رويترز فاز الرئيس الإيراني حسن روحاني في انتخابات بمثابة تصويت على الثقة واقتنص شركاؤه الإصلاحيون مكاسب مفاجئة في البرلمان وفقا لنتائج مبكرة لانتخابات قد تسرع وتيرة خروج الجمهورية الإسلامية من سنوات العزلة. ومكاسب الإصلاحيين والمعتدلين في الانتخابات التي جرت يوم الجمعة لاختيار أعضاء البرلمان ومجلس الخبراء أكثر وضوحا في العاصمة طهران لكن حجم نجاحهم هناك يشير إلى أن تشكيل برلمان على وفاق أكبر مع روحاني أصبح احتمالا كبيرا. ووجه السياسي الإيراني البارز المؤيد للإصلاحيين أكبر هاشمي رفسنجاني رسالة على حسابه على تويتر اليوم الأحد قال فيها إن لا أحد يمكنه مقاومة إرادة الشعب. وقال رفسنجاني "لا أحد يمكنه مقاومة إرادة غالبية الشعب وعلى من لا يريده الشعب أيا كان أن يتنحى جانبا." ويتصدر رفسنجاني وهو رئيس سابق وحليف للرئيس حسن روحاني السباق على عضوية مجلس الخبراء وهو الهيئة التي تختار الزعيم الأعلى للبلاد. وتخفيف قبضة المحافظين المناهضين للغرب الذين يسيطرون حاليا على البرلمان المؤلف من 290 مقعدا قد يعني تعزيز سلطة روحاني لفتح البلاد أكثر أمام التجارة الخارجية والاستثمارات بعد الاتفاق النووي التاريخي العام الماضي. وأظهرت نتائج مبكرة أعلنت اليوم الأحد أن قائمة مرشحين يدعمها التيار الإصلاحي وتناصر روحاني في طريقها للفوز بكل المقاعد البرلمانية في طهران وعددها 30 مقعدا وأن المرشح المحافظ البارز غلام علي حداد عادل في طريقه لخسارة مقعده. وقال روحاني "أظهر الشعب قوته من جديد ومنح حكومته المنتخبة مصداقية وقوة أكبر." وأضاف أنه سيعمل مع كل الفائزين في الانتخابات لبناء مستقبل البلد المصدر للنفط. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن رفسنجاني حليف روحاني قوله "انتهت المنافسة وبدأت مرحلة الوحدة والتعاون .. مرحلة ما بعد الانتخابات هي مرحلة العمل الشاق لبناء البلاد." والتزم معسكر المحافظين الصمت. ويشغل المحافظون 65 بالمئة من مقاعد البرلمان المنتهية ولايته وينقسم العدد الباقي بين الإصلاحيين والمستقلين الذين عادة ما يكونوا مؤيدين لروحاني. وقال المحلل سعيد ليلاز الذي عمل مستشارا للرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي "إنه فوز كبير للغاية". وأضاف "إنها أنباء طيبة جدا للرئيس روحاني. سيكون لدينا برلمان رشيد للغاية وأقل انقساما وأكثر خبرة." وقال فؤاد إزادي وهو أستاذ مساعد في كلية الدراسات الدولية بجامعة طهران إن تقدم الإصلاحيين بفارق كبير يرجع إلى نجاح روحاني في التوصل إلى الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية ورفع معظم العقوبات التي كبلت اقتصاد البلاد طول العقد الماضي وكذلك نجاحه في إعادة العلاقات مع الغرب. وأضاف "إنه فوز ساحق في طهران ولكن بالنسبة للمدن الأخرى فإنه ليس واضحا بعد. إنه يفوق التوقعات." وكتبت صحيفة اعتماد الإصلاحية التي فاز رئيس تحريرها إلياس حضرتي بمقعد في طهران عنوانا رئيسيا يقول "تنظيف البرلمان". وكتبت في صفحتها الأولى "لن يكون البرلمان المقبل مثل أي برلمان آخر في تاريخ إيران لأنه لن يكون هناك فصيل سياسي ينفرد بالرأي." وتوجه الملايين إلى مراكز الاقتراع يوم الجمعة للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجلس الخبراء الذي يختار الزعيم الأعلى للبلاد. وسيطر المحافظون على البرلمان والمجلس لسنوات. ونافس أنصار روحاني المحافظين الذين يخشون التقارب مع الغرب وهم مقربون من الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
* فطنة أظهرت نتائج أولية أعلنت أمس السبت أن روحاني وحليفه الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني يتقدمان السباق على مقاعد مجلس الخبراء بعد أن أحصيت أغلب الأصوات وبدا من المؤكد فوزهما. وحتى الآن لم تكن المنافسة على مقعد الزعيم الأعلى في البلاد أمرا ملحوظا لكن الوضع مختلف هذه المرة. فنظرا لاعتلال صحة خامنئي البالغ من العمر 76 عاما أصبح من المرجح أن يختار أعضاء المجلس الجدد الذين يقضون دورة تستمر ثمانية أعوام خليفة له. والزعيم الجديد سيكون على الأرجح من بين المنتخبين هذا الأسبوع. ورفسنجاني من بين مؤسسي الجمهورية الإسلامية وتولى الرئاسة في الفترة من 1989 إلى 1997. وظل دائما تقريبا في قلب منظومة السلطة الإيرانية المعقدة ويشتهر ببرجماتيته وفطنته السياسية. وهناك واحد فقط من المحافظين البارزين في طريقه على الأرجح للفوز بعضوية مجلس الخبراء عن طهران وهو أحمد جنتي الذي حل في المركز الخامس عشر في السباق على مقاعد العاصمة البالغ عددها 16 مقعدا. وجاء الرئيس الحالي للمجلس محمد يزدي في المركز السابع عشر وحل محمد تقي مصباح يزدي في المركز التاسع عشر وبدا من المستبعد أن يفوز بمقعد وفقا للبيانات الجزئية. ومصباح يزدي معارض شديد للإصلاحيين حتى أنه دعا للعنف ضد أنصارهم. وبعد انتخابات الرئاسة عام 2009 أيد مصباح يزدي بشدة الفائز الرسمي محمود أحمدي نجاد وكان ينظر إليه باعتباره مرشده.
* النفوذ تشير نتائج إحصاء أجرته رويترز استنادا إلى النتائج الرسمية المنشورة حتى الآن إلى أن المعسكر الموالي لروحاني والمستقلين المتحالفين معه يتقدمون في الانتخابات البرلمانية. وبعض المحافظين المعتدلين ومنهم الرئيس الحالي للبرلمان علي لاريجاني يؤيدون روحاني. وتظهر النتائج المفصلة أن الإصلاحيين حصلوا على 23 بالمئة من الأصوات والمستقلين على 18 بالمئة والمحافظين على 36 بالمئة وفقا لحسابات رويترز المستندة إلى الإحصاءات الرسمية المنشورة باستثناء طهران حيث ما زالت النتائج أولية. وسيخوض 20 بالمئة من المرشحين انتخابات الإعادة في أواخر أبريل نيسان لأنهم فشلوا في الفوز بنسبة 25 بالمئة المطلوبة من الأصوات. ووفقا للنتائج الأولية فازت ثماني مرشحات. ويقول محللون إن العدد الكبير من المستقلين قد يكون له أثر كبير إذ أنهم قد يتعاونون مع حكومة روحاني. وأيا كانت النتيجة فإن النظام السياسي الإيراني يعطي نفوذا كبيرا للمؤسسة الإسلامية المحافظة ومنها مجلس صيانة الدستور الذي يراجع جميع القوانين التي يقرها البرلمان.