أ ش أ فيما تحل بعد غد "الجمعة" الذكرى الثانية والعشرين لرحيل المثقف الوطنى والمفكر الاستراتيجى المصري جمال حمدان فإن هذه الذكرى لابد وأن تنبه بقوة إلى أن هذا المفكر الاستراتيجي ترك لنا ثروة من الأفكار تجسد "قوة الأفكار الخلاقة" والقابلة للتطبيق في الواقع الراهن. ومن ثم يتعين الاستفادة من هذه الأفكار الخلاقة والأصيلة بما يخدم الوطن الذي ذاب جمال حمدان عشقا له وتوحدا معه في امثولة إخلاص لشعبه وجماهير أمته العربية بينما يكاد من يقرأ اوراقه الخاصة التي تركها قبيل رحيله يشعر بدهشة كبيرة إن لم يكن بذهول حيال القدرة الفريدة لهذا المفكر الاستراتيجي على التنبؤ والتوقع استنادا على مزيج مدهش من المعارف والخبرات الثقافية. وإذ بات جمال حمدان رمزا من أعز رموز مصر ونجما لامعا للأبد في سماء الثقافة المصرية لابد وأن يكون الاحتفال بالذكرى ال22 لرحيله عن الحياة الدنيا بالحضور وليس بالغياب بل ويمكن القول دون تزيد أن مثقفا فى حجم وقيمة وقامة جمال حمدان لا يزيده الموت إلا توهجا فى الذاكرة الثقافية المصرية ولن يزيده الغياب سوى المزيد من الحضور فى وعى أجيال تلو أجيال من المصريين وضمير بلاده ووجدان أمته. ولعل الاقبال الواضح على أعماله وخاصة العمل الفكرى الرائد لجمال حمدان "شخصية مصر" ولاسيما من الشباب مجرد اشارة من اشارات عديدة دالة على حجم حضوره الثقافى فى الحياة المصرية والعربية الراهنة, فيما كان قد أوضح فى مقدمة هذا السفر الموسوعى نظرته العميقة للجغرافيا التى تخصص فيها ليقول إنها "علم بمادتها وفن بمعالجتها وفلسفة بنظراتها".