خالد منيب: تركة والدي 180 أغنية منها 80 أغنية لم يسمعها الجمهور نسعى لتقديمها - بدر مصطفي: نحلم بالعالمية ووصول أغاني منيب لكل الدنيا
- عبد الله عادل: برغم التجاهل على المستوى الرسمي لكن لا يوجد أحد لا يعرف هذا العبقري
ياعيني على الغربة، شجر اللمون، الليلة ياسمرا، مشتاقين، في عينيكي غربة،في دايرة الرحلة، وحشاني يا أم الطرحة والجلابية، الدنيا برد، يا وعدي على الأيام، حدوته مصرية، وغيرها من الأغاني، تحمل توقيع أحمد منيب، هذا الفنان التلقائي الذي لم يدرس الموسيقى، لكن موسيقاه تحولت إلى مدرسة، لأنها باقية برغم رحيله منذ 27 عاما، وبرغم تجاهل الدولة له والإعلام في حياته وبعد مماته، فإن ابنه ومعه عشاق منيب اجتمعوا على هدف وهو بعث أغانيه من جديد حتى لا يحرم منها الجيل الجديد، وتمثل ذلك في فرقة موسيقية تحمل اسم "منيب باند" التي تقدم أغانيه في حفلاتها بتوزيع جديد مع التكنولوجيا الحديثة، خصوصا كلماتها وإيقاعاتها تناسب كل زمان، لأنها صيغت بعبقرية هذا الفنان الحامل للشجن النوبي والذي أدخل الغناء النوبي في كل بيت، ولكن بعد تحديثه وإخراجه من قوالبه الجامدة بمزجه بالموسيقى الشرقية. ويعد خالد أحمد منيب هو المؤسس لهذه الفرقة، وكان هو مدير أعمال والده قبل رحيله، وعن ذلك يقول: منذ وفاة أبي، اكتشفت أنه يتميز بعبقرية لا مثيل لها، فهو لم يدرس الموسيقى ولم يكن أكاديميا، وبرغم ذلك يتحدث الجميع عن موسيقاه وألحانه، ويجمعون على عبقريته وتحديدا المتخصصون الذي درسوا موسيقاه بشكل أكاديمي فأكدواتفرده، ولأنه لم يحظ بالاهتمام الإعلامي الذي يستحقه، وليس لدي تفسير لذلك برغم أنه احتل القمة بأغنياته البديلة وإيقاعاته الجديدة في وقت كان هناك عمالقة في الغناء والتلحين، وأوجد نوعا جديدا من الغناء مزج فيه النوبي بالشرقي، ومنذ أول ألبوماته مع محمد منير والذي ضم 12 لحنا، وكما يقولون عندما طرح بالأسواق "كسر الدنيا"، والغريب أن هذه الأغاني قام بتلحينها قبل طرحها للناس بحوالى 20 سنة وهو ما يؤكد أن ألحانه جاءت لتعيش ويسمعها الناس في كل زمان، بدليل أنها لا تزال باقية برغم رحيله منذ 27 عاما . كل ذلك دفعني للتفكير في عمل هذه الفرقة لتخليد أعماله واسمه، وقد ولدت الفكرة لدي في ذكراه العشرين أي منذ سبع سنوات، عندما وجدت الشباب الصغير يردد هذه الأغاني مع المطرب علاء عبد الخالق الذي جاء ليحي هذه الذكري كأحد تلاميذه، فهذا التفاعل الكبير من الشباب كان هو الدافع لتأسيس هذه الفرقة، حتى تكون نواه لمدرسة تتعلم منها الأجيال الجديدة بدلا من بقاء هذه الأغاني داخل ملف على جهاز الكمبيوتر في ظل تجاهل الإعلام لهذا العبقري، وحتى تستمر موسيقاه لأنه موسيقى مصرية من صميم وجداننا لا تحمل أى بصمة خارجية، حتى إن هناك من يطلق على تراث منيب بأنه اللون "المنيبي"، وهناك رسالة دكتوراة كان موضوعها بعض أغانيه. وعما إذا كان الطريق سهلا لتكوين هذا الفرقة أشار بأنه الأمر كان بدأ رحلته في البحث عن الأصوات التي تستطيع أن تصل بأغاني منيب إلى الناس بكل الصدق، خصوصا أنها أشبه بالسهل الممتنع وهو أمر لم يكن يسيرا، لكن بمواصلة البحث توصل لثلاثة أصوات بجانب موسيقيين وجدتهم الأقرب إلى عالم منيب، موضحا أنه لا يكتفي بإدارة الفرقة فحسب بل يقوم بجانب ذلك بكتابة وتلحين بعض الأغاني، خصوصا أن الفرقة لا تقتصر فقط على تقديم أغاني منيب وإن كان أغلب أعماله تسيطر عليها.
تانجو ويكشف خالد بأن هناك حوالى 80 أغنية لوالده، لم تخرج إلى النور بعد، ولم يستمع إليها أحد من قبل، ضمن رصيده الغنائي الذي يتجاوز 180 أغنية، تغني بها مشاهير الطرب، فمحمد منير كان له النصيب الأكبر، حيث غنى له 48 أغنية، ويرجع ذلك لأنه وجد فى منير حنجرته وشبابه في منير، كما كان منير وقبل أن يغني لوالدي يعتبره مثله الأعلى، باعتباره عميدا للفن النوبي، وهناك أيضا علاء عبد الخالق الذي غني له 13 أغنية، بجانب آخرين مثل إيهاب توفيق وهشام عباس ومنى عبد الغني وحنان ومصطفي قمر وغيرهم كثير. وعن رحلة منيب مع الموسيقى يقول خالد: والدي لم يكن دارسا للموسيقى ولا حتى التعليم العادي فلم يحصل حتى على الإعدادية بسبب التهجير، حيث ترك النوبة مع أسرته، وهو طفل ليستقر في الإسكندرية لمدة 4 سنوات ثم جاء معها إلى القاهرة، وحاول والده كثيرا أن يمنعه من دخول هذا المجال الذي عشقه عندما صنع لنفسه عودا وظل يتعامل معه، حتى أخرج نغما أرشده إلى موهبته التي حارب من أجلها كثيرا وواصل رحلته التي أكدت أن الموهبة هي الأساس وتفوق التعليم نفسه، لدرجة أن الدراسين لموسيقاه سيجدون ضمن أعماله "تانجو" فكيف توصل إلى كل ذلك، وهو الذي لم يتعلم ولم يدرس الموسيقى، وإن كان قد حاول وهو في السادسة والخمسين من عمره أن يدرس العود بشكل أكاديمي واشترى عودا جديد، لكنه لم يستسسغ هذه الدراسة وألقى بالعود الجديد وعاد ليحتضن عوده القديم. وعن أحلامه للفرقة يقول خالد: الفرقة تسعى بأن تحصل على الاعتراف بمنيب كموسيقي مصري على مستوى الدولة، أما الشعبي فلا أحد يجهل من هو منيب، وما حدث في الثورة من ترديد أغانيه يؤكد وجوده وسط الناس برغم رحيله، كما أتمنى أن تنال الفرقة مكانة جيدة بين الناس، وتقدم رسالة موضوعية وأن تمثل مصر في المهرجانات العالمية، وأن يظل اسم منيب باقيا بيننا. كذلك أتمنى أن تدرس أغاني والدي وأن أعيد له حقه الذي يتجاهله الإعلام والدولة التي لم تكرمه في حياته، وإن كانت قد منحته وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى بعد رحيله، وهو ما أصابنا بسعادة بالغة، خصوصا أن تاريخه غير مدفوع الأجر، وعاش مع الناس بفنه وتلقائيته، فلم يغتني من عمله، فحتى وفاته كنا نعيش معه في شقة بالسيدة زينب، وبرغم ضيق العيش كان يرفض بيع ألحانه ولا يعطيها إلا لمن يستحق. ومن الأعمدة الرئيسية في الفرقة المطرب بدر الدين مصطفي دياب، خريج معهد الموسيقي العربية، سوداني - مصري حيث يقول: بدأت مع الفرقة منذ 5 سنوات، وقبلها كنت أعمل كعازف كمنجة، وعملت مع العديد من الفنانين مثل إليسا وتامر حسني، كما أمارس التلحين وقد لحنت بالفعل أغنية للمطربة ديانا كرازون،وقد سعدت جدا بانضمامي للفرقة لأني من عشاق منيب وتربيت على أغانيه، وإن كنت عندما تعمقت في عالمه أحببته أكثر ووجدت نفسي فيه بشكل كبير، ونحن ثلاثة أصوات بالفرقة، وقد شاركنا معا بمسابقة برنامج أكس فاكتور، ووصلنا إلى النهائيات، لكننا لم نصل إلى المركز الأول. وعن أحلامه للفرقة قال: أحلم بالعالمية وأن تصبح موسيقى أحمد منيب في كل مكان وبالشكل الذي يحافظ على الفولكور، وفي نفس الوقت نقدمه من خلالها بشكل عصري وقوى.
أعمال راقية ويلتقط عبد الله عادل المطرب أيضا بالفرقة طرف الحوار حيث يقول: برغم أن دراستي لا علاقة لها بالموسيقى، فأنا حاصل على معهد زراعي، فإننى أعشق الغناء والموسيقى منذ طفولتي، لدرجة أني كنت أتواجد في كل مكان يهتم بالموسيقى، وكثيرا ما كنت أذهب إلى معهد تربية موسيقية لأقابل المتخصصين في الغناء وأفادني هذه الاحتكاك كثيرا، خصوصا بعد أن سمعوا صوتي، ومن خلالهم شاركت في حفلات العديد من النجوم ضمن الكورال مثل مي سليم وكارول سماحة ووائل جسار وهاني شاكر وميريام فارس، ثم قدمت أغنية سنجل في ألبوم مع الفنان حميد الشاعري، ثم أغنية "افترى" في فيلم "البار" والتي حققت مشاهدة على اليوتيوب تزيد على المليون ونصف المليون مشاهدة، كما شاركت بأغنية "مفيش عمار" في مسابقة في ميجا إف إم على الراديو وحصلت على المركز الأول وهي من كلمات أيمن بهجت قمر وألحان محمد يحيي وتوزيع محمد عادل، كذلك قمت بتلحين أغنيتين لمطربة ليبية. وعن قصته مع الفرقة قال: كنت أول من التحق بهذا الباند، وشرفت بأن يرتبط اسمي بأحمد منيب هذا الفنان صاحب الأعمال الراقية والذي خرج من تحت عباءته أشهر النجوم، وبالتالي فالاقتراب من عالمه سيفيدني كثيرا ويعلو بي، خصوصا أن أغانيه تجمع شمال مصر بجنوبها، وهدفي أن أكسب حب الناس بهذه الأغاني التي عشقوا من خلالها الكثير غيري، وأن كنت أتميز باللكنة النوبية التي جعلتني قريبا جدا من عالم منيب. وعن التجاهل لتاريخ منيب يقول: بالفعل منيب لم يأخذ حقه إعلاميا لكن لا أعتقد أن هناك من لا يعرفه علاوة على أن الجميع يجمعون عليه كفنان عبقرى.