أ ف ب حضر أكثر من 10 آلاف مسلم إعادة افتتاح مسجد "فرحات باشا" التاريخي في الجزء الصربي من البوسنة، وذلك بعد أن لحق به الدمار على يد الصرب قبل 23 عاما إبان الحرب في يوغوسلافيا السابقة. وشارك ممثلون لمختلف الطوائف في جمهورية البوسنة السبت في افتتاح مسجد الفرهادية الشهير في مدينة بانيا لوكا، بعدما اعيد بناؤه اثر قيام متطرفين صرب بتدميره خلال الحرب التي ضربت هذا البلد في التسعينات.
وأقيم الاحتفال في مدينة بانيا لوكا التي تعتبر عاصمة الكيان الصربي في البوسنة، واراده ممثلو الصرب (ارثوذكس) والبوسنيين (مسلمون) والكرواتيين (كاثوليك) "بداية جديدة" في اطار التعايش بين المكونات الثلاثة لجمهورية البوسنة.
وقال مفتي البوسنة حسين كافازوفيتش في كلمة القاها امام الاف الاشخاص "ان الحقد الى تراجع، والثقة الى ازدياد، والمصالحة لا بد من ان تقوي اقتناعاتنا المزعزعة".
وتابع المفتي "على المسلمين والارثوذكس والكاثوليك واليهود وكل المواطنين الاخرين ان يبنوا منزلا مشتركا من السلام والامان على الاراض الاوروبية". ويعود بناء مسجد الفرهادية الى القرن السادس عشر، ويعتبر من اهم المساجد في البوسنة، الا انه دمر خلال الحرب مع 15 مسجدا اخر في بانيا لوكا. واعيد بناء 15 مسجدا حتى الان من المساجد ال16.
واحيط الاحتفال بتدابير امنية مشددة. فقد قام متطرفون صرب باعمال شغب مناهضة للمسلمين خلال احتفال اقيم عام 2001 بمناسبة البدء باعادة اعمار المسجد ما ادى الى وقوع قتيل ونحو ثلاثين جريحا.
وذكرت شبكة (إية بي سي) الإخبارية الأمريكية، اليوم السبت، أن "مسجد فرحات باشا" تحفة أثرية من العمارة العثمانية تعود إلى القرن السادس عشر، وهو واحد من بين 16 مسجدا في مدنية بانيا لوكا دمرها الصرب لمحو آثار المسلمين الذين عاشوا هناك، بينما كانوا يطردونهم ويقتلونهم.
ولفتت إلى أنه في عام 2001 تم تعطيل محاولة في مرحلة ما بعد الحرب لوضع حجر الأساس لإعادة بنائه من قبل حشد من القوميين الصرب الذين هاجموا الزوار المسلمين، وأصابوا العشرات وقتلوا أحدهم، واضطرت قوات حلف شمال الأطلسى (الناتو) إلى إجلاء السفراء الأجانب من موقع الاحتفال بمروحيات.
ونشرت سلطات صرب البوسنة أكثر من ألف شرطي لتأمين الحدث الذى حضره رئيس الوزراء التركى أحمد داود أوغلو، وقادة بوسنيون وصرب وسفراء. وتحي البوسنة في 7 مايو من كل عام ما يعرف ب"يوم المساجد"، حيث دمر 614 مسجدا خلال الحرب التي استمرت بين عام 1992 و1995.
ولا يعيش في مدينة بانيا لوكا الآن سوى عشرة في المئة فقط من سكانها المسلمين والكروات بعد أن قام الصرب بحملة تطهير عرقي ضدهم.
ومنذ نهاية الحرب باتت جمهورية البوسنة مقسومة كيانين، واحد صربي وآخر كرواتي-مسلم.