أحمد السيوفى تصريح رئيس لجنة الأمن القومى والسياسية الخارجية بالبرلمان الإيرانى علاء الدين بروجردى والذى يقول نصه: إن العدوان السعودى على اليمن بأنه محكوم عليه بالفشل ، وأن تداعيات العدوان ستطال السعودية أعواما طويلة، هذا التصريح يحمل عدة رسائل أهم هذه الرسائل بالقطع هى أن إيران لن تترك حلفاءها ، وأنها مستعدة لخوض أى صراع سواء سياسى أو حتى عسكرى ، وسجل إيران ملىء بكثير من السوابق، وربما يكون الملف السورى هو من أكثر النماذج وضوحا، حيث إن إيران لم تكتف فى تحالفها مع سوريا بتقديم الدعم السياسى والاقتصادى وإنما قدمت أيضا دعما عسكريا سواء بإرسال الأسلحة أو بالخبراء العسكريين أو بإرسال قوات حليفة أخرى تابعة لحزب الله ولا يوجد خلاف بين المراقبين والمتابعين أنه لولا الدعم الإيرانىلسوريا لسقط النظام منذ وقت طويل، كما أنها نجحت فى صياغة علاقات دولية مع روسياوالصين وغيرها لدعم الموقف السورى ومنع توجيه ضربات من الجانب الغربى . هذا ما تحاول إيران تكراره مع اليمن ، إذ أننا رأينا كلا من الموقف الروسى والموقف الصينى، رافضا توجيه ضربة عسكرية لليمن، أما تصريح وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف الذى أعلن فيه صراحة رفض بلاده لعملية عاصفة الحزم، ومنددا بها وداعيا لوقف الغارات الجوية للتحالف العشرى، وهذا التصريح هو الآخر يحمل رسالة واضحة باتت تتحرك دبلوماسيا ومن يقرأ الصحف الفارسية بل من يقرأ العقلية الإيرانية يدرك أن إيران تراهن على الوقت وعلى عنصر الزمن ودائما ما تعتمد إيران على دبلوماسية حياكة السجاد، فالإيرانيون تعلموا من صناعة السجاد الصبر الطويل أحيانا تحتاج سجادة إلى عامين أو أكثر فى صناعتها ، وهذا بطبيعة الحال انعكس على الدبلوماسية الإيرانية والتى أثبتت جدارتها فى الصبر على مدار 15 عاما حول الملف النووى ، ولم ترضخ للضغوط ولم تتنازل عما تعتبره إستراتيجيتها هذه العقلية هى التى تحكم رؤية الإيرانيين للتعاطى مع الأزمة اليمنية، حيث تدرك إيران كما يدرك الجميع ، أنه لا توجد معارك وحروب فى الكون تحسم من الجو، فالمعارك عادة تحسم على الأرض وحروب الجو هى تمهد للدخول على الأرض غير أن قراءة الإيرانين أن موضوع حسم المعركة فى اليمن من خلال التدخل البرى غير ممكن للطبيعة الجبلية فى اليمن ولطبيعة المقاتل اليمنى الذى يجيد حروب الصحراء والسهول اليمنية، ونظرا لأنه متقشف بطبيعته فلا يحتاج إلى دعم لوجستى مرهق ، كما أن الشعب اليمنى بطبيعته شعب مسلح والإحصائيات تشير إلى وجود سبع قطع سلاح للمواطن اليمنى لكل هذه الأسباب تبدو المعركة صعبة جدا وربما تكون مستحيلة وقد تكلف الجيوش النظامية التى تواجه اليمنيين تكاليف باهظة، وفيما يبدو أن إيران تراهن على ذلك كما أن الدبلوماسية الإيرانية نجحت فى أن تحصل على مواقف إدانة من الصينوروسيا ومن الممكن أن يتم تطوير هذا الموقف وتتسع رقعة المعارضين لتوجيه ضربات عسكرية ضد اليمن أن الموقف الأمريكى، يبدو أنه موقف مرتبك ، وإيران تدرك ذلك لأن أمريكا كل ما يشغلها فى قضية اليمن هو وضع تنظيم القاعدة والمتمركز أكثر فى الجنوب وتنظيم أنصار الله الذى يضم الحوثيين وغيرهم أعلن أن من أهم أهدافه القضاء على القاعدة فى بلاد اليمن، وهذا الموقف أدخل الطمأنينة إلى نفوس الأمريكان، كما أن الحوار الدائر الآن بين أمريكاوإيران حول الملف النووى لدى إيران ،يؤكد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لديها رغبة وربما لهفة فى الخروج بهذا الاتفاق إلى النور مع الإيرانيين ، ولا ترغب أمريكا فى معاداة إيران فى هذه المرحلة، لكل هذه الأسباب أسست إيران لموقفها وتراهن على استهلاك الوقت، وفيما يبدو أنها نصحت حلفاءها بذلك، حيث لم يرد الحوثيون على الضربات التى وجهت إليهم وإنما تصريح محمد البخيتى، عضو المكتب السياسى لجماعة أنصار الله قال إن السعودية ستدفع ثمنا باهظا لعدوانها ولم يحدد البخيتى كيف ومتى؟ وهم يحاولون امتصاص الضربات الجوية فهم أكثر استعدادا للمعركة البرية، لكل هذه الأسباب يبدو الموقف الإيرانى واثقاً، ومن الواضح أن إيران ستدير هذا الصراع بدبلوماسية حياكة السجاد ولن تلجأ إلى الدخول فى معارك عسكرية مع دول المنطقة على الأقل فى المستقبل القريب، حتى المعلومات التى تسربت بأن إيران سترسل قطعا بحرية إلى باب المندب، ففى الغالب سيكون هذا لتقديم الدعم الإنسانى لأن هناك مشاكل إنسانية ونقصاً لبعض السلع بات يظهر فى الساحة اليمنية. تبقى نقطة مهمة هى أن إيران تتجنب مسألة تحويل الصراع إلى مذهبى ، لأن الصراع المذهبى يمكن أن يدمر المنطقة كلها ولن يستفيد منه أحد ، ونحن من جانبنا نؤكد أن التحالف بين إيران وبعض الأطياف اليمنية وعلى رأسهم الحوثيين ليس تحالفا مذهبيا وإنما تحالف سياسى بامتياز، وسبق لطوائف من الزيدين فى اليمن أن تحالفت مع المملكة العربية السعودية الوهابية، فالتحالف ليس تحالفا مذهبيا لأن داخل بعض طوائفه أطراف من المذهب الشافعى، فالعملية فى مجملها عملية مصالح سياسية تلاقت لدى الطرفين ، ومن ثم أسسوا هذا التحالف الذى تنسج خيوطه منذ عدة سنوات تلك قراءة سريعة للرؤية الإيرانية حيال الأزمة اليمنية .