زينب هاشم بين مؤيد ومعارض تباينت الآراء حول أهمية تعرض مرشحى مجلس الشعب الجدد للكشف الطبى الذى أقرته اللجنة العليا للانتخابات، والتى بدأت إجراءاتها منذ أيام، ومازال المرشحون يتوافدون على 40 مستشفى تخصصيا على مستوى محافظات مصر لإجراء الفحوصات الطبية والنفسية من بينها: «أشعة عادية على الصدر، رسم قلب كهربائى، موجات صوتية على النبض، صورة دم كاملة، وظائف كبد، وظائف كلى، وسكر فى الدم، وتحليل نسبة الدهون، وتحليل فيروس الإيدز، وكشف المخدرات والمسكرات»، كما تقوم اللجنة بتوقيع الكشف الإكلينيكى على المرشح من خلال 4 لجان متخصصة أساسية، وتتضمن الباطنة العامة والجراحة العامة والطب النفسى والأمراض العصبية، وأمراض العيون، بالإضافة إلى أى تخصصات أخرى ترى اللجنة ضرورة الاستعانة بها. فى «الأهرام العربى» التقينا عدداً من المتخصصين والمشاركين فى عملية الكشف الطبى على المرشحين . فى البداية يقول د. وجدى فوزى، نائب مدير مستشفى دار السلام واستشارى جراحة العظام: يأتى إلينا المرشح لعضوية مجلس الشعب ويقوم بدفع إيصال بمبلغ قيمته 4200 جنيه مقابل إجراء الفحوصات الطبية، والتى هى عبارة عن أشعة وتحاليل معملية تتم هنا فى المستشفى، حيث يتم أخذ عينة بول وعينة دم من المرشح وترسل مع دكتور مخصص من المستشفى إلى المعامل المركزية، وذلك من أجل فحص المخدرات والمسكرات ثم يدخل فى الكشف الإكلينيكى، وهو عبارة عن أربع فحوصات أساسية، وهى عيادة رمد ونفسية وعصبية وجراحة، ومن قبل كل هذه الفحوصات يكون قد مر على عيادة الباطنة لإجراء رسم القلب، وبعد الانتهاء من كل هذه المراحل يخرج المرشح بخطاب مختوم بشعار الجمهورية، ومثبت عليه أنه تم توقيع الكشف الطبى عليه فى جميع الفحوصات اللازمة والتى أقرتها الوزارة، وبموجب هذا الخطاب يقدم نفسه للترشح إلى اللجنة العليا للانتخابات وبعد 48 ساعة يأتى إلينا مرة أخرى للحصول على نتيجة الفحوص سواء التى تمت فى المستشفى أو فى معمل التحاليل، وهذا الخطاب يحتفظ المرشح بصورة منه تظل معه وأخرى نحتفظ بها داخل المستشفى. وعن نتائج الفحوص التى أجريت على المرشحين خصوصا فى فحص المخدرات والمسكرات أضاف فوزى: نحن لا نحكم على المرشحين ولكن نقدم لهم التوصيف الطبى، خصوصا فيما يخص عدم إصابة المرشح بأمراض تعوق التفكير الذهنى فى التشريع أو ما يمنعه ذهنيا أو نفسيا من الترشح، وهناك بعض التحاليل أثبتت أن هناك بعض المرشحين يتعاطون مسكرات أو مخدرات، لكن نسبة ضئيلة وليست كبيرة. وعن التسهيلات المقدمة للمرشحين يقول: لدينا خريطة يحصل عليها المرشح بمجرد دفع إيصاله بالمبلغ المطلوب يعرف من خلاله كيف يتوجه إلى حجرات وعيادات الباطنة ومعه مرشد من العلاقات العامة يساعده فى خطوات الكشف المتلاحقة. ويستكمل د. صلاح حامد، مدير عام معهد ناصر إحدى جهات الكشف الطبى على المرشحين قائلا: نحن بدأنا الكشف الطبى على المرشحين مع إعلان اللجنة بدء خطوات الكشف الطبى ومراحله، ونعمل يوميا من التاسعة صباحا حتى التاسعة مساء، وذلك من خلال فريق عمل متكامل للكشف على السادة المرشحين من خلال عدد من الاستشاريين للعيون والأمراض النفسية، وقد خصصنا فيما يقرب من 15 غرفة وأربع عيادات متخصصة للتحاليل والأشعة من خلال معمل الفحوصات المتكاملة، كما نرسل التحاليل التى تحتاج إلى معامل مركزية خاصة فيما يتعلق بتحليل المخدرات، وحتى الآن تم الكشف فى معهد ناصر على 150 مرشحا ومازال الكشف مستمرا وحتى الآن غير محدد موعد لانتهاء الكشف. وعن تحليلى الكوليسترول والسكر اللذين تمت إضافتهما لإجراءات الكشف الطبى يقول: نحن لم نزد من التحاليل لكن الجهات المختصة هى التى أقرت ذلك، لكن بشكل عام معظم المرشحين حالتهم الصحية مقبولة وتتراوح ما بين جيدة وممتازة، وفى رأيى من الضرورى أن يجرى المرشحون كشوفا طبية لأنهم فى موضع المسئولية . وعن أهمية الكشف الطبى على المرشحين يتحدث د. حمدى السيد، نقيب الأطباء لعدد 4 دورات متتالية، عضو مجلس الشعب السابق قائلا: فى رأيى من يستبعد من الانتخابات بسبب الحالة الصحية هو الإنسان العاجز غير القادر صحيا، لكن بشكل عام أرى الحديث عن الكشف الطبى مبالغ فيه، لأننى انضممت لمجلس الشعب لمدة 31سنة لم أر عضو مجلس شعب عاجزاً عن أداء وظيفته، وكان كثيرون منهم يصابون بنوبات قلب وكانت لا تعوقه عن أداء مهامه، لكن بالتأكيد نتمنى أن ينعم كل عضو بمجلس الشعب بصحة جيدة، وأن يكون قدوة لغيره وألا يدخن، لكن الكشف الطبى على المرشحين من الممكن أن يتم فى أى مستشفى مجهز لإجراء الكشوف والأشعة على صدره، وأيضا إجراء التحاليل اللازمة وليس بشرط إجراء الكشف على أجزاء الجسم بالكامل، فهو عضو مجلس شعب وليس لاعب كرة أو مصارعة، وأتمنى أن يفهم ذلك زملاؤنا الأطباء حتى لا يكون مبالغا فيه بأمور لن تفيد كثيرا مجلس الشعب ذاته، بينما يكون الاهتمام بالقراءة والكتابة أهم، لأنه لابد وأن يكون المرشح حاصلا على شهادة جامعية وألا يكون لديه تخلف عقلى أو شلل يعوقه عن الحركة، ومن المفترض أن يساعدنا الإعلام على توضيح ذلك، لأنه ليس منطقيا أن يستثنى شخص ناجح لديه بعض الأمراض الموجودة عند كل الناس مثل السكر أو القلب أو الضغط أو غيرهم. ويختلف تماما د. جمال محمد فرويز، استشارى الطب النفسى وأمراض المخ والأعصاب وعلاج الإدمان مع ضرورة إجراء الفحوصات النفسية والعصبية التى أوجبت اللجنة إجراء المرشحين لها، مؤكدا أن المرض النفسى لا يمكن الكشف عنه بسهولة خصوصا مع تعاطى المريض للعلاج ويستكمل الحديث قائلا: فى رأيى ليس هناك فائدة لهذه الفحوصات النفسية والعصبية، خصوصا أن اللجنة حددت الأمراض التى يتم استثناء المرشح الذى يعانى الإصابة بها مثل العته والشيخوخة والزهايمر، فلو أن هناك شخصا يعانى أياً من هذه الأمراض لن يرشح نفسه لانتخابات مجلس الشعب، كما أنه غير معقول اكتشاف أن المرشح لديه مرض الاضطراب الوجدانى أم لا، لأن مريض الاضطراب الوجدانى عندما يتناول دواء مناسبا لحالته أو دواء مستوردا جيدا لن تظهر عليه أعراض المرض، ولا يوجد أى اختبار يستطيع أن يثبت أنه مريض اضطراب وجدانى، خصوصا أن أعراض المرض قد تظهر عليه لمدة أسبوع أو اثنين ثم تزول عندما يتناول العلاج، ولا يمكن أن يتم اكتشاف إصابة المريض بنوبات الهوس وهى التى تكون أعراضها أن يكون الشخص ثرثار ا يتحدث كثيرا، وأثناء حديثه يتطرق لموضوعات عدة ويخرج من الحديث فى موضوع معين حتى يدخل فى موضوع آخر، أو أنه شخص يعانى عدم التركيز أوعدم الانتباه أو يكون مذبذبا يرفع صوته أحيانا وتصيبه نوبات هوس فى أحيان أخرى، وهى على عكس نوبات الإجهاد أوالاكتئاب التى يصبح فيها المريض على العكس تماما، ولا يركز فى مجلس الشعب أو الشورى لأنه رافض الحياة، صامت طوال الوقت لا يتحدث، ولو تحدث يتحدث بصوت منخفض، ومن قبل تقدم مريض نفسى لانتخابات الرئاسة ودخل للترشح بالفعل، وكان يعمل مهندس كهرباء، وعندما دخل اللجنة ظهرت عليه أعراض المرض، ولأنه مهندس قطع الكهرباء عن اللجنة أثناء عملها، وعندما تم القبض عليه قال إنه مرشح رئاسى. ويضيف د. فرويز: لكن من المفترض أننا عندما نقر بإجراء اختبارات نفسية أن نحكم على الشخص إذا كان لائقا لهذه المهمة أو المهنة أو غير لائق، ولابد أن نحدد لنائب البرلمان ما يسمى بتحديد وظيفة ما المطلوب منه، وما يجب أن يكون متوافرا فيه من مبادئ حتى لا نأتى بشخص هدفه سرقة البلد، وهذا الاختبار ليس طبيا لكنه اختبار نفسى ولا يتم عن طريق المقابلة لأنها ليست كافية، لأنه لو كان يعانى من هوس أو اضطراب نفسى أو فصام لن يظهر ذلك فى هذه المقابلة، لكن اختبارات الوظيفة فى هذا الشخص من المفترض أن تجريه الجهة المختصة، لأن وزارة الصحة لا تعرف كل ذلك، لذلك كان الأفضل الاستعانة بخبراء يفهمون هذه الأبعاد والملامح النفسية حتى يمكنهم الكشف عن الشخص اللائق وغير اللائق طبيا ونفسيا . وعن كيفية الكشف عن صحة المرشح نفسيا، يؤكد فرويز أننا يمكننا استبيان ذلك عندما يتوقف الشخص عن تناول الدواء ويسترسل قائلا: من الممكن للعضو أثناء وجوده فى مجلس الشعب أن يتناول العلاج ويعود لطبيعته وهدوئه مرة أخرى، كما أن مريض الصرع يظهر رسم المخ سليما بنسبة 40% ، وكل هذه الخطوات لابد من اتباعها حتى لا نأتى مرة أخرى بشخص مثل محمد مرسى الرئيس الأسبق، أى أننا ليس بحاجة لاختبار طبى وإنما اختبار نفسى حتى نتعرف إذا كانت قدراته موائمة للمنصب أم لا، وأنا أعتقد أن مرشحا مثل أحمد عز، عضو الحزب الوطنى الأسبق لو أجرى له الكشف النفسى ستكون النتيجة أنه شخص لا يصلح لعضوية مجلس الشعب.