال التأهيل والصيانة والتجديد وتحقيق ما تتطلبه الاحتياجات المُستقبلية، وتشمل إنشاء البوابة الرئيسية للمعبر، والصيانة الداخلية لصالات الوصول الفرعية وفحص الأمتعة وصالة المُغادرة. وتشمل الصيانة الخارجية تأهيل واجهات صالات الوصول الرئيسية والفرعية والمغادرة، وتزويد الصالات بعد تجهيزها بالأثاث اللازم (الكراسى – الطاولات – ملحقات أخرى)، وإعادة تأهيل مرافق المعبر لضمان عملها وتشغيلها حسب الأصول والمُتطلبات الفنية، وإعادة تفعيل أنظمة المعبر المُتعطلة، كأنظمة الحريق والإنذار والمراقبة والصوت والإنارة والتكييف، وتوريد وتركيب أجهزة فحص الأمتعة بأشعة إكس. التطوير أدى لزيادة مساحة صالتى الوصول والمغادرة، حيث كانت صالة الوصول بمساحة نحو 600 متر مربع وأصبحت بمسافة 970 مترًا مربعًا يجاورها صالة فحص الأمتعة التى تحتوى على الشريط المتحرك لنقل الأمتعة والذى بلغت تكلفته نحو 120 ألف دولار أمريكي. كذلك تمت توسعة صالة المغادرة، والتى كانت بمساحة نحو 350 مترًا مربعًا وأصبحت بعد التوسيعات 800 متر مربع تتسع لأكثر من 4 حافلات، وتحتوى على كافتيريا حديثة ودورات مياه، بالإضافة إلى التكييف المركزى والإضاءة المريحة. التطوير انتهى بالفعل فى صالة الوصول وأصبحت جاهزة للعمل منذ نحو شهرين، فيما لا يزال العمل جارياً بصالة المغادرة، ومن المتوقع أن يتم افتتاحها خلال شهر يونيو ، بالتزامن مع انتهاء جميع التجهيزات بما فيها بوابة المعبر الرئيسية. ويثار تساؤل حاليا، هو جاء تطوير المعبر جاء بالتزامن مع ثورة 25 يناير فى مصر أم بمعزل عنه؟، خاصة وأن انتخابات الرئاسة المصرية أصبحت فى جولتها الأخيرة والتى يخوضها محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان المسلمين وحزبها (الحرية والعدالة)، والتى ترتبط ارتباطا وثيقا بحركة حماس الحاكمة فى غزة، فهل يتم افتتاح معبر رفح مع فوز مرسى ليكون ضيف شرف الاحتفال؟ ففوز مرسى بالرئاسة فى مصر يعنى تكريس سيطرة جماعة الإخوان على مقاليد السلطة فى مصر، حيث سيكون بأيديهم السلطة التنفيذية والتى تضم مؤسسة الرئاسة، وكذلك الحكومة، بالإضافة إلى سيطرة الإخوان على السلطة التشريعية وغرفتى البرلمان (مجلس الشعب ومجلس الشورى)، وهو ما يعنى أن سياسة مصر الخارجية ستتغير بشكل عام، خصوصا تجاه القضية الفلسطينية والعلاقة مع حركة حماس وملف المصالحة الفلسطينية، والحصار على غزة.