شرم الشيخ : سوزى الجنيدى كان الهدف الإيرانى أن يستولى الحوثيون على عدن أثناء انعقاد القمة العربية مما يظهر مدى الضعف العربى ويفقد الشعوب العربية الثقة كاملة فى زعمائها وفى الهوية القومية العربية، ولهذا كان الإسراع بتوجيه عاصفة الحزم قبل انعقاد القمة العربية بشرم الشيخ بساعات قليلة لاستباق التحركات الإيرانية باستخدام الحوثيين، كما كانت الموافقة على فكرة إنشاء قوة عربية مشتركة فى اجتماع وزراء الخارحية العرب وقبل القمة رسالة عربية مباشرة بضرورة إيجاد وسيلة للردع، وأن القومية العربية خرجت من غرفة الإنعاش بسبب التحديات والمؤامرات المحيطة بها. التحركات العربية المتلاحقة جاءت لعدة تخوفات منها التخوف من التحركات والأطماع الإيرانية المباشرة وتأثيرها على السعودية ودول الخليج ومن تحويل المسألة إلى صراع سنى - شيعى، ومن سقوط اليمن فى أيدى تنظيمات إرهابية مثل القاعدة والخوف من تفكك اليمن مثل ليبيا وسوريا ومن إعاقة الملاحة فى باب المندب حيث يمر معظم النفط الخليجى للعالم واخيرا التخوف من زرع منظومة صواريخ على الحدود السعودية اليمنية، لهذا كان التعامل الخليجى والعربى مع سيطرة الحوثيين على السلطة فى اليمن بقوة السلاح باعتباره خروجًا على بنود المبادرة الخليجية التى طرحتها دول مجلس التعاون الخليجى فى نوفمبر 2011. ومحاولة للانقضاض على الشرعية. وبالطبع يجب ألا نتجاهل تصريحات على يونسى، مستشار الرئيس الإيرانى للشئون الدينية والأقليات أمام منتدى «الهوية الإيرانية»بطهران فى 9 مارس، حيث أكد أن " إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا،" معتبرا أن «كل منطقة الشرق الأوسط إيرانية». كما اعتبر مندوب مدينة طهران فى البرلمان الإيرانى، على رضا زاكانى، المقرب من المرشد الإيرانى على خامنئى بعد اجتياح الحوثيين لصنعاء، أن العاصمة اليمنية صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التابعة لإيران، بعد كل من بيروت ودمشق وبغداد، مبيناً أن ثورة الحوثيين فى اليمن هى امتداد للثورة الخمينية. الموضوع إذا لم يكن مجرد محاولات لجماعة الحوثيين الشيعة الاستيلاء على السلطة فى بلد أغلبيته سنية، لكنه كان منظومة الأمن القومى العربى والهوية العربية كلها التى أصبحت مهددة وأيضا محاولة لوقف المؤامرات لتحويل المنطقة إلى صراع إسلامى سنى- شيعى يعود بالعرب لقرون مضت، لهذا لم يكتف القادة العرب بعاصفة الحزم، بل ووافقوا على إقامة قوة عسكرية عربية مشتركة، وهو القرار الذى أكد نبيل العربى، الأمين العام للجامعة العربية ردا على أسئلة «الأهرام العربى» أنه استند إلى ميثاق جامعة الدول العربية والمادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة وقواعد الشرعية الدولية، مضيفا أننا "نتحدث لأول مرة عن الاستناد إلى معاهدة الدفاع العربى المشترك التى تم توقيعها عام 1950، وقد وجدت أنه حدث اجتماع واحد فى يناير 1973 قبل حرب أكتوبر ولم يحدث اجتماعات أخرى بعد ذلك، وما اتخذته الجامعة خطوة كبيرة جدا، بأن تشير إلى معاهدة الدفاع المشترك، " وحول وجود خلافات عربية داخل الاجتماعات حول هذا القرار قال العربى: "كانت هناك رؤى مختلفة وليس خلافات، وكان هناك اتجاه لضرورة التوصل إلى صياغة تسمح لكل هذه الرؤى أن تكون فى إطار القرار الذى سيرفع إلى القمة العربية، لأنه فى الواقع موضوع جديد وقد صدر القرار لاعتماد مبدأ إنشاء قوة عربية عسكرية تشارك فيها الدول اختياريا وتضطلع بمهام التدخل العسكرى السريع وما تكلف به من مهام أخرى لمواجهة التحديات التى تهدد أمن وسلامة أى من الدول الأعضاء ووحداتها الوطنية، وتشكل تهديدا مباشرا للسلم والأمن العربى، واعتبر أن هذا تقدما كبيراً جداً وتاريخياً بالنسبة للعمل العربى المشترك، وهذه أول مرة سيتم إنشاء قوة تعمل باسم الدول العربية ولم أكن أتصور أن نصل إلى هذا واعتبر ما تم نجاحا كبيرا جدا" . وأضاف أن" المهم فى الأمر عدم وجود اعتراض لكن تحفظ يمكن تناوله، وسيتم ذلك من خلال الإطار الذى وضعه القرار الذى اتفق عليه الزعماء من رحالة الأمر إلى رؤساء الأركان وجهاز فنى رفيع المستوى يتم من خلاله وضع جميع الأمور المتصلة بالتشكيل والتنظيم والإدارة والقيادة وإحاطة الزعماء بما يتم التوصل له من طرح متكامل لاستخلاص رؤية وملاحظات ثم يعرض على مجلس الدفاع المشترك حتى يتم إقراره، وهنا جميع الدول ممثلة ولها أن تطرح الرؤى" .. موضحا " أن هذا العمل هو متصل بالقدرة والإمكانات وربما الطولة التى ليست لديها الرغبة والإمكانات اليوم قد تكون لها الرغبة والإمكانات فى وقت لاحق". وأوضح أسعد بن طارق السعيد، المبعوث الشخصى للسلطان قابوس، ورئيس الوفد بالقمة ل «الأهرام العربى» أن سلطنة عمان تؤيد الطرق السلمية لكن هذا لا يعنى أننا لا نساند الشرعية، لكننا نؤيد الحوار أكثر من القتال، وأعتقد أننا سنتغلب على التحديات، لكن نحتاج وحدة الصف العربى ونأمل أن يظهر العرب بحكمة تخرجهم من كل المآزق، خصوصا أن هناك مشاكل كثيرة فى العالم العربى وتستغرق وقت فحلها لا يمكن أن يكون فى اجتماع واحد. وحول اختلاف القمة الحالية عن باقى القمم العربية قال إن هذه القمة بها أحداث أكثر من القمم السابقة، وبها تحديات، ونأمل أن يكون العرب على يد واحدة، وقال إننا نأمل أن اللقاء العربى يتوصل إلى رؤية حكيمة بعيدة المدى والقادة العرب كما لاحظنا متحمسين للاتفاق على موقف موحد. ومن جانبه قال عمرو موسى، الأمين العام السابق للجامعة العربية إن موضوع إنشاء قوة عربية مشتركة مهم جدا، وأن الوقت قد حان له، مضيفا أن قرار إنشاء قوة عربية واضح، وهو اعتماد بند إنشاء القوة العربية المشتركة . وحول امكانية مكافحة الإرهاب عربيا، قال إن الأمر يحتاج لتعاون جماعى، لكن الإرهاب موضوع عميق ويحتاج للعديد من السياسيات وتحركات سريعة وتحركات على المدى البعيد. وحول أسباب القرارات القوية فى القمة الحالية، قال إنها الظروف الصعبة التى تمر بها الأمة العربية اقتضت مثل هذه القرارات. وعن أسباب اتخاذ خطوات عربية سريعة فيما يخص اليمن وأسباب التاخير فى اتخاذ الخطوات فى ليبيا قال إن الظروف فى ليبيا مختلفة، كما أن الأممالمتحدة نشطة فى الملف الليبى، وكذلك دول الجوار.