السيد حسين وقّع مساء أمس الأحد، الكاتب الفلسطيني ربعي المدهون، الطبعة الخامسة من روايته "مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة" الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" 2016، والصادرة بالتعاون بين دار "كل شيء" للنشر، ومكتبة تنمية، في القاهرة. وعقد حفل التوقيع في مقر مكتبة تنمية، بوسط القاهرة، بشارع هدى شعراوي، وحضر حفل التوقيع والمناقشة عدد من جمهور القراء في مصر، وأدار الندوة الشاعر سيد محمود، رئيس تحرير جريدة القاهرة. ويأتي حفل توقيع الرواية على هامش زيارة ربعي المدهون إلى القاهرة، لمشاركته في الدورة الأولى للملتقى الدولي لتجديد الخطاب الثقافي، والذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة، في الفترة من 29 وحتى 31 من مايو/آيار الجاري، وانطلقت فعالياته صباح أمس الأحد.
واستغرب المدهون بشده اتهام روايتة "مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة" الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» 2016، بالتطبيع وقال إن الهدف من ذلك ما هو إلا حملة محدودة أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف الإساءة إلى الرواية. وأضاف المدهون في الحقيقة أنا لا أفهم المقصود بهذه الكلمة "التطبيع"، وإذا كان المقصود منها هو أن تكون هناك حياة طبيعة بين الإسرائيلين والفلسطينين، أو اليهود والفلسطينين فهذا غير ممكن، وإذا كان السؤال هل تتمنى ذلك؟ فإنني أجيب على هذا السؤال ب"نعم"، ولكن وفق مجموعة من الشروط العديدة التي أرى أنها غير ممكنة، ومنها على سبيل المثال حق العودة، وأشياء كثيرة على مستوى الخلاف السياسي، وفي النهاية فأنا لست بسياسي لكي أقدم منشورًا سياسيا، أو عضو ضمن حزب سياسي لأصدر بياناً يتضمن هذا المفهوم السياسي، هى في النهاية رواية قائمة على لعبة التخييل، وهذه لعبتي، وللأسف تتم محاولة قراءة الروايات أو الخيال على أنها جزء من سيرة الكاتب نفسه. والتي تحاول الإساءة للكاتب.
وأوصح المدهون في تصوره أن المعني بالإجابة عن سؤال التطبيع مثلاً هو الرئيس الفلسطيني، فهو المعني بالعلاقة مع إسرائيل وليس أنا، وهذه الكلمة فقد تم استخدمها في مصر في فترة سياسية معينة، وأعتقد أنه لا يوجد فلسطيني يقبل بهذا المفهوم وأنا معه أيضاً ولن يقبل به أي شخص في ظل الوضع القائم حالياُ.
من جانبه قال الشاعر سيد محمود، رئيس تحرير جريدة القاهرة، أنه هرب من الكاتب الفلسطيني ربعي المدهون، وذلك خلال مشاركته في معرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الماضية. وأشار محمود، في كلمته، إلى أن ربعي المدهون لم يكن يعلم حينما التقى به في معرض القاهرة الدولي للكتاب بأنه عضو في لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية، في هذه الدورة، لافتاً إلى أنه كلما حاول ربعي المدهون أن يعرف رأيه في الرواية هرب منه ولم يقابله أو يعطيه رأيه في الرواية.
وأكد خالد لطفي مدير "تنمية" عن سعادتة بإصدار مكتبة المصرية من رواية ربعي المدهون وإطلاق اسم الدار عليها كناشر لاول مرة، وذلك في اطار احتفال المكتبة بمرور خمس سنوات على تأسيسها وبعد أن نالت ثقة القراء وتقديرهم كان من الطبيعي البحث عن وسيلة لتييسير على القارىء وخفض سعر بيع الرواية في مصر بعد الغاء تكلفة الشحن التي اصبحت عبئا بالغا مع ارتفاع سعر الدولار الامريكي ".
يذكر أنه أول فلسطيني يفوز بالجائزة التي سبق وأن وصل لقائمتها القصيرة في العام 2010 وهو مواليد مدينة المجدل عسقلان، في جنوبفلسطين عام 1945. هاجرت عائلته خلال النكبة عام 1948 إلى خان يونس في قطاع غزة. تلقّى تعليمه الجامعي في القاهرة والإسكندرية، ثم أُبعد من مصر سنة 1970 قبل التخرج بسبب نشاطه السياسي. يقيم في لندن حيث يعمل محررا لجريدة الشرق الأوسط، وله ثلاث روايات إضافة إلى دراسات ومجموعة قصصية، وصلت روايته "السيدة من تل أبيب" إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في العام2010.
و"مصائر" بحسب بيان لجنة تحكيم الجائزة " رواية رائدة تقع في أربعة أقسام، يمثل كل منها إحدى حركات الكونشرتو وحين يصل النص إلى الحركة الرابعة والأخيرة، تبدأ الحكايات الأربع في التوالف والتكامل حول أسئلة النكبة، والهولوكوست، وحق العودة. إنها رواية الفلسطينيين المقيمين في الداخل ويعانون مشكلة الوجود المنفصم وقد وجدوا أنفسهم يحملون جنسية إسرائيلية فُرضت عليهم قسرا. كما أنها رواية الفلسطينيين الذين هاجروا من أرضهم إلى المنفى الكبير ثم راحوا يحاولون العودة بطرق فردية إلى بلادهم المحتلة ". وجرى اختيار الرواية من بين 159 رواية رشحت للجائزة.