منيب الحاضر الغائب

أفارق كل شيء في الدنيا مش صاحب وانا علي الوعد متصاحب بحبك في ضوء الضي في بكرة المبتسم والجاري, في نظرة خايفة وخايفة علي, وانا علي الوعد متصاحب.
تمر هذه الايام الذكري الثالثة والعشرون علي رحيل الفنان أحمد منيب‏,‏ المطرب النوبي الذي ظلت أغانيه حية مع محبيه‏,‏ كما استعان بها عدد من المغنين وقدموها بتوزيعات جديدة‏.‏
عاش منيب مخلصا للشجن النوبي الصافي‏,‏ وكان من اوائل من عزفوا العود في النوبة وقدم مع الشاعر محيي الدين شريف أغاني نوبية تتكون من قالب الأغنية الحديثة‏,‏ مذهب وكوبليهات‏,‏ فأعطي منيب للموسيقي النوبية نكهة جديدة لم تكن موجودة‏,‏ سطع نجم منيب في أخر فترة السبعينيات بعد رحيل عبد الحليم حافظ وأم كلثوم‏,‏ والتقي مع الشاعر عبد الرحيم منصور ليجتمع اللحن الحزين بالكلمة الثرية المهمومة‏.‏
لمنيب‏85‏ لحنا غني منها‏51‏ لحنا ضمتها سبعة ألبومات غنائية‏,‏ هي مشتاقين‏,‏ياعشرة‏,‏ كان وكان‏,‏ بلاد الدهب راح أغني‏,‏ قسمة ونصيب‏,‏ حدوتة مصرية‏.‏
ولحن منيب لعدد من المطربين في الثمانينيات والتسعينيات‏,‏ منهم حميد الشاعري‏,‏ وعلاء عبد الخالق‏,‏ وعمرو دياب‏,‏ محمد فؤاد‏,‏ إيهاب توفيق‏,‏ حسن عبد المجيد‏,‏ مني عبد الغني‏,‏ هشام عباس‏.‏ لكن التجربة الأقوي كانت مع المطرب محمد منير إذ لحن له‏45‏ أغنية من أروع أغانيه منها الليلة ياسمرا‏,‏ شجر الليمون‏,‏ شبابيك‏,‏حدوتة مصرية‏,‏ داير الرحلة‏,‏في عنيكي غربة‏,‏ يامركبي‏,‏ ياغربتي‏.‏
يقول الفنان خالد منيب نجل الراحل ومدير فرقة منيب باند للأهرام المسائي أن الفترة التي عاشها منيب لم ينل فيها الظهور المناسب بسبب خجله من الاعلام فلم يظهر بالشكل الذي كان من المفترض أن يظهر به‏,‏ولم يأخذ حقه في الترويج‏,‏ اما الأن فنقوم كأولاده من خلال شبكات التواصل الإجتماعي والفضائيات بالتعريف بمنجزه الموسيقي ودوره في الموسيقي المصرية قبل النوبية ولاتوجد جهة رسمية في الدولة اهتمت بتكريمه‏.‏
أن دراسةاعماله التي تعتبر نجاحات وهو غير اكاديمي ولكن الحانه عبقرية باعتراف كثير من الاكاديميين لانه يعمل علي مقام صعب وهو الكرد ومساحاته الموسيقية صغيرة وأن تخرج منه الحانا فهو شيء صعب ونادر‏.‏
واضاف أن هناك جمهورا كبيرا من الشباب يعرف ألحان واغاني منيب جيدا رغم أنه لم يعاصرها لكنها ألحان حية تصلح لكل وقت‏,‏ ونحن من خلال الفرقة‏,‏ ومواقع التواصل نقوم بنشر أعمال بصوته وألحان لايعرفها أحد ولم تطرح من قبل وعلي مدار‏23‏ عاما أقيمت ذكري لرحيله في دار الأوبرا وفي ساقية الصاوي‏,‏ ولابد أن تكون الحفلات احدثت صدي لدي وزارة الثقافة وتعرفهم بمنيب كحقيقة فنية في تاريخ الفن المصري لم يتناولها الاعلام بالدراسة‏,‏ موضحا أنه لن يذهب لأي جهة يطلب فيها تكريم والده لأن التكريم لا يأتي بالطلب‏,‏ ولكن بان يسعوا اليه‏,‏ ورغم ذلك لقد حصل منيب علي أفضل تكريم بحب الناس الذي ينتقل من جيل الي جيل‏.‏
رابط دائم :