العزب الطيب الطاهر فى محاولة للتعريف بتيار الغد السورى المعارض، الذى يتخذ من القاهرة مقرا له عقدت مجموعة من قياداته ندوة حوارية الأسبوع الماضى، ركزت محاورها على الثورة السورية وسلميتها ومراحلها وأسباب تحولها إلى ثورة مسلحة، بالإضافة إلى دور مصر وبعض الدول العربية والإقليمية فى حل الأزمة السورية ورؤية التيار للأوضاع الحالية فى سوريا وآليات حل الأزمة. وفى مستهل الندوة، تحدث قاسم الخطيب، عضو الأمانة العامة فى تيار الغد السورى عن الثورة السورية، وشرح كيف بدأت بشكل سلمى وطالبت بإسقاط النظام، وكيف رد بشار الأسد بقتل المتظاهرين وقصف المدن والبلدات الثائرة بالأسلحة الثقيلة، موضحا أنه وعقب ثورة تونس فى يناير 2011 تحركت الشعوب فى الدول العربية ومنهم الشعب السورى الذى تحرك بشكل سلمي، ولم يتم رفع أى نوع من أنواع السلاح ضد النظام لأكثر من ستة أشهر، عانى الشعب السورى خلالها شتى صنوف القتل والاعتقال والتنكيل.
وتناول الخطيب دور مصر واحتضانها للكثير من مؤتمرات المعارضة السورية التى تنادى بالتغيير الديمقراطى فى سوريا وإنهاء الاستبداد الأسدى، مؤكدا أن تيار الغد السورى مع وحدة سوريا أرضا وشعبا، ويتجلى فى تركيبته حيث يحتضن بين صفوفه كل القوميات والأديان والمذاهب، وهو ليس لديه أى تخوف من أن تحكم تيارات متطرفة فى سوريا واعتبر أنهم لا يشكلون 1 % من الشعب السوري، وأن من يقاتل فى سوريا من المتطرفين هم من كل دول العالم ويقاتلون باسم القاعدة وليس باسم السوريين أو الثورة السورية، منبها إلى أن موقف التيار يتفق مع موقف مصر فى تحقيق الانتقال السياسى فى سوريا حسب بيان جنيف مع الحفاظ على مؤسسات الدولة، ومحاربة الإرهاب، ثم تحدث محمد قنطار، عضو الأمانة العامة فى تيار الغد السورى، وقال إنه لم يكن هناك فى سوريا قبل الثورة ولاء إلا للأسد ولا حق إلا لمن يعطيه الأسد، وأن النظام أطلق شعار محاربة الإرهاب كإستراتيجية لمواجهة الثورة، واعتبرها مؤامرة تستهدف جبهة المقاومة والممانعة، وتجاهل المطالب الشعبية المحقة ومئات الآلاف الذين خرجوا فى الشوارع، ومارس معهم أسوأ ما يمكن تصوره من الإجرام والقتل، ما أدى لانشقاق العديد من الضباط والجنود لحماية المتظاهرين وإعلان تأسيس الجيش الحر لحماية المدنيين وتحقيق أهداف الثورة. وأضاف قنطار، أن السوريين يعتقدون أن الأسد هو من أسس القاعدة وداعش فى سوريا، من خلال فتحه للحدود أمام منتسبيها ودعمه لها والتعامل المالى مع فصائلها، ومنذ ذلك الوقت أصبح لدى الشعب السورى مشاكل إضافية، إلى جانب إجرام الأسد، إرهاب المتطرفين . وبالنسبة لوجود بعض المتطرفين السوريين فى صفوف الفصائل السورية رأى قنطار إنه أمر طبيعى فرضه ما فعله نظام الأسد مع الشعب من جرائم وانتهاكات، كما كان نتيجة لانقطاع الدعم عن الجيش الحر والفصائل الثورية المعتدلة، ما اضطر بعض الشباب الذى تعرض أهله للقتل والتنكيل وبيته ومصنعه للهدم وجرفت أرضه إلى الانضمام للتنظيمات الإرهابية، وإذا توقفت الحرب التى يشنها الأسد على الشعب، فإن جزءا كبيرا من مشاكل التطرّف سوف يحل، وما تبقى يجب مواجهته، أما مع استمرار الأسد فى جرائمه فإن ذلك سوف يغذى مزيدا من التطرّف. وأكد قنطار أنه لا سبيل لإنهاء الأزمة السورية إلا بوجود جملة من التوافقات السورية والدولية على انتقال السلطة من الأسد إلى هيئة انتقالية حاكمة، تأخذ البلاد نحو التغيير الديمقراطى حسب بيان جنيف، وأنه يجدر بالدول العربية وعلى رأسها مصر والسعودية اتخاذ كل التدابير لإنهاء الصراع فى سوريا وتحقيق انتقال السلطة فى دمشق، فى سبيل الحفاظ على أمن المنطقة العربية وإيقاف المشاريع الإقليمية والدولية الأخرى، كما أشاد قنطار بدور مصر وخصوصا ما قامت به أخيرا من دعوة لعقد جلسة طارئة فى مجلس الأمن لحل الأزمة السورية وحماية المدنيين الذين يتعرضون لحملة إبادة فى حلب وغيرها من المدن السورية، وهذا ما أكده وزير الخارجية المصرى سامح شكرى لأحمد الجربا، رئيس تيار الغد السوري، فى اجتماعهما الأخير، ودعم مصر للانتقال السياسى فى سوريا، وبدوره أشار على العاصى، مسئول مكتب التنظيم فى تيار الغد السورى خلال كلمته إلى أن التيار تم إطلاقه من مصر العروبة، وقبله كان هناك مؤتمر القاهرة الأول والثانى للمعارضة السورية، منوها بمدنية التيار، وأنه عابر للقوميات ويؤمن بسوريا كدولة ديمقراطية موحدة، ويهدف إلى إنشاء حركة سياسية ديمقراطية تحفظ حقوق الشعب السورى بكل مكوناته، والتيار يضم سوريين من كل الطوائف ويوجد فى صفوف التيار عدد كبير من الأكراد، ونوه إلى أن الأكراد عانوا كثيرا من الظلم والبطش فى ظل حكم حزب البعث ونظام الأسد الأب والابن، وبخصوص الجولان قال العاصى إن الجولان أرض سورية، ولا يوجد أى معارض سورى يقبل أن يتنازل عن الجولان التى تحكم وضعها قرارات دولية. وأخيرا أشار العاصى إلى ما تعرض له الشعب السورى المنكوب فى حلب من سخرية أحد الفنانين، وقال إننا لا نقبل أن يسخر أى أحد من مجازر حلب ومن جراح وآلام السوريين الذين يتعرضون لأبشع ألوان القتل والتنكيل على يد نظام الأسد وداعش. أما الدكتور محمد شاكر، عضو الهيئة العامة لتيار الغد السورى فتكلم عن تاريخ العلاقة الأخوية والمصيرية بين سوريا ومصر، وأن تيار الغد السورى انطلق من مصر لأنه يؤمن بالدور المصرى المحورى عربيا ودوليا، ومصر قوة إقليمية مؤثرة جدا، ونحن لدينا أمن قومى ينطلق من أدبيات التيار، وأن التيار جاء لينقل صورة جديدة للمعارضة السورية تقف ضد مشروع خطير يهدد مصر كما يهدد السوريين، ألا وهو المشروع الإيرانى الذى يمتطى ويستخدم نظام الأسد والميليشيات الشيعية الطائفية من لبنان والعراق، ومشروع حركات الإسلام السياسى المتطرفة. وأكد شاكر أن تيار الغد السورى يعمل على حسم التجاذبات السورية وتوحيد السوريين فى بوتقة واحدة، وهو تيار ولد فى مرحلة الحل السياسى ولديه رؤية متكاملة ومنظومة تبدأ من مقررات جنيف مرورا بالرؤية التكتيكية والإستراتيجية للحل الشامل فى سوريا، وأن التيار وضع آليات لما بعد المرحلة الانتقالية، وهى تأتى فى إطار الأسئلة التى طرحها ستيفان دى مستورا، وتضمنت تشكيل هيئة حكم انتقالى كاملة الصلاحيات.