محسن عوض الله اعتبر خبراء أن الزيارة التى يقوم بها وزيرالخارجية المصري سامح شكري إسرائيل تجسد حجم التغيرات الكبيرة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط .
واختلفت الآراء حول الأهداف الحقيقية للزيارة حيث يراها البعض محاولة لإحياء عملية السلام واستعادة الدور المصري الريادي فى المنطقة، فى المقابل يري آخرون أن الزيارة ترتبط بشكل كبير بالجولة الأفريقية الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو التي اعتبرها البعض تهديدا للأمن القومي المصري فى ظل دعوات أفريقية بمنح إسرائيل عضوية الاتحاد الأفريقي.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قد وصل صباح اليوم إلى تل أبيب فى زيارة رسمية هي الأول من نوعها منذ عام 2007.
وعقد شكري مؤتمرا صحفيا مشتركا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، مشيرا خلال المؤتمر إلى أن الزيارة جاءت لاستكمال الحوار من أجل تحقيق حلم الدولتين .
واعتبر السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية السابق أن زيارة شكري لإسرائيل تأتى فى ضوء المتغيرات المتلاحقة بالشرق الأوسط والتحركات الدولية لإحياء عملية السلام بالمنطقة .
وأوضح ل"الأهرام العربي" أن هذه الزيارة تدل على أن مصر لازالت لاعبا أساسيا بالمنطقة وهو ما يتطلب أن تصل وجهة النظر المصرية للقيادة الإسرائيلية على أعلي مستوي .
واستبعد هريدي وجود أى ارتباط بين زيارة شكري وجولة نتنياهو الأفريقية مشيرا إلى أن العلاقات المصرية الأفريقية تحتلف تماما عن العلاقات الإسرائيلية الأفريقية .
وأكد الدبلوماسي السابق أن الزيارة رسالة مصرية لقوي دولية أن الشرق الأوسط ليس ملعبا مفتوحا وان القضية الفلسطينية على رأس أولويات الخارجية المصرية.
واختلف معه فى الرأى د.حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة مشيرا إلى أن الأهداف المعلنة للزيارة للاستهلاك المحلي وغير معلنة.
وأكد نافعة ل"الأهرام العربي" أن تحريك عملية السلام ليس وارادا فى ظل قيادة نتنياهو للحكومة الإسرائيلية مشيرا إلى أن نجاح مصر فى انتزاع تنازلات للقضية الفلسطينية من نتنياهو يعتبر مستحيلا .
وأشار إلى أن الزيارة ترتبط بشكل كبير بجولة نتنياهو بدول حوض النيل ملمحا إلى أن مصر قد تكون حملت رئيس الوزراء الإسرائيلي رسالة لنظيره الأثيوبي بشأن أزمة سد النهضة .
وتمني نافعة الأ يكون هذا الأمر صحيحا حيث أنه يعتبر توجه خطير يكشف عن امتلاك اسرائيل لنفوذ أفريقي وسيطرتها على مكانة مصر الأفريقية خلال الفترة الناصرية .
ويري إبراهيم الشهابي الباحث فى العلاقات الدولية أن زيارة سامح شكرى لتل أبيب انعكاس واضح لطبيعة التغيرات الكبرى التى تجرى فى منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن التقارب المصرى الإسرائيلي جزء من تسوية دولية وتوازن قوى جديد فى المنطقة، يشمل كل من مصر وتركيا واسرائيل والسعودية وايران.
وأضاف ل"الأهرام العربي" أن توقيت الزيارة سابقاً لزيارة وزير الخارجية المصري الى عنتيبى، لافتا إلى أنه يبدو واضحاً أن مصر قررت عقد المباحثات مع إسرائيل فى هذا التوقيت حتى لا يظهر أن زيارة شكرى التالية هى زيارة مضادة لجولة رئيس الوزراء الاسرائيلى لدول حوض النيل.
واعتبر الشهابي أن الزيارة ترجمة لخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي فى أسيوط والتى أعاد فيها طرح مبادرة السلام العربية كحل للصراع العربى الإسرائيلي، وهى أيضاً استكمال للمبادرة الفرنسية، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تشمل الزيارة فتح ملفات التوتر بين الرؤيتين المصرية والإسرائيلية فى سوريا وشرق المتوسط وأفريقيا، خاصة فى ظل رفض مصر غير الرسمى لضم إسرائيل للاتحاد الإفريقى.
وعن العلاقات المستقبلية بين القاهرة وتل أبيب أكد الباحث أن العلاقات سيحكمها تحقيق تقدم فى عملية السلام وفى المقابل تراجع إسرائيل عن التواجد فى نقاط التماس مع الأمن المصرى المباشر فى منابع النيل.