حديد عز يسجل ارتفاعًا جديدًا.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 26 أبريل 2024    تفاصيل مران الزمالك استعدادًا لمواجهة دريمز الغاني    برلماني: ما يتم في سيناء من تعمير وتنمية هو رد الجميل لتضحيات أبناءها    مساعد وزير التعليم: 8236 مشروعا تعليميا ب127 ألف فصل    نائب رئيس جامعة حلوان يقابل الطالبة سارة هشام لبحث مشكلتها    ساعة زيادة لمواعيد غلق المحال التجارية بسبب التوقيت الصيفي.. لهذا السبب    مشروعات سيناء.. عبور إلى الجمهورية الجديدة    مزاد علني لبيع عدد من المحال التجارية بالمنصورة الجديدة    رئيس COP28: على جميع الدول تعزيز طموحاتها واتخاذ إجراءات فعالة لإعداد خطط العمل المناخي الوطنية    نادر غازي يكتب: الصمود الفلسطيني.. و"الصخرة" المصرية    خبير علاقات دولية: مواقف مصر قوية وواضحة تجاه القضية الفلسطينية منذ بداية العدوان    مسؤول إسرائيلي: بلينكن يزور إسرائيل الأسبوع المقبل لبحث صفقة جديدة    تعرف على أهداف الحوار الوطني بعد مرور عامين على انطلاقه    كلوب: سأكون الأكثر ثراء في العالم إذا تمكنت من حل مشكلة صلاح ونونيز    الغيابات تضرب الاتحاد قبل مواجهة الجونة    علاقة متوترة بين انريكي ومبابي.. ومستقبل غامض لمهاجم باريس سان جيرمان    النصر يتعادل مع اتحاد كلباء في الدوري الإماراتي    بسبب سوء الأحوال الجوية.. حريق 5 منازل بالكرنك    بالإنفوجراف والفيديو| التضامن الاجتماعي في أسبوع    كانت جنب أمها أثناء غسيل المواعين.. غرق طفلة داخل ترعة الباجورية في المنوفية    السينما العربية يكشف عن ترشيحات النسخة 8 من جوائز النقاد للأفلام    ملخص فعاليات ماستر كلاس بتكريم سيد رجب في «الإسكندرية للفيلم القصير» | صور    وسائل إعلام إسرائيلية: سقوط صاروخ داخل منزل بمستوطنة أفيفيم    حياتى أنت    شركة GSK تطرح لقاح «شينجريكس» للوقاية من الإصابة بالحزام الناري    صحة دمياط تطلق قافلة طبية مجانية بقرية الكاشف الجديد    الأوقاف تعلن أسماء القراء المشاركين في الختمة المرتلة بمسجد السيدة زينب    إصابة 6 أشخاص في انقلاب سرفيس على صحراوي قنا    السينما الفلسطينية و«المسافة صفر»    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    نائبة تطالب العالم بإنقاذ 1.5 مليون فلسطيني من مجزرة حال اجتياح رفح    تعرف على أعلى خمسة عشر سلعة تصديراً خلال عام 2023    وكيل وزارة الصحة بأسيوط يفاجئ المستشفيات متابعاً حالات المرضى    مجلس أمناء العربي للثقافة الرياضية يجتمع بالدوحة لمناقشة خطة 2025    ميار شريف تضرب موعدًا مع المصنفة الرابعة عالميًا في بطولة مدريد للتنس    استمرار فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية    «مياه دمياط»: انقطاع المياه عن بعض المناطق لمدة 8 ساعات غدًا    إقبال كثيف على انتخابات أطباء الأسنان في الشرقية (صور)    يحيى الفخراني: «لولا أشرف عبدالغفور ماكنتش هكمل في الفن» (فيديو)    استقالة متحدثة أمريكية اعتراضًا على حرب إسرائيل في قطاع غزة    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي شرقي لبنان    الأمم المتحدة للحق في الصحة: ما يحدث بغزة مأساة غير مسبوقة    مواعيد الصلاة في التوقيت الصيفي بالقاهرة والمحافظات.. وكيف يتم تغيير الساعة على الموبايل؟    بداية من الغد.. «حياة كريمة» تعلن عن أماكن تواجد القوافل الطبية في 7 محافظات جديدة    بعد حادث شبرا الخيمة.. كيف أصبح الدارك ويب السوق المفتوح لأبشع الجرائم؟    وزير التعليم العالي يهنئ الفائزين في مُسابقة أفضل مقرر إلكتروني على منصة «Thinqi»    25 مليون جنيه.. الداخلية توجه ضربة جديدة لتجار الدولار    «مسجل خطر» أطلق النار عليهما.. نقيب المحامين ينعى شهيدا المحاماة بأسيوط (تفاصيل)    فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية متنوعة بقصور الثقافة بشمال سيناء    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    نجاح مستشفى التأمين ببني سويف في تركيب مسمار تليسكوبى لطفل مصاب بالعظام الزجاجية    موعد اجتماع البنك المركزي المقبل.. 23 مايو    سويسرا تؤيد خطة مُساعدات لأوكرانيا بقيمة 5.5 مليار دولار    طرق بسيطة للاحتفال بيوم شم النسيم 2024.. «استمتعي مع أسرتك»    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 26 أبريل 2024.. «الحوت» يحصل علي مكافأة وأخبار جيدة ل«الجدي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حلب لم تعد مثل غيرها من المدن.. الزيات: ليس بمقدور الحكم أو المعارضة حسم معركة حلب لمصلحته والعودة للتفاوض الخيار الوحيد

الجربا: ما نطلبه هو قليل من الإنسانية مع كثير من الواقعية لإنهاء الأزمة

- مطرها مطرز بالدم يهبط على رؤوس سكانها برصاصة أو برميل متفجر أو صاروخ

لم تعد مدينة مثل غيرها من المدن، لم تعد شمسها تشرق مثل شموس المدن الأخرى، الغيوم تحاصرها،تقيم فى مداخلها،تصب مطرها المطرز بالدم على رؤوس بشرها، فيقتلون أو يذبحون نتيجة رصاصة أو برميل متفجر، أو صاروخ مندفع من طائرة حربية يقودها طيار روسى أو طيار سورى، أو مقاتل جاء من خارج البلاد لا أحد يعرف من يقتل من؟ لكن نزيف الدم يطال الجميع، لاسيما الأبرياء من المدنيين العزل الكل يتصارع على حلب، الحكم الراغب فى البقاء فى السلطة الى أبعد مدى، والفصائل المعارضة التى ترغب فى إقصائه، نظام بشار لجأ- وما زال - إلى الإسناد الروسى الذى جاء محملا بكل ما هو فتاك، ليعيد ترتيب أوراق الأزمة لمصلحته وبالفعل حقق مكاسب على الأرض، مستعيدا أجزاء واسعة من المدينة التى كانت حالمة وصانعة لبهجة الوطن، بحكم ما فيها من حراك اقتصادى واستثمارى وتنموى، لكن المعارضة التى انخرطت فى الثورة على النظام لاتريده أن يحقق الانتصار عليها، بعد النجاحات التى حققتها على الأرض على مدى السنوات الخمس الماضية، مما وفر نوعا من توازن القوى بينها وبين النظام.

وعندما دخلت الأزمة السورية مربع الحل التفاوضى السياسى عبر بوابة جنيف، برعاية المبعوث الأممى الخاص ستيفان دى ميستورا قبل نهاية العام الماضى، وجهود مكثفة من مجموعة الدعم الدولية لسوريا، توافق الجميع على وقف الأعمال العدائية أو القتالية، وهو اتفاق صمد على مدى الشهرين الماضيين نسبيا فى بعض المناطق، خاصة دمشق وريفها واللاذقية ودرعا وغيرها، لكن فى حلب لم تشأ الأطراف المتصارعة أن تمنحه فرصة الصمود، فمع اقتراب الانخراط فى المفاوضات،كان كل طرف يسعى إلى تحقيق مكاسب عسكرية فى حلب، قد تتيح له امتلاك المزيد من أوراق القوة السياسية بما يمكنه من فرض تصوراته، غير أن المعارضة لم تشأ أن تقبل بطروحات النظام فى الجولة الأخيرة فى جنيف فقررت الانسحاب منها، ويبدو أن النظام أراد أن يرد عليها فى الميدان العسكرى، فقرر توجيه سلسلة من الضربات الموجعة التى طالت المدنيين بالأساس، معتمدا بالأساس على الإسناد اللوجستى من قبل روسيا وإيران وحزب الله والميليشيات الشيعية القادمة من العراق وأفغانستان وباكستان، النظام موغل فى غيه لاتهمه فى سبيل أن يبقى أرواح البشر، أو إمكانات الوطن التى تدمر وتهدم، هو يتكئ على مقولة روج له وصدقها بأنه يحارب التنظيمات الإرهابية، بيد أنه لايميز بين ما إرهابى وما هو ثائرضد استبداده، ويظهر فى خطابه السياسى كالحمل الوديع، بريئا هادئة قسمات وجوه رموزه دون أن تحرك الدماء الغزيرة التى نزفت على مدى الأسابيع والأيام القليلة الماضية صحوة ضميرهم هم الوطنى.
لن تستعيد أنفاسها
إن مدينة حلب - وفقا لتقارير المراقبين - تبدو مهمة لجميع أطراف الحرب السورية، ولهذا السبب من المستبعد أن يتم وقف إطلاق النار بها، أو تُترك لتستعيد أنفاسها من القصف الذى يهبط عليها من كل صوب وحدب، لذلك فإن السيطرة الكاملة علي المدينة، التي ظلت منقسمة لسنوات بين جزء تسيطر عليه الحكومة وجزء آخر تسيطر عليه المعارضة، أمر مهم بالنسبة لنظام الأسد، كما هو كذلك بالنسبة للمعارضة المسلحة، وهى حاليا شبه محاصرة مع بقاء شارع واحد يربطها بالمناطق الأخرى، وهو شارع الكاستيلو الذي يتعرض لغارات النظام ورصاص القناصة كثيرا هذه الأيام.
وحسب ما رصده القادمون حديثا من حلب فإن القوات الروسية، تقوم بإنشاء مواقع جديدة لمدفعيتها حول المدينة، متزامنا ذلك مع تزايد في الهجمات المتعمدة ضد منظمات العون الإنساني والمرافق المدنية في المنطقة التي تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة.
لقد كان يقطن حلب عام 2013 نحو مليوني نسمة، لم يتبق بها إلا أربعمائة ألف حاليا، وهؤلاء لا يستطيعون الخروج منها رغم معرفتهم أن من الممكن أن يُصابوا أو يُقتلوا في أي لحظة.
وضع عصيب
وحسبما يرى هاردن لانغ كبير الباحثين في مركز التقدم الأمريكي بواشنطن، والخبير في شئون الأمن القومي والشرق الأوسط فإن حلب تُركت في وضع عصيب، فلا الإدارة الأمريكية ولا أوروبا ولا اللاعبون الإقليميون يبدو أنهم مستعدون للقيام بعمل تجاه الأزمة الإنسانية في حلب.
كما غاب دور الإدارة الأمريكية لوقف ما يجري في حلب، فقد غابت جرائم الإبادة الجماعية بحق سكان المدينة عن غالبية وسائل الإعلام الأمريكية المنشغلة بحملات الانتخابات الرئاسية.
لكن الدور الأمريكي في المقابل كان حاضرا عن طريق التصريحات، حيث ذكرت الخارجية أن “النظام السوري يصعد الصراع باستهدافه المدنيين، وأن واشنطن تعمل على مبادرات للحد من العنف في سوريا”.
وأكدت الخارجية الأمريكية أن واشنطن تعتبر وقف إراقة الدماء في حلب أهم الأولويات، وأن الوزير جون كيري أوضح للمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا وللمعارضة السورية أن واشنطن حثت روسيا على الضغط على حكومة الأسد لوقف الهجمات على حلب.
ووفق جيمس جيفري نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، فإن موقف واشنطن الضعيف مما يجري في حلب يعود إلى عدم رغبة الرئيس بارك أوباما في التدخل، وأن وزير الخارجية - جون كيرى - يقوم بعمليات تفاوضية لا تعني شيئا، على الرغم من أن واشنطن يمكنها القيام بالكثير في مثل هذا الوقت لكنها لا تفعل وهو يرى أن واشنطن تستطيع أن تعلن غدا أنها ستقوم بنشر صواريخ باتريوت في تركيا، والأتراك سيكونون سعداء بهذا بحيث تسقط أي طائرة تحلق فوق حلب،كما يمكن لواشنطن أن توجد منطقة آمنة لوقف تدفق اللاجئين وحماية المدنيين من الهجمات، أو أن تقدم صواريخ مضادرة للطائرات لبعض قوات المعارضة كي تستهدف الطائرات المهاجمة، لكنها لم تقم بأي من هذه الإجراءات.
دمار شامل
لقد أدت الهجمات الجوية لقوات النظام المدعومة بالطيران الروسى - كما يقول ياسر كور عضو المجلس المحلى لمدينة حلب - إلى تدمير المستشفيات والمراكز الطبية والمساجد والأسواق الشعبية ومحطات المياه والكهرباء، وراح ضحيتها مئات القتلى والجرحى، إلى جانب مئات العالقين تحت الأنقاض أغلبهم من النساء والأطفال والشيوخ جراء القصف الجوي والصاروخي والمدفعي على أحياء المدينة معتبرا أن هدف النظام من هذه العمليات التى ترتقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية يتمثل فى تهجير أهالي حلب الذين يصرون ويتمسكون بالبقاء في مدينتهم رغم أنهم لا يملكون قوت يومهم.
تغيير التوازن على الأرض
وطرحت “الأهرام العربى” إشكالية الوضع فى حلب على الدكتور محمد مجاهد الزيات الخبير الإستراتيجى والرئيس الأسبق لمركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية فعبر عن قناعته بأن ما يجرى فى هذه المدينة هو محاولة لتغيير التوازن على الأرض، فقد اتفقت القوى المختلفة على التوجه إلى جنيف للمشاركة فى المفاوضات السياسية قبل ثلاثة أشهر، طبقا لخطة دى ستيفان ميستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا، وبناء على توازن القوى العسكرية الذى كان قائما آنذاك على الأرض، والذى كان يسمح للنظام بأن يكون طرفا فى المرحلة الانتقالية التى حددتها خارطة الطريق المقرة من قبل مجلس الأمن فى شهر ديسمبر الماضى وهو ما تفهمته الأطراف الإقليمية والدولية، على أساس أن تمهد هذه المرحلة إلى إعداد دستور دائم وإجراء انتخابات تشريعية ودستورية،ستغير بالتأكيد من تركيبة السلطة، إن جرت وفق المحددات الدولية الصارمة وتحدث انتقالا فى السلطة بطريقة سلمية.
وفى الوقت نفسه - كما يضيف - حاولت تركيا تغيير الواقع فى حلب، من خلال مساعدة القوى المعارضة التى تشكل جبهة النصرة وأحرار الشام نواتها الصلبة لتحقيق هدفين رئسيين، أولهما: يتمثل فى تحقيق هيمنة هذه القوى على المناطق المحاذية لحدودها، على نحو يمثل بديلا لفكرة المنطقة الآمنة والتى عجزت أنقرة عن أقناع الأطراف الدولية المؤثرة بها، والثانى: يكمن فى الإخلال بميزان القوى العسكرية على الأرض بما يدفع الأطراف المعارضة، أن تحقق المزيد من المكاسب خصما من رصيد النظام، وقد تزامن ذلك مع وصول 250 من القوات الخاصة الأمريكية إلى الأراضى السورية، لدعم ما يسمى بالفصائل المعارضة المعتدلة ضد تنظيم “داعش” بينما هى تدعمها فى حربها ضد قوات النظام، الأمر الذى دفع روسيا الحليف القوى لبشار الأسد الى الإعلان عن أنها لم تطلب من القوات الحكومية وقف عملياتها ضد التنظيمات الإرهابية.
من يحسم المعركة؟
وأسأل الدكتور الزيات : الى أى مدى تعتقد أنه بوسع قوات النظام السورى أن تحسم معركة حلب لصالحها، حتى تتمكن من تحقيق التوزان أو بالأحرى تحقيق التفوق العسكرى، لتستغله فى معركة التفاوض مع المعارضة فى جنيف إن استؤنفت فى وقت لاحق من هذا الشهر؟
يجيب: فى تقديرى لن يكون بمقدور أى طرف سواء الحكم أو المعارضة حسم معركة حلب لصالحه، وسيضطر الجميع للعودة إلى خيار التهدئة بعد سلسلة من الضغوط التى تمارسها القوى الإقليمية أو الدولية المرتبطة بها الأطراف المحلية، ومن ثم العودة إلى المفاوضات، وذلك فى ضوء الجهود والتحركات التى يقوم بها حاليا دى ميستورا، وعلى الرغم من ذلك أقول إن قوات النظام التى حققت مكاسب عسكرية فى حلب، بعد استعادتها لمناطق كانت خاضعة لفصائل المعارضة لن تسمح لهذه الفصائل بتبديد هذه المكاسب، وفى الآن ذاته فإن المعارضة تحاول بكل ما تملكه المحافظة على ما لديها، وقد تحقق بعض المكاسب إن تلقت المزيد من الأسلحة المتطورة والذخائر.
ولكن ألن تكون حلب هى المسمار الأخير فى نعش التهدئة بحيث يتم اختراقها بالكامل، وتعود الأمور إلى المربع الأول فى الأزمة؟
ثمة تصور بأن من يملك حلب سيمتلك أوراق القوة التفاوضية التى تمكنه من تحيق أهدافه، وهذا صحيح إلى حدما نظريا، لكن ينبغى الوضع فى الاعتبار مواقف الأطراف الإقليمية والدولية، التى لاترغب فى العودة إلى هذا المربع، وهى الآن تتحرك لوقف التدهور فى حلب وإعادة التوازن على الأرض، والذى بدوره سيمهد لعودة التوزان فى جنيف.
الجميع مسئول
وأخيرا سألت الدكتور الزيات: من المسئول عن هذا التصعيد الخطير فى حلب؟
يعلق قائلا: كلا الطرفين: الحكم وفصائل المعارضة مسئولان عن هذا التصعيد، حتى الأطراف الإقليمية والدولية لديها قدر من المسئولية، فالكل يسمح بتدفق السلاح إلى الموالين له مما يؤدى الى إشعال الحرائق، وهو ما يجعلنى أؤكد أنه لابديل عن العودة إلى خيار التفاوض، وأنه لا حل عسكريا بوسعه أن يفضى إلى انتصار طرف وهزيمة آخر.
القسوة المفرطة
وإزاء قساوة ما جرى، يتساءل أحمد الجربا الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني رئيس تيار الغد المعارض السوري، الذى يتخذ من القاهرة مقرا له فى بيان تلقت "الأهرام العربى" نسخة منه: هل يعقل أن فى حلب ، يموت أطفال ونساء بالقصف، وترمى البراميل الحارقة فوق المدارس والمشافي ويموت الأطباء في قصف الطائرات؟ ويحدثنا العالم عن حل سياسي ويضيف: كل عبارات الشجب التي تصدر عن بعض الدول، خصوصا بعض الدول الكبرى مرفوضة، فنحن نفهم أن تشجب الجمعيات الأهلية أو المنظمات غير الحكومية، لكن أن تقف دول عاتية لتشجب وتستنكر مجازر كارثية، فهذا والله منتهى الاستخفاف بعقولنا وعقول العالم.
ويقول الجربا: إن ما نطلبه هو قليل من الإنسانية في مقاربة مأساة الشعب السوري، مع كثير من الواقعية في التعاطي مع سفاحٍ امتهن القتل والخداع الذي صار الميزة الأساسية لنظامه وسيرته الدموية.
غضب واشمئزاز
وفى الوقت ذاته عبر أعضاء المكتب السياسي لتيار الغد، بعد سلسلة من الاجتماعات بالقاهرة مطلع الأسبوع الماضى عن أقصى درجات الغضب والاشمئزاز مما وصل إليه نظام الأسد من الوحشية والإجرام من خلال عمليات قصف المدنيين في حلب، ومن ضمنها قصف مستشفى القدس الذي ذهب ضحيته مرضى من ضمنهم أطفال، وكذلك العاملون في الرعاية الطبية من أطباء وممرضات معتبرين أن مثل تلك الأعمال الهمجية والتي تصنف جرائم ضد الإنسانية يجب أن لا تمر دون محاسبة المسئولين عنها وأولهم بشار الأسد الذي يصدر أوامره لجيشه وميليشياته بقتل وتعذيب السوريين وتهديم بيوتهم وقطع أرزاقهم وتهجيرهم منذ انطلاق الثورة السورية في آذار/مارس عام 2011.
تنديد عربى
وعربيا عقد مجلس الجامعة العربية يوم الأربعاء الماضى اجتماعا طارئا على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة الشيخ راشد آل خليفة سفير مملكة البحرين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة بحضور الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية خلص إلى إصدار بيان شديد اللهجة معبرا فيه عن إدانته الشديدة لما جرى من عمليات القصف الوحشي التي استهدفت مستشفى القدس في حلب، مع المطالبة بمعاقبة المسئولين عن ارتكاب هذه الجريمة النكراء بحق المدنيين السوريين، مؤكدا فى الآن ذاته ضرورة بذل الجهود من أجل تثبيت الهدنة ووقف الأعمال العدائية وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة والمحاصرة، وفقاً لما جرى إقراره من آليات عمل ومتابعة في اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا الذي انعقد بتاريخ 11 فبراير الماضي بميونيخ، والقرار رقم 2268 الصادر عن مجلس الأمن الصادر في هذا الشأن.
وتم التأكيد مجددا على الموقف الداعم لمسار الحل التفاوضي السلمي للأزمة السورية، باعتباره المدخل الوحيد المتاح لوقف نزيف الدماء والدمار في سوريا وإنجاز عملية الانتقال السياسي وفقاً لما نص عليه بيان جنيف (2012) وقرار مجلس الأمن 2254.
لماذا يسكت العالم؟
ومن جهته، ندد أحمد بن محمد الجروان، رئيس البرلمان العربي، بعمليات القصف الذي طال مستشفى بمدينة حلب، وما خلفه من مشاهد يندى لها جبين الإنسانية، متسائلا: إلى متى تستمر المماطلة الدولية في حل القضية السورية وعلى حساب دم الشعب السورى؟ وما الهدف من وراء قصف مستشفى يقبع فيه عشرات المرضى من أطفال ونساء وشيوخ؟ وهل كان العالم ليسكت على مثل هذه الجريمة لو لم تكن في سوريا، مؤكدا أن التصريحات الدولية المتعاطفة مع الوضع الإنساني في سوريا لا ترقى إلى مستوى الحدث ولا تسمن ولا تغني من جوع على أرض الواقع السوري المرير، مشددا على أن انتهاك وقف اطلاق النار بهذه الوحشية لابد له من تحرك دولي جاد ومؤثر يضمن عدم تكرار مثل هذه التعديات على الشعب السوري، ويضمن حلا فوريا طال انتظاره للأزمة السورية، تعيد للشعب السوري حريته وأمنه واستقراره.
كما أعلنت منظمة التعاون الإسلامي استنكارها البالغ للغارات الجوية التي تستهدف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب، وكذلك مناطق سكنية ومساجد ومرافق طبية من بينها مستشفى القدس بحلب، مما أسفر عن مقتل ما يزيد على 200 مدني من ضمنهم عدد من الأطفال، خلال الأسبوع الحالي.
ودعا إياد أمين مدني الأمين العام للمنظمة، المجتمع الدولي و بالخصوص الأطراف التي تعهدت بفرض وقف للعمليات العدائية في سوريا، للتدخل السريع لوقف المجازر التي تتعرض لها المناطق السكنية والتي تتسبب في مصرع المدنيين الأبرياء وتصاعد عمليات القتل الممنهج والخراب والدمار في مدينة حلب.
واعتبر مدني استهداف المستشفيات جرائم حرب يجب أن يحاسب عليها النظام، وأن تتحمل الأطراف التي تدعمه مسئولية استمرار هذه الانتهاكات‪.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.