حينما يدمي القلب.. وينزف العقل فهل تجف السخرية؟! نعم.. إلا حدانا في مصر.. ذلك البلد الضاحك الباكي الذى يختلط به «الصويت» والعديد والتنديد والندب والعويل والشلشلة بالزغاريد والضحك والرقص والدانس والطرقعة وأغان ناعمة مخنسة من توتي أو سني وأمورة الديوبة وريتا الرجوبة وشعبولاهات القولة وادحرج وإجري يا مولوتوف وتعالي علي صدري وفرقعني يا كتكوت وأضرب بيتي يا فلعوص وكب زيتي يا مهووس وإلخ إلخ إلخ.. وحبة فوق وحبة تحت وأنا معاكو معاكو عليكو عليكو.. الواحد منا فقد القدرة علي ضبط إحولال العين وعمي البصر والبصيرة وعلي رأي «العجيد الكدافي» لما سأل من أنتم؟؟ يتكرر السؤال الآن في كل بيت وفي كل حارة وفي كل زقاق وفي كل طريق مسدود.. من أنتم؟ أنت معانا ولا.. أنت معاهم ولا.. وإذا كان معانا ومعاهم فلابد من العلم إن إحنا مع الاثنين ولايزال السؤال قائما من أنتم؟ ومن الذي يحرككم؟ تختلط الأسئلة مع اجتهاد البعض في الإجابات التي تأتي مثل إجابات الأطرش في الزفة والجنازة حارة والميت هو الكل!! ويتضح لي والله أعلم أن الكاسب والفائز الوحيد في هذه المهزلة الباكبورتية هم نجوم فضائيات «البي بي إح» و«البس بس نو» و«الجزرة الجزورة والأرنب المكار» و«القاهرة والزعبوط» و«أبو حميدة وأم حمدات» و«الخيرات بالزوفة». ما علينا.. لا أملك إلا الحسبنة علي المنشار الفضائى إللي طالع واكل نازل واكل.. يضرب دولهمه في دوكهمه وكل مكسب ورزق.. أما التيس توك الذي شعللها بالشائعات والقيل والقال في سباق محموم علي ملوك الكلام والحديد والمزايدات وهل من مزيد لتكمل قناطير الذهب والمال والبنون ليتحولوا لأعداء لنا.. اكتفي بهذا القدر من العبث التخريفي والتقط هذا المشهد المصور من شاب ضخم ملتح يلقي بالطوب والحجارة علي جنود القوات المسلحة.. المدججين بالسلاح؟! وبجانبه شاب آخر يسند علي «الحيطة» عاوج نفسه بأسلوب مدلل يضحك ويتحدث في الموبايل!! ثم رصاصة آلية طائشة تستقر في بطن المجند الغلبان! وهنا يلح السؤال ما هذا؟ ومن أنتم؟ ومع من؟ وأين مطالبكم الحقيقية؟ ومن هو قائدكم ومحرككم؟ هل هو كسبان بالملايين؟ هل هو فرحان راض؟ لماذا ومن وعلي من تقذفون بالحجارة والذقون تكاد تصل للركب والتقوي غائبة حائرة هائمة؟ من القاتل؟ ومن المقتول؟! هذا الشاب الذي جُرد من ملابسه وعذب بالضرب وسط إخوانه من المتظاهرين حتي الموت.. من هو؟ ومن أنتم؟ هو معاكم؟ وإذا كان معاكم بأيدي من قُتل؟ وإذا لم يكن معكم.. فما الذي حشره وسطكم.. وإذا كان ضدكم هل يدفع الثمن حياته؟! وإحنا عمالين نتن ونرن مثل الهبلة إللي مسكوها طبلة «يسقط حكم العسكر»؟! وعندما يسقط هل يعيش حكم العنتر أو حجارة وأم عنتر التي تمخضت فولدت فأرا.. وعلي رأي الداعية الواعية الدكتور صفوت حجازي عندما قال علي ماسبيرو أنا لا يشرفني وجودي في هذا المكان! أقول أنا لا يشرفني حكم فأر عنتري ينشر الفتنة بخلطة الطاعون.. ومع الاعتذار لمقولة يسقط حكم العسكر أقول كلنا عسكرك وجنودك، وحتي إذا سقطنا فلن تسقطي يا مصر فكلنا عسكرك وجنودك تعيشي بنا ونعيش ونحيا بك، ويسقط حكم الفئران ويسقط حكم الظلام ويسقط من أراد حكمك بالسلاح سواء كان «مولوتوف أو آلي أو ميري» أو حتي حجارة العيال وأم العيال ورحمة الله علي الشهداء من ولادك ضحايا دولهمة ودوكهمة جاتهم «الغُمة». [email protected]