إيمان عمر الفاروق حقا إن للأفكار أجنحة مثل أسراب الطيور المهاجرة، وهكذا كان عددنا المتفرد فى معالجته لأزمة العلاقات المصرية العربية على خلفية قضية مقتل الباحث ريجيني، كان العدد الذى حمل عنوان «مصر وإيطاليا .. زواج الجغرافيا وغرام التاريخ « كرسول غرام أبحر إلى ضفاف إيطاليا بتأشيرة صادرة عن أرشيف تاريخى طويل وعميق، كشمعة مضيئة وسط لعنات الظلام، كصيحة رفض لمقاطع النواح على جثة العلاقات بين البلدين فكان لشدونا أصداء على الشاطئ الآخر المتوسطى حيث رددت رنينها وكالة «أنسامد» وهى الشبكة الإخبارية لوكالة الأنباء الإيطالية أنسا، عبر تقرير لها أشاد بعدد «الأهرام العربي».
وبرغم كون التقرير يعتمد بالأساس على أسلوب الرصد، حيث قام بعرض محتويات العدد، فإن أهميته تنبع بالأساس من كون تلك الوكالة الشريك الإعلامى الرسمى للمفوضية الأوروبية. وكالة أنسامد هى الشبكة الإخبارية لوكالة الأنباء الإيطالية أنسا والمختصة بمنطقة المتوسط والشرق الأوسط. وتهتم بنشر أخبار الأحداث الإيطالية وأخبار الدول المتوسطية والدول العربية. والأهم من ذلك أنها الشريك الإعلامى الرسمى للمفوضية الأوروبية. وتعتنى بأخبار مشاريع التعاون الاقتصادى والاجتماعى والثقافى مع دول جنوب منطقة المتوسط والشرق الأوسط، وذلك فى نطاق برنامج الآلية الأوروبية للجوار والشراكة. وتتمثل أهدافها الرئيسية فى إنشاء منصة للحوار بين المؤسسات الحكومية الإيطالية ومثلها من مؤسسات دول البحر المتوسط والخليج والشرق الأوسط، تعزيز فرص الشراكة والتعاون على الصعيد الإقليمي، ودعم المبادرات الإيطالية للقطاع الخاص فى المجالات الاقتصادية والصناعية والثقافية، تسليط الضوء على أنشطة البعثات الدبلوماسية والجاليات المقيمة فى إيطاليا ومؤسسات القطاع العام والخاص لدول المتوسط والتى تلعب دورا مهما على مستوى علاقات الشراكة والتعاون الأورومتوسطي. أما بخصوص نشرتها اليومية فتتكون من نحو 200 خبر صحفى باللغة الإنجليزية والإيطالية والعربية وتبث أخبارها لأغلب وأهم وسائل الإعلام فى إيطاليا، وللمؤسسات الحكومية، ولوكالات أنباء المتوسط ووسائل إعلام الدول الأوروبية والعربية. واحتلت «الأهرام العربي» بعددها المتميز عن مصر وإيطاليا مكانة خاصة جدا بنشرة تلك الوكالة التى لم تغفل عدستها عن رصد ملامح العدد كاملة بداية من غلاف المجلة الذى وصفته بالبراق كونه جمع بين صورة الملك رمسيس الثانى والمطربة الإيطالية الشهيرة ذات الأصول المصرية داليدا، فكان غاية فى الإيحاء الثرى بمغزى العدد. أبرز التقرير مقولة رئيس التحرير ذات الدلالة البالغة «ريجينى مهم.. لكن الأهم أمن مصر وإيطاليا.. ثنائى حضارى فوق الأزمات». يزخر العدد بمقالات عديدة عن الأواصر التاريخية التى جمعت بين البلدين، فعندما تم نفى الملك فاروق كان منفاه فى إيطاليا كما كانت الإسكندرية هى ملاذ الملك فيكتور إيمانويل الثالث،فحمل أحد شوارعها اسمه. ومن الملاحظ أن العدد أولى اهتماما خاصا بفن العمارة وأفردت المجلة مساحات واسعة لباقة من الصور الخاصة بالجواهر المعمارية التى تحمل بصمة التصميم الإيطالى وروعته مثل دار أوبرا دمنهور ومركز الإبداع وفندق «سيسيل» الذى ارتبط برواية الأديب العالمى نجيب محفوظ «ميرامار». ولم يغب المطعم الإيطالى عن صفحات المجلة، لاسيما خلطة المكرونة بالجمبري. وعلى الصعيد الرياضى أشار التقرير إلى محمد صلاح الذى انضم إلى روما أخيرا . وأخيرا هذا الاحتفاء الإعلامى الإيطالى بعدد «الأهرام العربي» هو بمثابة تصفيق حار يؤكد أن رسالتنا قد بلغت أذن ووجدان جمهورها.