سوزى الجنيدى صرحت سارة سيوال sarah sewall مساعد وزير الخارجية الأمريكى لحقوق الانسان والديمقراطية والأمن المدنى ردا على أسئلة مجلة (الأهرام العربى) حول أن الغزو الأمريكى للعراق هو الذى فتح الباب أمام انتشار الارهاب بالشرق الأوسط وخلق اجيال من المتطرفين قالت أن الرؤية الامريكية مختلفة ، ونحن نرى أن تنظيم الدولة جاء بسبب اخفاق الحكومة العراقية فى تحقيق الشمولية فى مؤسساتها ما أدى لسيطرة طرف واحد ومنع حرية التعبير وانتشار الظلم وهو ما كان السبب الرئيسى لحدوث ازمات للطائفة السنية وتشكيل تنظيم الدولة بعدها فى العراق . وحول امكانية ان تحذو امريكا حذو بريطانيا باقرار قانون يسعى لمنع الافكار المتطرفة و مكافحة التشدد و التطرف و ليس فقط الارهاب قالت أنه ليس من المنتظر أن يحدث ذلك فى الولاياتالمتحدة "لأن لدينا سياسيات تصر على حرية التعبير ونحن حريصون على عدم وضع حدود للأفكار الا فيما يتعلق بالتهديد بالعنف وبالتالى فليس من الوارد ان تغير الولاياتالمتحدة نظرتها ازاء ذلك. وحول مدى تفائلها بحدوث تقدم فى ملف حقوق الإنسان فى مصر فى الفترة القادمة ذكرت أن الشعب المصرى مليء بالقدرات وعدد السكان الكبير ربما يساهم فى الضغط لايجاد مساحة أكبر لعمل المنظمات غير الحكومية للمساعدة و حل بعض المشاكل فى المجتمع الأمر الذى يتطلب ايجاد مزيد من الحرية لعمل تلك المنظمات للمجتمع المدنى ،مشيرا انها ستكون متفائلة فى حالة حدوث ذلك لان كل الفرص موجودة امام مصر لاستعادة مكانتها التاريخية، وأضافت أن مباحثاتها مع المسئولين فى مصر خلال زيارتها الحالية لمصر كانت صريحة وبناءة ومهمة. وأشارت المسئولة الأمريكية فى تصريحات مساء أمس الثلاثاء بمقر السفارة الأمريكية إلى أن هذه ثانى زيارة لها بعد زيارتها الأولى كسائحة ولزيارة شقيقتها التى كانت تدرس بمصر عام 1998 موضحة انها التقت بعدد من رموز منظمات المجتمع المدنى ومسئولى وزارة الخارجية واالعدل ومجلس حقوق الانسان والمرأة والمفتى والقس اندريه زكى ، وستلتقى غدا مع مسئولى وزارة الداخلية وطلاب الجامعة الامريكية قالت ان مباحثاتها تركزت حول قضايا حقوق الإنسان بمصر ووصفتها بالصريحة البناءة والمهمة. وحول ما إذا كانت تطرقت لجريمة قتل الشاب الايطالى بمصر أشارت إلى أنها بحثت هذا الموضوع بالفعل ووصفته بالامر المحزن للغاية، وعبرت عن تعازيها لأهله واصدقائه، و"ننتظر نتائج التحقيقات المصرية التى يشارك بها ممثلون من ايطاليا، ونأمل فى تحقيق العدالة". وحول أهمية الموازنة بين حقوق الانسان والقضايا الامنية قالت أن البيت الأبيض فى قمة مكافحة الارهاب التى عقدت فبراير/شباط 2015 أكد اهمية ايجاد تفهم اكثر تطورا حول التطرف والمخاطر التى يواجهها العالم ، وقد تم تضمين تلك الافكار فيما طرحه امين عام الاممالمتحدة ايضا ، فمن المهم مواجهة الدعاية التى يطلقها المتطرفون لمحاولة جذب مزيد من الاطياف والشباب ومحاولة خلق اجيال جديدة من الارهابيين وهى كلها نقاط اشار اليها الرئيس باراك أوباما وموجودة فى اطار النقاش الدولى حول اهمية مكافحة الارهاب، لكن من المهم التمسك بحقوق الإنسان حتى أثناء العمليات الامنية، وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدة تعلمت درس 11 سبتمبر/أيلول وأن الشراكة الممتدة والمهمة مع مصر تجعلنا نريد ان نتشاطر الدروس التى تعلمناها من تجاربنا. وحول رد الفعل الامريكى حول مزاعم قضايا التعذيب بالسجون المصرية قالت أن امورا مثل الاحتجاز والتعذيب والمعاملة السيئة للمساجين كلها عوامل تثير قلقنا ونتحدث حولها مع المسئولين المصريين، وقد تناقشنا بلقائنا مع اعضاء مجلس حقوق الانسان حول هذه الموضوعات ومن المهم ان يتم الاستماع لما يذكره المجلس بالنسبة لتلك الأمور. وحول مدى استخدام واشنطن ملف حقوق الانسان لدفع مصر للتعاون بشكل اكبر مع السياسات الامريكية بما فى ذلك التدخلات العسكرية الامريكية بالمنطقة قالت أنه من المهم التفرقة بين موضوعات مختلفة فهناك التزام أمريكى بدعم المجتمع المدنى وحول الارهاب فى سيناء قالت إن الولاياتالمتحدة ملتزمة بدعم مصر فى تأمين استقرارها لأن لدينا مصلحة فى استقرار مصر، واوضحت أن تجربة بلادها فى العراق وأفغانستان توضح انك عندما تتعامل عسكريا بقوة ضد عدو اقل قوة وتتدخل ضد المجتمع المدنى فان تلك الاساليب غير فعالة بمكافحة الارهاب، ومن المهم الاعتماد على مكافحة الافكار المتطرفة، والاجراءات الامنية ربما تحقق على المدى القصير بعض الاهداف لكن على المدى البعيد تفشل، ومن المهم التوازن بين الحفاظ على حقوق الانسان وتحقيق الاهداف الأمنية.