يحتفل الوسط الفن هذه الأيام بالذكري ال22 لرحيل الفنان أحمد منيب, المطرب النوبي التي ظلت أغانيه حية مع محبيه, كما استعان بها عدد من المغنيين وقدموها بتوزيعات جديدة. منيب مطرب وملحن مصري نوبي. ولد في4 يناير عام1926, أي بعد بناء سد أسوان بسنوات قليلة, وقد عاش مخلصا لذلك الشجن النوبي الصافي. كان من اوائل من عزفوا العود في النوبة وقدم مع الشاعر محيي الدين شريف أغاني نوبية تتكون من قالب الأغنية الحديثة, مذهب وكوبليهات, فأعطي منيب للموسيقي النوبية نكهة جديدة لم تكن موجودة إذ كانت تقوم الموسيقي النوبية قبل هذا التعاون علي الممارسات الاجتماعية لدي أهل النوبة وجزء من طقوسها الشفاهية, مجرد أغان تتوارثها الأجيال بتنويعات لحنية ثابتة في الأفراح وحفلات الميلاد وأغنيات العمل. سطع نجم منيب في أخر فترة السبعينيات بعد رحيل عبد الحليم حافظ وأم كلثوم, والتقي مع الشاعر عبدالرحيم منصور ليشتمل اللحن الحزين بالكلمة الثرية المهمومة القادمة من عمق الصعيد المجهول لأهل القاهرة خصوصا وللمصريين غير النوبيين عموما. لمنيب85 لحنا غني منها51 لحنا ضمتها سبعة ألبومات غنائية, هي مشتاقين, يا عشرة, كان وكان, بلاد الدهب, راح أغني, قسمة ونصيب, حدوتة مصرية. ومن أشهر الأغاني التي قدمها منيب أغنية ربك هو العالم وتقول كلماتها ربك هو العالم ربك رب قلوب, من عارف يا حبيبي إيه لينا مكتوب, وإحنا قلوب مشتاقة, والدنيا سراقة, الدنيا فيها الغالب تاني يوم مغلوب, ده عايز يكوش علي العالم بحاله, وده عايز يهوش يعمل ما بداله, ربك هو العالم بالغانم والسالم والقلب البراني, والقلب الحليم. ولحن منيب لعدد من المطربين في الثمانينيات والتسعينيات, منهم حميد الشاعري, وعلاء عبدالخالق, وعمرو دياب, محمد فؤاد, إيهاب توفيق, حسن عبدالمجيد, مني عبد الغني, هشام عباس. لكن التجربة الأقوي كانت مع المطرب محمد منير إذ لحن له45 أغنية من أروع أغانيه منها الليلة يا سمرا, شجر الليمون, شبابيك, حدوتة مصرية, داير الرحلة, في عنيكي غربة, يا مركبي, يا غربتي, أم الضفاير, إتكلمي, إفتح قلبك.