وزارة العمل : ملتقى توظيف "لذوي الهمم" بالتعاون مع 9 شركات قطاع خاص بالأسكندرية    مجلس شؤون طلاب جامعة أسوان يوجه بسرعة إعلان نتائج الفرق النهائية    «محلية النواب» تناقش أثر تطبيق قانون التصالح في مخالفات البناء بعد عيد الأضحى    الدولار يواصل الصعود ويقفز ليسجل هذا الرقم    تفاصيل لقاء مدبولي ورئيسة بنك التنمية الجديد التابع لتجمع البريكس    «الضرائب»: نتواصل مع مجتمع الأعمال الخارجي لتحفيز بيئة الاستثمار محليًا    الرئيس السيسي وملك الأردن يتوافقان على أهمية التنسيق المشترك تجاه تطورات الأوضاع بغزة    المستشار الألماني يطالب بمزيد من الدفاع الجوي لأوكرانيا    معتز زدام يعود للمصري بعد انتهاء مهمته مع متتخب تونس    بعد دي يونج.. منتخب هولندا يعلن استبعاد نجم جديد من يورو 2024    حملة تفتيشية على أسواق فوه وتحرير 21 محضرًا تموينيًا    مواصفات امتحان الاقتصاد والإحصاء للثانوية العامة 2024.. اطلع على الأسئلة المهمة    عاجل| القبض على شقيق محمود كهربا بتهمة التعدي بالضرب على رضا البحراوي    مجد القاسم يكشف تفاصيل ألبوم بشواتي ومواعيد طرحه    محافظ بني سويف يوافق على تجهيز وحدة عناية مركزة للأطفال بمستشفى الصدر    هيئة الدواء: مصر الأولى أفريقيا في تصدير الدواء.. وإجراء مهم لصفحات البيع المخالفة    «الصحة»: إدراج 45 مستشفى بمحافظات الجمهورية ضمن البرنامج القومي لمكافحة المقاومة لمضادات الميكروبات    تقارير: تشيزني على بعد خطوات من الانضمام للنصر    يورو 2024| سلوفاكيا يبحث عن إنجاز أبعد من دور ال16.. إنفوجراف    رئيس جامعة الأقصر يشارك في الاجتماع الدوري للمجلس الأعلى لشئون التعليم والطلاب    الري: تجربة حديثة لتحليل بيانات الأقمار الاصطناعية لتحديد التراكيب المحصولية    «الدفاع الروسية»: بدء المرحلة الثانية من مناورات القوات النووية غير الاستراتيجية    ناصر تركي: لجان مشتركة مع الشركات السعودية لاستلام مخيمات حجاج السياحة    إيلون ماسك: سأحظر أجهزة آيفون في شركاتي    تقرير يكشف مسارات الهجرة السرية من المغرب إلى أوروبا    تعرف على موعد جنازة وعزاء الملحن الموسيقي أمير جادو    القباج تؤكد دور الفن التشكيلي في دعم التنمية المستدامة وتمكين المرأة    «العقرب» لا يعرف كلمة آسف.. رجال هذه الأبراج الفلكية يرفضون الاعتذار    هل على الغنى الذى لا يضحى عقوبة؟.. أمين الفتوى يجيب    ما هو يوم الحج الأكبر ولماذا سمي بهذا الاسم؟.. الإفتاء تُجيب    مالاوي.. الجيش يرجح تحطم طائرة نائب الرئيس في إحدى الغابات    من 15 إلى 20 يونيو إجازة عيد الأضحى للعاملين بالقطاع الخاص    محافظ مطروح يشدد على استمرار الجهود لمراقبة الأسواق وضبط الأسعار    «صحة المنيا» تقدم الخدمات العلاجية ل 1473 مواطنا في قافلة طبية مجانية    الداخلية تواصل جهود مكافحة جرائم الاتجار فى المواد المخدرة والأسلحة ب3 محافظات    تراجع كبير في أسعار السيارات والحديد والهواتف المحمولة في السوق المصري    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 11-6-2024في المنيا    توقعات تنسيق مدارس الثانوية العامة بالقاهرة 2024-2025    وزير النقل يوجه تعليمات لطوائف التشغيل بالمنطقة الجنوبية للسكك الحديدية    سحب عينات من القمح والدقيق بمطاحن الوادي الجديد للتأكد من صلاحيتها ومطابقة المواصفات    محاولات للبحث عن الخلود في "شجرة الحياة" لقومية الأقصر    أدعية مستحبة فى اليوم الخامس من ذى الحجة    التشكيل الوزاري الجديد يتصدر محركات البحث.. أسماء تردد والحكومة تنفي    بن غفير: صباح صعب مع الإعلان عن مقتل 4 من أبنائنا برفح    ارتفاع مؤشرات البورصة المصرية في بداية تعاملات اليوم الثلاثاء    محمد أبو هاشم: العشر الأوائل من ذى الحجة أقسم الله بها في سورة الفجر (فيديو)    لطلاب الثانوية العامة.. احذر 6 عادات قاتلة تسبب هبوط الدورة الدموية    وفاة المؤلف الموسيقي أمير جادو بعد معاناة مع المرض    عصام السيد: وزير الثقافة في عهد الإخوان لم يكن يعرفه أحد    موعد ومكان تشييع جنازة وعزاء الفنانة مها عطية    فلسطين.. إضراب شامل في محافظة رام الله والبيرة حدادا على أرواح الشهداء    ذاكرة الكتب.. كيف تخطت مصر النكسة وبدأت حرب استنزاف محت آثار الهزيمة سريعًا؟    صلاح لحسام حسن: شيلنا من دماغك.. محدش جه جنبك    عيد الأضحى في تونس..عادات وتقاليد    سيد معوض: حسام حسن يجب أن يركز على الأداء في كأس العالم والتأهل ليس إنجازًا    حازم خميس يكشف كواليس التحقيق مع رمضان صبحي في منظمة مكافحة المنشطات    سيد معوض يتساءل: ماذا سيفعل حسام حسن ومنتخب مصر في كأس العالم؟    فلسطين.. شهداء وجرحى جراء قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. شهيدة الباز: لازمت «عفلق» وزوجته بمصر لأنه كان يخجل من الخروج بمفرده معها
نشر في الأهرام العربي يوم 10 - 02 - 2015


سهير عبد الحميد
«يا عروبة مين حماكى غير البعث الاشتراكى «هذا الهتاف أشهر هتافات الطلاب البعثيين فى الجامعة، مازالت د. شهيدة الباز مدير مركز البحوث العربية والإفريقية سابقا وخبيرة المجتمع المدنى، تتذكره جيدا. .يعيش فى وجدانها ويذكرها بمرحلة من أحلى المراحل فى حياتها. مرحلة ملؤها الحماسة واليقين والإيمان بالفكرة والتفاؤل بالغد والتيقن من القدرة على ترجمة الأحلام إلى واقع معاش.
بين الصور والذكريات التقيتها وهى تروى الحكاية قائلة:
تعرفت على حزب البعث من خلال بعض الزملاء العرب فى الجامعة، ومنهم زميلى الأردنى شاهر الطالب.. وتحمست للفكرة، كانت براقة للغاية واندفعت الحماسة إلى عروقى لأننى رأيتها مصدر قوة ونحن نجابه الاستعمار. .وتعرفت إلى الزملاء المصريين فى الحزب، ومنهم جيل كان يسبقنا فى السن وفى مقدمتهم جلال أمين وعلى مختار ومحمد غنيم ود. أحمد فؤاد سيف النصر. كانت العلاقات بيننا جميلة للغاية، وكنا مترابطين ومتفقين فى الرؤية السياسية وطبعا أسماؤنا جميعا كانت لدى الأمن وكنا نشعر بأننا مراقبون.
وهل سبب ذلك لك المشاكل؟
حاولوا منعى من السفر إلى لبنان ذات مرة وتدخل والدى ولجأ إلى بعض المعارف كى أتمكن من السفر.
وماذا كان عن موقف والدك من الانضمام إلى حزب البعث؟
أبى كان متفتحا للغاية وكان يمتلك إحساسا وطنيا، وكنت أحكى له عن المناقشات التى تدور بينى وبين زملائى البعثيين. لم يعترض إلا عندما كلمنى أحد الزملاء فى المنزل ليخبرنى بموعد أحد الاجتماعات. كان والدى معترضا على فكرة أن أشارك فى اجتماعات فى أماكن لا يعرفها، فقررت أن أنقل الاجتماعات إلى منزلنا وقد كان. وهناك شخصيات مهمة جاءت إلى منزلنا، وكان والدى يشاركنا تلك الجلسات منهم على مختار وقد كان شخصية متفردة ولا مثيل له كان يتحدث دائما بالمنطق وذا عقلية جبارة وكان يحترم المرأة إلى أقصى مدى.
كما كان يشاركنا الاجتماعات شاهر الطالب ومسلم العابد وهما أردنيان والشاعر يوسف الخطيب وزوجته بهاء الريس وشقيقتها أروى الريس.
وقد اطمأن والدى، لأن العلاقات بيننا كانت غاية فى الرقى والإنسانية.
هل ضم العبث فتيات مصريات غيرك؟
لم يكن عدد المصريات داخل الحزب كبيرا بصفة عامة، ومن الفتيات تحديدا كانت الدكتورة عواطف عبد الرحمن لكنها فضلت الانسحاب للانضمام للحزب الشيوعى.
ما الأنشطة التى كنت تشاركين فيها؟
كنا نعقد اجتماعات صغيرة، ونشارك فى مظاهرات كبيرة جدا، وكنا نخرج فى التظاهرات مع القوميين العرب والشيوعيين للمطالبة بالتحرر من الاستعمار وتحقيق الوحدة العربية وكثيرا ما كنا نتشاحن مع القوميين العرب، لأنهم ينتمون إلى طبقة الأغنياء ولم تكن تعنيهم فكرة الاشتراكية. كنا نلتقى معهم فقط فى مسألة القومية العربية وعلى العكس من ذلك كان الشيوعيون الذين يرفضون فكرة القومية. وكنا نشعر بأن القوميين العرب متكبرون كما كانوا يتسمون بقدر من العنف وهو ما تعكسه شعاراتهم « دم. حديد. نار. .وحدة تحرر ثأر».
وأذكر أننى ذهبت مع الزملاء البعثيين فى رحلة إلى القناطر بصحبة الأستاذ عفلق. وكنت كثيرا ما أصحب الأستاذ وزوجته فى نزهاتهما داخل القاهرة، فقد كان عفلق الذى تزوج فى سن كبيرة شديد الخجل، لدرجة أنه يخجل من الخروج مع زوجته بمفردهما فكان يمر بى ويأخذنى معهما.
وقد ظلت علاقاتى بزملائى البعثيين قوية حتى بعد أن حل ناصر الحزب.
هل أغضبكم هذا القرار ؟
للغاية وكنت غاضبة من عبد الناصر، وكنا نتشاحن أنا ووالدى لهذا السبب كثيرا لكن حدة هذا الغضب تلاشت مع الأيام ومع تنامى قدرتى على التحليل، أدركت أن تصرفات عبد الناصر كانت محكومة بالمعرفة السياسية وقتها. كما أنه لا يمكن أن أتجاهل أنه كان وطنيا مهتما بفكرة العدالة الاجتماعية ومناضلا من أجل التحرير. لكن نقطة خلافى معه تظل أنه لم يكن ديمقراطيا، فقد كنا مثلا فى الجامعة تحت الميكروسكوب والأمن يضعنا تحت الرقابة برغم أن عبد الناصر كان يدعو للفكرة نفسها فإنه كان يحب استخدامها وفى الوقت نفسه لا يدع أحدا يزعجه أو يعارضه، كما أننى تراجعت فيما بعد عن الفكرة البعثية عندما ذهبت إلى بغداد، لأنى اكتشفت أن هناك قضايا فى حزب البعث غير واضحة، فقد كان الحس العاطفى فيها مبالغا فيه بينما خلا من حلول فكرية.
ما حدود علاقاتك بالرئيس العراقى صدام حسين ؟
كان صدام حسين زميلى فى الكلية وقد نشرت لنا معا بعض تلك الصور فى شوارع بغداد وكانت صديقاتى هناك يقلن لى "يا بختك " فقلت لهم إنها صور لنا أثناء الدراسة وكان مجرد طالب، وقد دعيت فى أواخر السبعينيات إلى مؤتمر ببغداد وكان صدام آنذاك نائبا للرئيس وقد فوجئت به يرسل إلى للقائه، وقد التقيت به وفوجئت به يطلب منى البقاء فى العراق فرفضت لأن لى التزاماتى العديدة فى مصر . وقد أخبرته أن العراق بها مشروعات تنمية كبيرة اعتمادا على مواردها الذاتية لكنها تحتاج إلى المزيد من الديمقراطية .
وقد كانت لى علاقات من خلال زوجى الجنوب أفريقى بحركات التحرر الأفريقية، وقد كانت الدول الغربية تتصارع سياسيا على جذبها لتحقيق مصالح خاصة بالطبع، وقد طلبت منى إحدى تلك الحركات التدخل لدى حكومة العراق لتوفير الدعم لها بعيدا عن الدول الأوروبية، فتحدثت إلى السيد ميشيل عفلق وقد تدخل بالفعل لدى الحكومة العراقية التى قامت بمساعدة الحركة بالدعم المادى والتدريب العسكرى وظلت كذلك حتى قامت الحرب العراقية الإيراينة فاعتذرت العراق عن مواصلة تقديم الدعم .
ولكن علاقتى تلك بالعراق وبصدام لم تكن من منطلق أننى بعثية لأننى كنت تركت الحزب بمجرد حله فى مصر ولكننى ظللت مؤمنة بالقومية العربية وما زلت.
وقد شعرت بالحزن الشديد عند إعدامه على يد الأمريكان وتعجبت من ردود فعل البعض التى رحبت بموته، فكيف نفرح وقد قتل بأيد أمريكية، والأمريكان الذين جاءوا بزعم الديمقراطية هم من قاموا بتقطيع أوصال العراق إربا ويحاولون تكرارا المسألة فى سوريا ومصر .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.